Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الخليج

العراق يشيع ضحايا حريق الحمدانية وإجراءات

أعلن العراق الحداد العام لمدة 3 أيام على خلفية سقوط مئات القتلى والجرحى في حريق قاعة للأعراس في قضاء الحمدانية بمحافظة نينوى التي أعلنت الحداد أسبوعا، بينما استبعدت السلطات وجود شبهة جنائية وراء الحادث المأساوي.

وقد شيع آلاف العراقيين عددا من ضحايا الكارثة، فيما انتظرت العديد من الجثث المتفحمة ليتم التعرف عليها، ونقلت مواقع إخبارية أن العروسين يتلقيان العلاج في المستشفى، بعد تقارير عن وفاة العروس.

وأمر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بـ«تشكيل لجنة تحقيق لكشف ملابسات الحادث والوقوف على أسبابه وكشف نواحي التقصير»، وأكد مدير دائرة الإعلام والعلاقات العامة في وزارة الداخلية العراقية اللواء سعد معن «توقيف 9 أشخاص من العاملين في القاعة كإجراء احترازي، كما تم إصدار مذكرات توقيف بحق 4 هم المالكون لهذه القاعة».

وعزى معن سبب الحريق إلى «عدم توافر شروط السلامة والأمان في القاعة»، لافتا إلى إطلاق حملة للتبرع بالدم بدأت من الأهالي ومنتسبي الشرطة في نينوى، وتوفير 3 طائرات هيليكوبتر لنقل المصابين إلى اي مكان لتلقي العلاج، وذلك بحسب بيان أوردته وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع).

وأوضح أن «خبراء الأدلة الجنائية والدفاع المدني أكدوا أن القاعة التي أقيم بها العرس مشيدة من مادة الكوبون سريعة الاشتعال وكانت هناك أيضا ألعاب نارية تسببت في الحريق». وقال مستشار رئيس الوزراء العراقي لقناة «الجزيرة» الفضائية إن الضحايا قضوا نتيجة للفساد وسوء الإدارة في السنوات العشرين الماضية، مشيرا إلى أن هناك تحقيقات وإجراءات تنفيذية وإدارية لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث.

وفي السياق، نقلت وسائل إعلام عراقية عن وزارة الداخلية قولها انه «سيتم وقف العمل بالمشاريع والشركات التي لا تلتزم بإجراءات الأمن والسلامة».

من جهته، أكد وزير الصحة العراقي صالح الحسناوي تشكيل خلية أزمة مركزية لإدارة العمليات مع دوائر الصحة في المحافظات بشأن حادث حريق الحمدانية بمحافظة نينوى.

ونقلت وكالة «واع» عن الحسناوي قوله إن: «الإجراءات الصحية اتخذت منذ اللحظة الأولى للحادث الأليم»، مشيرا الى «نقل بعض الحالات الى مستشفيات الموصل ودهوك وأربيل»، مبينا أن «محافظة كركوك قدمت سيارات إسعاف وعلاجات للمصابين».

وبين أن «درجات المصابين متفاوتة ما بين حروق متوسطة إلى شديدة وشديدة جدا، وهناك حالات اختناق فقط من دون حروق».

وتضاربت الأرقام فيما يخص إعداد الضحايا، حيث قدم مسؤولون تقديرات مختلفة، حيث قالت دائرة الصحة في نينوى إنه تم «تسجيل 100 حالة وفاة وأكثر من 150 مصابا كحصيلة أولية».

أما نائب محافظ نينوى، حسن العلاف، فقال لـ «رويترز» إنه تأكد مقتل 113 شخصا، وحدث حصيلة ثالثة عن 94 قتيلا. وتفقد عناصر من الشرطة والدفاع المدني الصالة المحترقة تماما وتحولت إلى هيكل من الحديد المحترق، وعلى الأرض، كانت بقايا أغراض شخصية للضحايا، كأحذية وحقيبة يد، مبعثرة على ما تبقى من أرضية القاعة المحترقة، بحسب شهادة مصور من فرانس برس.

ووسط البحث عن ناجين وسط حطام المبنى المتفحم، تجمع الأقارب المكلومون أمام مشرحة في مدينة الموصل القريبة، حيث سجيت الجثث في أكياس بينما تتوافد سيارات نقل الموتي لأخذ من تم التعرف عليهم.

وكشفت مديرية الدفاع المدني العراقية عن أن «الحريق أدى إلى انهيار أجزاء من قاعة الأعراس نتيجة استخدام مواد بناء سريعة الاشتعال ومنخفضة الكلفة تداعت خلال دقائق عند اندلاع النيران».

وأضافت في بيان إن المعلومات الأولية تشير إلى أن سبب الحريق هو «استخدام الألعاب النارية أثناء حفل الزفاف» مما أدى إلى «اشتعال النيران داخل القاعة بادئ الأمر» ثم انتشر «الحريق بسرعة كبيرة». وأوضحت أن ما فاقم الأمر هو «الانبعاثات الغازية السامة المصاحبة لاحتراق ألواح الايكوبوند البلاستيكية سريعة الاشتعال».

وبحسب المتحدث باسم الدفاع المدني جودت عبدالرحمن فإن ما تسبب بهذا العدد الكبير من الضحايا هو أن «مخارج الطوارئ كانت مغلقة، والمتبقي باب واحد هو الباب الرئيسي لدخول وخروج الضيوف».

وأضاف في تصريح لوكالة فرانس برس أن «معدات السلامة في القاعة كانت غير ملائمة وغير كافية» مما زاد من أعداد الضحايا.

وذكر الناجون من الحريق، أن المئات كانوا حاضرين حفل الزفاف الذي أقيم بعد قداس في الكنيسة، وبدأ الحريق بعد نحو ساعة على بدء الحفل عندما شبت النيران في ديكور السقف بينما كان العريس والعروس يرقصان. وأظهر مقطع مصور للحادث، نشر على مواقع التواصل الاجتماعي، اشتعال النار فجأة في ديكور السقف المضيء الذي أتت عليه النيران، وسرعان ما تحولت بهجة العرس إلى ذعر.

كما أظهر مقطع آخر عروسين يرقصان معا بملابس الزفاف عندما بدأت مواد مشتعلة تسقط من السقف على الأرض.

هذا، ووجه ديوان الوقف السني في العراق بإلغاء جميع احتفالات المولد النبوي الشريف حدادا على أرواح ضحايا الحمدانية، وقدمت المرجعية الدينية العليا التعازي للعوائل المكلومة.

وفي سياق منفصل، أجلت السلطات العراقية امس جميع النزلاء والبعثات الديبلوماسية من فندق الرشيد في بغداد كإجراء احترازي بسبب حريق آخر محدود. وقال مسؤول في الفندق لـ «رويترز» إن السلطات المعنية تمكنت من السيطرة على الحريق الذي اندلع في أحد المطابخ، واصفا عملية الإجلاء بأنها إجراء احترازي روتيني، ومؤكدا أن جميع النزلاء عادوا بأمان إلى غرفهم.

ويقع فندق الرشيد في المنطقة الخضراء ببغداد التي تضم مقرات الحكومة والبرلمان والسفارات الأجنبية، ويقيم فيه ديبلوماسيون أجانب.

تضامن دولي مع بغداد: قادرون على مواجهة الفاجعة

أعربت دول العالم عن تضامنها مع العراق في فاجعة حريق زفاف الحمدانية بمحافظة نينوى، مبدية تعازيها لبغداد والشعب العراقي وذوي الضحايا.

وأرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، برقية تعزية لنظيره العراقي عبداللطيف رشيد ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بضحايا حادث الحريق.

وقالت السفيرة الأميركية لدى بغداد، ألينا رومانوسكي في تدوينة على منصة «إكس»: «نقف إلى جانب العراقيين بحزنهم على الضحايا والمصابين في حفل زفاف الحمدانية».

فيما أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى العراق تضامنها مع العراق في حادثة قاعة الأعراس بالحمدانية.

وقالت البعثة في في تدوينة على منصة «اكس»: «تعازينا الحارة لأهالي الحمدانية في أعقاب حادث الحريق المأساوي، أفكارنا مع العائلات المتضررة من هذه الخسارة المدمرة».

وأضافت: «نعلن تضامننا مع العراق ونتمنى الشفاء العاجل لجميع المصابين». وأعربت مصر عن تعازيها وتضامنها مع العراق في ضحايا الحريق، وقال السفير أحمد أبوزيد المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية إن القاهرة تعرب عن خالص تعازيها «وتضامنها مع جمهورية العراق الشقيقة، حكومة وشعبا، إثر حادث الحريق المروع الذي اندلع بمحافظة نينوى»، وتقدم بخالص التعازي والمواساة لأسر الضحايا متمنيا الشفاء العاجل للمصابين. وأعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في رسالة تعزية أرسلها الى الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد عن «تضامن دولة فلسطين وشعبها التام مع العراق الشقيق بالحريق الذي اندلع في قاعة أفراح ببلدة الحمدانية».

كما قدم عباس التعازي الى رئيس الوزراء العراقي، مؤكدا «ثقته بقدرة العراق قيادة وحكومة وشعبا على مواجهة هذه الفاجعة».

وعزى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، الحكومة والشعب العراقي، مؤكدا «استعداد إيران لتقديم المساعدات والإمكانيات الطبية لمعالجة الجرحى».

وقدم الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، التعازي، وقال: «أعزي ‎العراقيين في ضحايا حريق ‎عرس الحمدانية المروع بمحافظة نينوى».

وقال أبوالغيط إن «مصاب ‎العراق هو مصاب لنا جميعا، نسأل الله السلامة لجميع شعوبنا العربية».

من جانبه، قدم رئيس البرلمان العربي عادل بن عبدالرحمن العسومي، التعازي بالضحايا، معربا عن «خالص التعازي وصادق المواساة لجمهورية العراق قيادة وحكومة وبرلمانا وشعبا»، ومؤكدا «تضامن البرلمان العربي الكامل مع الشعب العراقي في هذا المصاب الجلل، مقدما خالص التعازي والمواساة لأسر الضحايا».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *