Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الخليج

غزة الحرب تشتد والناجون من القصف يواجهون

على مدى الايام الثلاثة تكبدت اسرائيل خسائر عسكرية فادحة في حربها على قطاع غزة الذي يواجه سكانه «عاصفة من الأمراض الفتاكة».

وبعد اعلانها مقتل 10 عسكريين في كمين بحي الشجاعية الثلاثاء الماضي، ثم اعترافها بإصابة 21 جنديا يوم الأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس أن 36 من جنوده أصيبوا في معارك قطاع غزة خلال 24 ساعة.

وقال الجيش الإسرائيلي ـ في بيان ـ ان ذلك يرفع إلى 648 عدد جنوده المصابين منذ بدء العملية البرية في غزة في 27 اكتوبر الماضي، من بينهم 146 جنديا في حالة حرجة.

وفي موازاة ذلك، كثفت إسرائيل غاراتها الجوية وقصفها للقطاع، وأسفرت عن سقوط نحو 20 قتيلا نتيجة القصف الإسرائيلي على خان يونس جنوبي القطاع. كما قصفت قوات إسرائيلية منزلا في حي البرازيل برفح جنوبي قطاع غزة مما أسفر عن قتلى وجرحى.

وفي المقابل، أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة «حماس» أنها استهدفت 3 دبابات صهيونية من نوع «ميركافا» بمدينة خان يونس بقذائف «الياسين 105». وقالت سرايا القدس ـ الجناح العسكري لحركة الجهاد ـ إن مقاتليها تمكنوا من قنص جندي إسرائيلي في محور حي الشيخ رضوان غرب مدينة غزة. وأكدت السرايا أنها قصفت الحشود العسكرية للاحتلال في محور التقدم جنوب غرب نتساريم بوابل من قذائف الهاون من العيار الثقيل.

من جهتها، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس مقتل 67 شخصا على الأقل وإصابة مئة خلال الضربات الإسرائيلية في مناطق مختلفة من قطاع غزة.

وكشفت حصيلة جديدة للضحايا معلنة ارتفاع عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي إلى 18 ألفا و787 والجرحى إلى 50 ألفا و897.

وأعلنت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية استشهاد 3 آلاف و714 طالبا فلسطينيا وإصابة 5 آلاف و700 بجروح في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة منذ بداية العدوان الإسرائيلي.

إلى ذلك، يواجه سكان قطاع غزة، المحاصرون الذين نجوا حتى الآن من القصف والنيران الإسرائيلية قاتلا صامتا غير مرئي يطاردهم الآن هو الأمراض الفتاكة.

فقد قال عشرة من الأطباء وعمال الإغاثة لـ «رويترز» إن نقص الغذاء والمياه النظيفة والمأوى أدى إلى وقوع مئات الآلاف في براثن الإصابة بصدمات، ولم يعد هناك مفر من انتشار الأوبئة في القطاع مع انهيار النظام الصحي.

وقال جيمس إلدر المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) «بدأت العاصفة الكاملة للمرض. والآن صار السؤال القائم هو إلى أي مدى سيزداد الأمر سوءا».

وفي مستشفى ناصر في خان يونس، حيث امتلأ قسم الصدمات بالجرحى، تم وضع عدد من الأطفال الرضع المرضى معا على كل سرير في جناح الأطفال.

وقال رئيس قسم الأطفال د.أحمد الفرا «العديد من الحالات تأتي بحالات جفاف شديدة منها ما يصل إلى حد الفشل الكلوي أو ضعف أداء الكلى».

وأضاف أنه كان هناك بالفعل ما يصل إلى 30 من حالات التهاب الكبد الوبائي (أ)، الذي تصل فترة حضانة الفيروس فيه إلى شهر.

وتابع «سنفاجأ بعد شهر بأعداد مهولة من التهاب الكبد (أ) أو التهاب الكبد الوبائي أ، وهذا مؤشر خطير جدا يجب الانتباه إليه، من الازدحام السكاني ومن تناول الأطعمة غير الصالحة للاستخدام الآدمي ومن استخدام الحمامات المشترك»، وأضاف أنه علم بوجود 15 إلى 30 حالة إصابة بالتهاب الكبد الوبائي إيه في خان يونس خلال الأسبوعين الماضيين.

من جهتها، حذرت ماري أور بيريوت منسقة الطوارئ الطبية لعمليات منظمة أطباء بلا حدود من ان شيئين صارا الآن لا مفر منهما «الأول هو أن وباء يشبه الزحار سينتشر في أنحاء غزة إذا واصلنا هذه الوتيرة من الحالات، والآخر هو أنه لا وزارة الصحة ولا المنظمات الإنسانية ستكون قادرة على دعم مواجهة تلك الأوبئة»، فيما اعلنت الأمم المتحدة أنها تتبع حالات إصابة بنحو 14 مرضا لها «إمكانية التحول لأوبئة».

وقال سالم نامور، وهو جراح سوري عالج المرضى والمصابين في الغوطة الشرقية بريف دمشق خلال حصار استمر عاما فرضته الحكومة، إن الصور من غزة ذكرته بتلك المشاهد التي عاشها بنفسه. وأضاف أن أمراضا مثل الالتهاب الكبدي والسل انتشرت وقتها في الغوطة إثر تدمير نظام الصرف وتلوث المياه، كما قلل سوء التغذية من مناعة السكان. وبخلاف الجروح التي تسبب فيها القصف، حفز نقص المضادات الحيوية واللقاحات للأطفال انتشار الأمراض.

وعلاوة على الاوبئة، بدأ الجوع يفتك بأهالي القطاع، حيث قال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) إن تقديم المساعدات للأشخاص في ملاجئها يزداد صعوبة بسبب التكدس خارجها. وصرح لازاريني للصحافيين خلال فعالية للاجئين في جنيف «الناس يوقفون شاحنات المساعدات، ويأخذون الطعام ويأكلونه على الفور». وأضاف «ظهر الجوع خلال الأسابيع القليلة الماضية ونلتقي بالمزيد والمزيد من الأشخاص الذين لم يأكلوا ليوم أو يومين أو ثلاثة أيام».

من جهة أخرى، خلص تقييم مخابراتي أميركي جمعه مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، ونقلت لها مضمونه ثلاثة مصادر أطلعت عليه، ونقلته شبكة «سي.إن.إن»، إلى أن ما يقرب من نصف ذخائر الجوأرض التي استخدمتها إسرائيل في غزة غير موجهة، وهو نوع من الذخائر التي لا تحتوي على أنظمة توجيه وتعرف أيضا باسم «القنابل الغبية» على عكس القنابل الموجهة التي تسمى بـ «القنابل الذكية».

وأضاف تقرير «سي.إن.إن» أن ما بين 40% و45% تقريبا من الذخائر جوأرض التي استخدمتها إسرائيل والبالغ عددها 29 ألفا كانت غير موجهة، وأن البقية كانت ذخائر موجهة بدقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *