Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الخليج

نكبة ثانية تلوح في غزة منشورات إسرائيلية

ترددت مطالبات عبر المساجد في قطاع غزة بألا يغادر السكان منازلهم أمس، بعد أن طلب جيش الاحتلال الإسرائيلي من جميع المدنيين، وعددهم يزيد على مليون شخص، الانتقال إلى جنوب القطاع قبل الغزو البري المتوقع.

وربما تكون هذه لحظة محورية في القتال بين الجيش الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، التي شن جناحها العسكري «كتائب عز الدين القسام» عملية طوفان الأقصى الأعنف على إسرائيل منذ حرب عام 1973.

وأعادت التهديدات بغزو بري إلى الأذهان صور النكبة عام 1948 عندما تم تهجير مئات آلاف الفلسطينيين وتجريدهم من ممتلكاتهم بشكل جماعي مع قيام دولة إسرائيل.

ووصف المحلل في غزة طلال عوكل أمر الإخلاء الإسرائيلي بأنه محاولة لدفع الشعب الفلسطيني في غزة إلى «نكبة».

وأضاف في مقابلة مع رويترز أنه مثلما فعل الإسرائيليون عام 1948، عندما طردوا الناس من فلسطين التاريخية بإلقاء براميل متفجرة على رؤوسهم، تكرر إسرائيل ذلك اليوم أمام أعين العالم وفي بث مباشر عبر محطات التلفزيون.

وبينما يبدو الغزو البري وشيكا، ينخرط الجانبان في حرب نفسية.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان «يا سكان غزة، عليكم التوجه جنوبا حفاظا على أمنكم الشخصي وأمن عائلاتكم، وأبعدوا أنفسكم عن مخربي حماس الذين يستخدمونكم دروعا بشرية».

وتذرع الاحتلال بدعوى أن مقاتلي الفصائل الفلسطينية يختبئون «في مدينة غزة داخل أنفاق تحت المنازل وداخل المباني المأهولة بالمدنيين الأبرياء في غزة».

وكرر الجيش الاسرائيلي الدعوة بإلقاء مناشير باللغة العربية في سماء غزة تطالب السكان بإخلاء منازلهم في المدينة فورا، وفق وكالة فرانس برس.

وجاء في المناشير «بيان عاجل… الى سكان مدينة غزة المنظمات الارهابية قد بدأت الحرب ضد دولة اسرائيل ومدينة غزة أصبحت ساحة معركة… عليكم إخلاء بيوتكم فورا والتوجه الى جنوب غزة، من أجل أمنكم وسلامتكم». وأرفق الجيش المنشور برسم لخريطة غزة عليها أسهم تشير الى منطقة جنوب القطاع.

في المقابل، حث إياد البزم المتحدث باسم وزارة الداخلية في حماس، خلال مؤتمر صحافي في مستشفى الشفاء بمدينة غزة، العرب في كل مكان على دعم شعب غزة.

وطالب البزم سكان شمال القطاع ومدينة غزة بالبقاء في منازلهم قائلا «اثبتوا في منازلكم وأماكنكم فإن الاحتلال بارتكاب المجازر بحق المدنيين، يريد أن يهجرنا مرة أخرى عن أرضنا ولن تتكرر هجرة عام 1948 مرة أخرى بل سنعود لأرضنا مجددا».

ومن الصعب مغادرة قطاع غزة الضيق والمكتظ بالسكان خاصة بعدما دمر الجيش الإسرائيلي بالفعل الطرق، مما يجعل الهروب شبه مستحيل، بالإضافة إلى الغارات الجوية المتواصلة.

ورصدت وسائل اعلام مئات الفلسطينيين وقد بدأوا بالفعل بالنزوح الى مناطق جنوب القطاع. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ان تهجير الفلسطينيين من غزة «نكبة ثانية».

ووصل رجل إلى مستشفى الشفاء، أكبر المستشفيات العامة في غزة وعددها 13، للاطمئنان على العشرات من أقاربه وأصدقائه الذين تم إحضارهم من موقع مبنى سكني قصفته إسرائيل في مخيم الشاطئ للاجئين.

وقال «لقد نجوت، لا أعرف لماذا نجوت. لكي أقول للعدو وأميركا وأوروبا والعالم إن الشعب الفلسطيني لن يهزم».

وأضاف «يعتقدون أن نزوحا آخر سيحدث، أو أننا قد نذهب إلى مصر. هذا هراء»، ثم توجه إلى المشرحة ليحاول التعرف على أقاربه من بين القتلى.

وفي حين أشارت الأمم المتحدة الى أن الجيش أبلغها بضرورة حصول ذلك في غضون 24 ساعة، لم يؤكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي هذا الاطار الزمني.

وتتزايد المخاوف على سكان القطاع البالغ عددهم 2،4 مليون والذين يعانون من الحرب الخامسة خلال 15 عاما في القطاع المحاصر منذ 2007، لاسيما بعدما شددت إسرائيل الحصار وقطعت إمدادات المياه والغذاء والكهرباء.

وأعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 423 ألف شخص أجبروا على الفرار من منازلهم في القطاع جراء القصف الإسرائيلي. ولجأ أكثر من 270 ألف شخص من هؤلاء إلى مدارس تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

واعتبرت «أونروا» أن دعوة إسرائيل نقل أكثر من مليون مدني من شمال غزة خلال 24 ساعة «مروع» واعتبرت ان القطاع يتحول بسرعة إلى «حفرة من الجحيم».

وقال فيليب لازاريني المفوض العام للأونروا في بيان: «نطاق وسرعة الأزمة الإنسانية التي تتكشف تقشعر له الأبدان. غزة تتحول سريعا لحفرة من الجحيم وعلى شفا الانهيار».

ويأتي أمر النزوح الجماعي وسط قصف واسع النطاق لغزة حول احياء بكاملها إلى ركام، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1537 شخصا وفاق عدد الجرحة الستة آلاف جريح، وفقا لوزارة الصحة ومصادر طبية في القطاع.

وقالت حماس إن القيادي وائل الزرد قتل في غارة جوية إسرائيلية في غزة، وذلك بعد مقتل ابنه قبل بضعة أسابيع خلال احتجاجات على الحدود عند السياج الفاصل.

بدوره، قال الناطق باسم «القسام» إن «العدو أضعف وأجبن من أن يهجر شعبنا من دياره مرتين.»

وأضاف «وجهنا 150 صاروخا على عسقلان و50 صاروخا على سديروت. وقصفنا مطار بن غوريون ولايزال في جعبتنا الكثير في الساعات القادمة».

وتابع «أقول للاحتلال إن الهجرة ليست موجودة في قاموسنا إلا لمدننا المحتلة».

هذا وبلغ عدد القتلى الاسرائيليين أكثر من 1300 شخص ووصل عدد الجرحى الى 3297، وبلغ عدد الرهائن الذين أخذوا من إسرائيل نحو 150، بحسب الجيش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *