أطلق الاتحاد الأوروبي رسميا أمس مهمة «أسبيدس» البحرية، للمساعدة في حماية سفن الشحن الدولي في البحر الأحمر ضد هجمات الحوثيين في اليمن، فيما أكدت مصادر أوروبية أن المهمة ستستمر لمدة عام على الأقل.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين على حسابها الرسمي بمنصة «إكس»: «إنني أرحب بقرار إطلاق مهمة «أسبيدس» للقوات البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي. ستضمن أوروبا حرية الملاحة في البحر الأحمر، عبر العمل مع شركائنا الدوليين».
وأضافت: «بعيدا عن الاستجابة للأزمات، فهي خطوة نحو وجود أوروبي أقوى في البحر لحماية مصالحنا الأوروبية».
من جانبه، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن التكتل أطلق العملية البحرية «أسبيدس» للمساهمة في استعادة حرية الملاحة، وحماية الشحن التجاري.
وكتب بوريل على منصة «إكس»: «نحن نتخذ إجراءات جريئة لحماية المصالح التجارية والأمنية للاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي».
وكان مسؤول في الاتحاد الأوروبي قد قال لوكالة فرانس برس إن اسم «أسبيدس» يعني «درع» باليونانية، مشيرا إلى أن تشغيل هذه المهمة البحرية الجديدة سيكون خلال «أسابيع قليلة» بـ 4 سفن على الأقل.
وأضاف المصدر ذاته ان القائد العام للمهمة سيكون يونانيا، بينما سيكون الضابط الرئيسي المسؤول عن الإشراف على العمليات في البحر، إيطاليا. وأعلنت فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا نيتها المشاركة بالسفن في هذه المهمة، وفق صحيفة «ألبايس» الإسبانية.
وأوضح المسؤول الأوروبي ذاته أنه ستكون هناك «اتصالات عسكرية مستمرة» لتنسيق الإجراءات مع الولايات المتحدة والقوات الأخرى الموجودة في المنطقة.
وقال الاتحاد الأوروبي إن المهمة محددة لمدة عام قابلة للتجديد، وتقتصر على حماية السفن المدنية في البحر الأحمر، ولن يتم تنفيذ أي هجمات «على الأراضي اليمنية».
وستكون لدى سفن الاتحاد الأوروبي، القدرة على إسقاط الصواريخ والطائرات بدون طيار، ولن ترد إلا على الهجمات المنطلقة من البحر، بحسب ما أشارت مصادر ديبلوماسية أوروبية. وستكون المهمة البحرية الأوروبية الجديدة مستقلة عن تلك التي تقودها الولايات المتحدة في المنطقة، والتي تسمى «حارس الازدهار»، والتي ستتعاون معها وتتبادل المعلومات، بما في ذلك المعلومات الاستخباراتية.
ونقلت مصادر أوروبية لصحيفة «إلباييس» الإسبانية، أن هذه المهمة يمكن أن تكلف قرابة 5.1 ملايين يورو سنويا وسيتم تصميمها على غرار مهمة «أجينور» التي تقودها فرنسا في مضيق هرمز.
وتوصلت الدول الـ 27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مؤخرا إلى الموافقة على مهمة البحر الأحمر، في ظل تزايد المخاوف من أن هجمات الحوثيين قد تضر باقتصاداتها وتؤدي إلى ارتفاع التضخم.
في هذه الأثناء، أفادت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري بأن سفينة شحن مملوكة أميركيا أبلغت عن تعرضها لهجومين منفصلين في غضون ساعتين قبالة سواحل اليمن، وذلك بعد ساعات من استهداف الحوثيين سفينة بريطانية في المنطقة.
وقالت «أمبري» في بيان أمس إن «ناقلة بضائع مملوكة أميركيا وترفع علم اليونان طلبت مساعدة عسكرية، مشيرة إلى انها تعرضت لهجوم صاروخي على بعد نحو 93 ميلا بحريا إلى شرق عدن» في جنوب اليمن.
وأضافت ان السفينة أبلغت في وقت لاحق بأن «الطاقم لم يصب بأذى».
من جانبها، أفادت وكالة «يو. كاي. أم. تي. أو» البريطانية التي تديرها القوات البحرية الملكية، بأن سفينة «أبلغت عن انفجار على مسافة قريبة منها» في حادثة «على بعد 100 ميل بحري نحو شرق عدن»، مشيرة إلى أن «السفينة والطاقم بخير».
وفي وقت لاحق، أعلنت «أمبري» أن السفينة نفسها أبلغت عن «حادثة ثانية على بعد نحو 81 ميلا بحريا نجو جنوب شرق عدن»، حيث سقط «مقذوف في المياه على بعد 10 إلى 15 مترا من الجانب الأيمن للسفينة».
وبحسب الشركة الأمنية، فإن «السفينة كانت متجهة إلى عدن وقامت بتحميل البضائع على متنها من ميناء الحبوب في بونتا ألفيار بالأرجنتين».
من جهته، قال مسؤول في مصلحة خفر السواحل الحكومية اليمنية إن سفينة تعرضت للغرق نتيجة استهدافها من قبل جماعة الحوثي في خليج عدن جنوبي اليمن.
