Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

خمسة قتلى في حوادث طرق في المثلث؛ “بحاجة إلى تعزيز الانتماء”

د.اغبارية لـ “عرب 48”: “الشعور النفسي عند بعض الشباب بعدم الرضا بسبب سياسات الدولة غير العادلة تجاههم يؤدي إلى تصرف غير مبالٍ ومن ضمنه عدم القيادة الآمنة”.

توضيحية (أرشيف “نجمة داود الحمراء”)

فقدت مدينتا الطيبة والطيرة في الشهر الماضي تموز/يونيو خمسة من أبنائها خلال حوادث طرق مختلفة على مركبات ذات العجلتين، الدراجات النارية والكهربائية، وسط تهالك في البنى التحتية وانعدام الوعي بقواعد “القيادة الآمنة”.

لقي الشاب خالد سلطان (28 عامًا) مصرعه في حادث طرق على دراجة نارية بتاريخ 2023.6.18 بالقرب من الطيبة، ولقي الشاب أمير أبو خيط مصرعه في حادث طرق على دراجة نارية بالقرب من الطيرة بتاريخ 2023.7.22 ولقي الشاب عمر عبد الحي مصرعه في حادث طرق بالقرب من بلدية الطيرة على الشارع الرئيسي يوم 2023.7.26.

أما الفتيان إسلام مدني جمعة (10 أعوام)، وعلي أبو شقير (14 عامًا) من مدينة الطيبة، فقد لقيا مصرعهما في حادث دهس غربي المدينة بالقرب من مفرق الجسر، بينما كانا على دراجة كهربائية بتاريخ 2023.7.14.

وتشير المعطيات إلى ارتفاع ملحوظ في ضلوع الشبان العرب في حوادث طرق دامية، إذ لقي منذ بداية العام الجاري 2023 وحتى الآن 61 مواطنًا عربيًا مصرعه في حوادث طرق مختلفة، بينما في العام 2022 لقي 51 مصرعهم في حوادث طرق.

وبحسب تقرير أصدرته جمعية “أور يروك” (ضوء أخضر) مؤخرًا، فإن السائقين الشباب ممن دون سن الرابعة والعشرين من المجتمع العربي، هم الأكثر ارتكابًا لحوادث الطرق القاتلة.

كما وتبين من التقرير أنه خلال الأعوام 2013 – 2022 شهدت شوارع البلاد نحو 25 ألف حادث طرق تسبب في وقوعها سائقون شبان عرب.

وفي هذا السياق قابل “عرب 48” الدكتور، خضر اغبارية، وهو الباحث في مجال الأمان على الطرق ومدير منطقة في السلطة الوطنية للأمان على الطرق، للحديث حول أسباب حوادث الطرق مع تسليط الضوء على سلوكيات الشباب العرب في الشوارع.

(د. خضر اغبارية/ باحث في مجال الأمان على الطرق ومدير منطقة في السلطة الوطنية للأمان على الطرق)

من المسؤول؟ نحن أم الشارع، أم الإضاءة؟ أم خطوط الشارع؟

د.اغبارية: العامل البشري هو السبب الرئيسي لحوادث الطرق؛ نحو 80% العامل البشري هو المسؤول عن الحوادث – التصرف السليم داخل المركبة أو في الشارع يمنع الحادث حتى لو كان خلل في البنية التحتية. السائق يمكنه أن يتحكم بالمركبة حتى في ظروف سيئة بالشارع، مثل السرعة، الانتباه، والتركيز. وهنا نتساءل، لماذا نرى حوادث دامية تقع في شوارع بنيتها التحتية جديدة وسليمة وواسعة. حتى تصليح المركبة وسلامة تقنيتها هي على عاتق السائق وتعتبر مسببًا كبيرًا لحوادث الطرق، على سبيل المثال عجلات المركبة. إذنْ، من هنا نستنتج أن الأهم هو سلوك السائق قبل الشارع.

من هنا هل يمكن أن نفهم أنه لا حاجة للاستثمار كثيرًا في الشوارع؟

د.اغبارية: بالطبع لا، لا يُفهم من حديثي أنه ليس من الواجب تحسين البنية التحتية، سواءً في المجتمع العربي أو اليهودي. بلا شك أن البنية التحتية تحسنت ( نوعًا ما) ولو قليلاً في المجتمع العربي، صحيح أن هذا ليس كافيًا، ولكن يحتاج إلى وقت طويل، ولكن نرى أن هناك ميزانيات تأتي لتحسين البنية التحتية حتى وإن كانت شحيحة وأقل من المتوقع، وهذا لا يعفي أن تكون البنية التحتية سليمة وملائمة للشوارع.

تقول الأبحاث أن نسبة الشباب العرب أكثر ضالعين في الحوادث الدامية، لماذا إذا؟

د.اغبارية: الأبحاث أشارت إلى أسباب عديدة مسببة لحوادث الطرق منها السرعة الزائدة وعدم الامتثال لـ قوانين السير وغيره، وهنا أريد أن أتطرق إلى أحد الأسباب الذي جاء في بعض الأبحاث بما يخص الشباب العرب؛ هناك “السبب السياسي” أولاً. تقول الأبحاث أن الشعور النفسي (الداخلي الشخصي) عند بعض الشباب بعدم الرضا بسبب سياسات الدولة غير العادلة تجاههم، إن هذا الشعور يؤدي إلى تصرف غير مبالٍ، ولكن في نهاية الأمر الشاب يجب أن يفهم أن أي تصرف خطأ، يؤثر على حياته وحياة غيره. جزء من الضحايا بلا شك سلوكهم أدى إلى نتيجة كارثية، سواءً إن قتلوا أنفسهم أو تسببوا بوفاة غيرهم. وهنا للأسف أن الشباب لا تقيس مخاطر أفعالها. نفهم أن الشباب لديهم طاقة زائدة وبحاجة إلى تفريغ ولكن يجب تفريغها ليس في الشارع، على سبيل المثال كارتينغ أو أي مجال آخر آمن له وللناس.

ولكن نحن لا نمتلك هذه الأطر وإن كانت فهي شحيحة جدًا؟

د.اغبارية: صحيح، وهنا تقع المسؤولية على السلطة المحلية أن توفر هذه المجالات والأطر، وعلى الحكومة ايضًا أن تدعم السلطات المحلية لتوفير هذه الإمكانيات، وتعمل على إنشاء أطر مختلفة.

هل هناك أسباب أخرى؟ المدرسة البيت؟ التربية؟

د.اغبارية: بالطبع، التربية والبيت. الظروف الاقتصادية في المجتمع العربي، خروج الأب في ساعة مبكرة وعودته من العمل في ساعة متأخرة، والأم عدم قدرتها على مواكبة الأبناء، هي أسباب تؤدي إلى خلل في التربية، نحن لا نعطي شرعية لهذه السلوكيات ولكن نحلل الظاهرة، لذلك بعض الأبناء ينحرفون عن المسار الصحيح وتبدأ سلوكيات غير متّزنة، وهنا تأتي مهمة الحارة، المدرسة، السلطة المحلية، والدولة. المدرسة لها دور كبير في التثقيف المروري والعام، وهي ليست فقط من أجل الامتحانات، إنما تأسيس الشخص إلى حياة آمنة، وأيضًا السلطة المحلية لها دور كبير في تعزيز قيم الأمن والأمان والأخذ بالأسباب، ورفع الوعي لقيادة آمنة، من خلال الفعاليات اللامنهجية، ولكن للأسف فئة كبيرة لا تعطي أهمية لهذه الفعاليات.

من أجل توعية شبابنا ما هي الحلول المطلوبة؟

د.اغبارية: الفعاليات اللامنهجية هي من أهم الوسائل لتوعية الشباب المقبلين على قيادة مركبة؛ هي عمليًا تُثبتْ الأمور الإيجابية لديهم، لذلك يجب أن تتوفر ميزانيات لهذه الأطر، وعلى السلطة المحلية أن تطالب بهذه الميزانيات، ومن المفروض أن تكون جزءً من التثقيف الذي يجب أن نمنحه للطلاب من الصغر، وهذه الميزانيات يجب أن لا تذهب سدى وأن تكون ضمن رؤية منهجية مدروسة، وهي أساسية، ويجب أن تتم بمشاركة مع الأهل، لأجل أن يتوفر التجانس والترابط بين المدرسة والبيت.

هل هناك قيم بحاجة إلى أن نعززها يمكنها أن تحد من هذه السلوكيات؟

د.اغبارية: هناك حاجة لتعزيز الانتماء لدى الشباب، الانتماء في الشارع، في الحارة.. الخ، وحين تتصرف بقيادة متهورة فهذا ضد الانتماء، لأنك تعرّض مجتمعك إلى الخطر، وأيضًا هناك حاجة لجعل الشاب يقيس المخاطر ويوازن بين السلبيات والإيجابيات، لذلك عامل التربية هنا هو الأساسي، والأمر يعود إلى البيت. يجب أن تتوفر مرافقة وتربية سليمة ليبقى الشاب متزنًا حين يكبر ويقيس سلوكياته. خلال بحثي تبين أن نسبة معينة من الشباب العرب لا يزين التصرفات السلبية مقابل الإيجابية.

كلمة أخيرة؟

د.اغبارية: إلى شبابنا؛ أنتم جيل المستقبل. بعد سنوات هذا الجيل سوف يقود المجتمع، يجب أن يكونوا المثال الذي يحتذى به، وإذا تم بناؤهم بشكل صحيح، سيبنون أجيالاً أفضل، الشاب يجب أن يفكر في كيف أخدم مجتمعي بلدي قريتي إلى الأفضل، هكذا يجب أن يكون التفكير لبناء مجتمع، وصلنا إلى مرحلة أن الجريمة والعنف، وحوادث الطرق، هي جزء من العنف العام الموجود في مجتمعنا، وأيضًا على الشباب أن يفكروا بأهاليهم ومشاعرهم، لا يوجد أهل يحبون أن يروا أولادهم ضائعين أو تحت التراب.

(المرحوم، خالد سلطان)

(المرحوم، أمير أبو خيط)

(المرحوم، إسلام مدني، والمرحوم، علي أبو شقير)


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *