Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الخليج

طارق علاي لـ الأنباء ضرورة توظيف التقنيات

  • دور مهم للاتصال الحكومي في دعم مساعي جهود الدول لاستثمار الموارد بالشكل الأمثل

أحمد صابر

أكد مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة طارق علاي ان الحفاظ على مسار التطور وصولا إلى التنمية المستدامة مرتبط بفهم الموارد وحسن إدارتها واستثمارها، لافتا الى ضرورة تعزيز المشاركة المجتمعية لتطوير المجتمعات وتحقيق التقدم.

وشدد علاي في لقاء خاص مع «الأنباء» على ضرورة توظيف التقنيات الحديثة وخاصة الذكاء الاصطناعي في استغلال الموارد والثروات وتحقيق التنمية المستدامة، مشيرا الى ان المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في الشارقة، الذي ستنطلق فعالياته يومي 13 و14 سبتمبر الجاري ومنذ دورته الأولى مترابط في الطرح والنقاش حول الثروات والموارد، مبينا أهمية الموارد والثروات مع مرور الزمن، وفيما يلي التفاصيل:

في البداية، لماذا اختار المنتدى الدولي للاتصال الحكومي «موارد اليوم.. ثروات الغد» شعارا لدورته هذا العام؟

٭ بالعودة إلى التاريخ، نجد أن التقدم الذي أحرزته البشرية جاء نتيجة قدرة الإنسان على اكتشاف الموارد الطبيعية والبشرية، والموهبة البشرية في التعامل معها وتحويلها إلى أدوات ومنتجات ووسائل عيش، لهذا فإن الحفاظ على مسار التطور وصولا إلى التنمية المستدامة مرتبط بشكل وثيق بفهم الموارد وحسن إدارتها واستثمارها، وتحويلها إلى ثروات تدعم جودة الحياة والرقي الاجتماعي.

وعلى الرغم من وضوح هذه الحقائق إلا أننا لا نزال نرى الكثير من المجتمعات تعاني من شح الثروات رغم وفرة الموارد، حيث أصبحت عملية استثمار الموارد وتشكيل ثقافة إيجابية تجاه التعامل معها من قبل المؤسسات الرسمية وقطاعات الأعمال والمفكرين والعلماء والباحثين، هو الحد الفاصل بين أمم تطورت وأخرى تكافح في سبيل ذلك، وقد تحول هذا الموضوع إلى تحد دولي يعوق تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي أجمع عليها العالم في بداية الألفية الثالثة.

وأثبتت التجربة أن معرفة البشر بأهمية الموارد لا تكفي لتشكيل هذه الثقافة، بل نحتاج إلى تناول المسألة بشكل مستمر وتشكيل الشراكات وتوضيح الأدوار واستشراف المستقبل لتسليط الضوء على الموارد الجديدة التي استحدثها تقدم العلوم، مثل امتلاك التقنيات الحديثة والابتكار والمواهب والأفكار وغيرها، وذلك يمكن أن يتحقق من خلال تبني الاتصال لهذه المسألة وطرحها أمام الجمهور بطرق مختلفة تتناسب مع كل فئة واحتياجاتها ودورها في النمو والتقدم.

ألا تظنون أن تبني شعار «الموارد والثروات» يعتبر متأخرا نسبيا في الوقت الحالي؟

٭ الزمن لا يغيّب الحديث عن الموارد، بل يجعله يزداد أهمية مع تقدم السنين، فقد أدى تطور العلوم وتغير أنماط الحياة والارتفاع الحاد في معدلات الإنتاج والاستهلاك، إلى أن يحتل حديث الموارد والثروات مكانة مركزية، وكانت أوضح تجليات هذا الحديث في بداية القرن العشرين، عندما أصدرت لجنة الأمم المتحدة للتنمية والبيئة أول قراراتها الخاصة بإدارة الموارد والثروات.

وهناك عدة متغيرات دفعت العالم إلى وضع قضية الموارد على رأس القائمة، وهي: نمو السكان المتزايد بالتزامن مع ما نشهده من تطور تقنيات الإنتاج والسرعة الكبيرة التي طرأت عليها، ما يعني زيادة الطلب على الموارد وزيادة الحاجة إلى استثمارها وتحويلها إلى ثروات تنموية، وهناك أيضا زيادة كبيرة في استهلاك الطاقة العالمي وارتفاع استهلاك الطاقة الكهربائية بمعدلات سنوية، وعلى جانب آخر تؤكد تقارير نفايات الأغذية في برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن ملايين الأطنان من الطعام تهدر بشكل سنوي، كما تدخل ملايين الأطنان من النفايات البلاستيكية إلى النظم الإيكولوجية المائية.

وكل هذا الاختلال بالموارد وعدم قدرة السياسات الصديقة للبيئة في الكثير من الدول على مواكبة التغيرات السريعة، أدى إلى تفاقم جملة من التحديات مثل الفقر والبطالة والهجرة والتباين الكبير بين المجتمعات في مستويات التنمية، لهذا تبقى مسألة الموارد والثروات متجددة، بل وتصبح أكثر أهمية مع تقدم الزمن.

ما دور الاتصال الحكومي في تسليط الضوء على أهمية التعامل مع الموارد واستثمارها لمواجهة تحديات التنمية؟

٭ للاتصال بشكل عام، والاتصال الحكومي بصفة خاصة دور كبير في النهوض بمساعي الاهتمام بالموارد المحلية لكل مجتمع واستثمارها بالشكل الأمثل، إلى جانب دوره المهم في التعريف بالموارد البشرية والثقافية مثل التراث والفنون والعلوم والاختراعات، والأفكار والابتكارات.

ويمكن لهذا الدور أن يتجسد من خلال الاتصال الحكومي والإعلام في توفير المعلومات اللازمة للجمهور حول أهمية الموارد الطبيعية، وتقديم التوصيات والمشورة حول السلوكيات القابلة للتطبيق التي تساهم في الحفاظ عليها، كما أن له دورا كبيرا في رصد التغيرات والتهديدات التي تواجه الموارد الطبيعية، وبالتزامن مع ذلك يمكنه توجيه الرأي العام إلى تبني سلوكيات وأنماط معيشة تحميها، وهنا على فرق إدارات الاتصال الحكومي أن تتعاون مع الإعلام لتسليط الضوء على كيفية الاستفادة من الموارد وعلى المشاريع النموذجية المطبقة، والتي حققت نجاحات كبيرة في تحويل الموارد إلى ثروات.

وللاتصال الحكومي دور في تفعيل التشريعات والسياسات التي تنظم التعامل مع الموارد، وذلك من خلال طرحها للنقاش في الفعاليات والمناسبات الرسمية والخاصة، والحفاظ على حوار نشط ومتجدد عنها، وبذلك تستلهم دوائر صنع القرار توجهات سن سياساتها وبرامجها، وقد يؤدي هذا الدور للاتصال الحكومي إلى تهيئة المناخ لاستحداث مزايا لكل من يبدع في استثمار الموارد بهدف تشجيع الشركات والمؤسسات على الاهتمام بالموارد المادية والبشرية على حد سواء.

ومن الأدوار المهمة للاتصال بناء أطر التعاون والشراكات بين القطاعين العام والخاص والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني، وكل المؤثرين في مصير الموارد بمختلف أنواعها، إلى جانب تشجيع الشفافية وتعزيز المشاركة المجتمعية وتعزيز الثقة بين المجتمعات والجهات الرسمية، لما لهذه الثقة من أهمية في التوافق على مسار مستقبلي لاستثمار الموارد والثروات، ومن الضروري أيضا التنبه إلى أهمية التعاون الدولي، من أجل تحقيق هذه الأهداف.

كما أن للاتصال الحكومي دورا كبيرا في تشجيع البحوث والدراسات الخاصة بالموارد والثروات، وتوجيه القائمين عليها للمساهمة في وضع خطط طويلة الأجل للاستفادة منها في تأسيس قاعدة راسخة للنمو والتنمية، إلى جانب تشجيع الشركات في القطاعين العام والخاص على توظيف الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة من أجل الحد من هدر الموارد والحفاظ على مستويات عالية من العمل والإنتاج باستخدام القليل منها.

في كل عام يتناول المنتدى الدولي للاتصال الحكومي قضايا جديدة فما مصير الموضوعات التي تناولتها الدورات السابقة، وهل ستعودون للتذكير بها؟

٭ لا يوجد موضوع واحد أصبح من ماضي المنتدى، وهناك ترابط وثيق بين جميع المحاور التي تبناها المنتدى منذ دورته الأولى وكل الأفكار التي طرحت تراها مجتمعة وحاضرة في كل دورة لأنه بكل بساطة لا يمكن الفصل بينها، ويمكن القول بكل ثقة إن هذا العالم يدور حول محور واحد وهو التنمية والارتقاء بالثقافة، ويرتبط بهذا كل المواضيع والقضايا الأخرى، ولهذا نعمل بمنهج الاستمرارية والتكامل، بمعنى أن كل محاور المنتدى منذ الدورة الأولى حتى الآن مستمرة ونسعى عبر اختيار موضوعات المنتدى إلى تحقيق التكامل بين عناصر التنمية والاستدامة والتقدم والاستقرار.

والمتابع لمسيرة المنتدى يلحظ الترابط والتفاعل الكبيرين بين محاور دوراته المتتالية، حيث بدأ بتصحيح المفاهيم حول الاتصال الحكومي وتوضيح نقاط قوته والمهارات اللازمة لممارساته، ثم انتقل إلى تحقيق التكامل في الأدوار بين الإدارات الحكومية لتوحيد الرسالة الموجهة إلى الجمهور، ثم تناول قضايا التنمية المجتمعية والارتقاء بالمجتمعات ودور الممارسات والسلوكيات الفردية في دعم مساعي التقدم، وتناول قضايا التكنولوجيا وسمات العصر ووصل إلى حد استشراف المستقبل والتجهيز له بطرح آليات مواكبة المستجدات والتعامل مع الأزمات، والآن نحن أمام محور الموارد والثروات، ولو نظرنا إلى كل هذه المحاور نراها تصب في هدف واحد وهو الثقافة والتنمية، وما يسعى المنتدى إلى تحقيقه في كل دورة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *