دعت الجالية الفلسطينية في بريطانيا الفلسطينيين والعرب إلى المشاركة في الاحتجاجات ضد زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى لندن تعبيرا عن رفض هذه الزيارة في ظل الجرائم المستمرة بحق الفلسطينيين.
محتجون ضد زيارة نتنياهو للندن في العام 2019 (Gettyimages)
تستعد الجالية الفلسطينية في بريطانيا لتنظيم احتجاجات على زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى العاصمة لندن حيث من المزمع أن يلتقي برئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، نهاية الأسبوع الجاري.
وتعتبر الجالية الفلسطينية هذه الزيارة مرفوضة وتدعو إلى التعبئة والمشاركة في الاحتجاجات المقرر لها في ظل الجرائم الإسرائيلية المستمرة بحق الفلسطينيين.
وقفات احتجاجية
وقال رئيس حملة التضامن مع فلسطين في بريطانيا، بروفيسور كامل الحواش، لـ”عرب 48“، إنه “لو أن هناك إنصاف حقيقي لما تم استقبال رئيس حكومة دولة احتلال وفصل عنصري تضم وزراء فاشيين، لكن للأسف الشديد سيزور بريطانيا بسبب مجموعات مناصرة لإسرائيل التي عملت منذ قران ليكون دعما لإسرائيل حتى في البرلمان البريطاني”.
وأضاف “سيكون لنا وقفات احتجاجية رافضة لهذه الزيارة وذلك عندما يتم تحديد موعد الزيارة، علمًا أن نتنياهو سيلتقي وزراء في الحكومة البريطانية، وفي المقابل سننظم وقفات احتجاجية في الأماكن التي ستحدد بها اللقاءات”.
وأشار الحواش إلى أن الجرائم الإسرائيلية بحق الأطفال والنساء وكبار السن والأبرياء يجب أن تتوقف فورا، إذ أننا نعمل على محاولة تغيير سياسة الحكومة البريطانية تجاه القضية الفلسطينية، وهذا أهم ما تقوم به حملة التضامن مع فلسطين.
وشدد على أنه “من الضروري على الفلسطينيين في بريطانيا المشاركة في الوقفات الاحتجاجية المقرر تنظيمها، بالإضافة إلى الفعاليات الثقافية والوطنية الفلسطينية التي تقام في المملكة، وذلك لتثبيت الثقافة الفلسطينية للأجيال القادمة”.
وأكد الحواش أنه “من الواجب على الفلسطينيين أن يعتبروا أنفسهم سفراء لبلادهم في بريطانيا، ومن المهم عليهم التواصل مع أعضاء البرلمان الذين يمثلون المناطق التي يسكنون فيها من أجل طرح قضاياهم، حيث هناك إمكانية للقاء أعضاء البرلمان في بريطانيا وطرح القضية الفلسطينية والتساؤلات التي يريد المواطن الإجابة عليها، ومنها زيارة نتنياهو وتعامل الحكومة البريطانية مع إسرائيل”.
وختم بالقول “في 13 أيار/ مايو القادم سنحيي ذكرى النكبة في بريطانيا بمظاهرة حاشدة، إذ نأمل أن يشارك أكبر عدد من الفلسطينيين بهذه المظاهرة، حفاظا على الهوية الفلسطينية وضرورة أن يكون ضغط سياسي”.
حكومة منحازة لإسرائيل
وذكر رئيس منتدى التفكير العربي في بريطانيا، الأستاذ محمد أمين، لـ”عرب 48“، أن “الجالية الفلسطينية ستُحضر لمظاهرة احتجاجية ردا على زيارة مجرم الحرب ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، نتنياهو، الذي يجب أن يكون مكانه الحقيقي في المحاكم والسجن”.
وتابع أن “العديد من القضايا مرفوعة في المحاكم البريطانية ضد إسرائيل ونتنياهو شخصيا، وهذه فرصة للشرطة البريطانية أن تلقي القبض على نتنياهو الملاحق من قبل المحاكم”.
ولفت أمين إلى أن “نتنياهو سيحضر إلى بريطانيا في ظل الجرائم الإسرائيلية المستمرة بحق الفلسطينيين ومع تواصل الاقتحامات والمستوطنات والعربدة الإسرائيلية في الضفة الغربية وفلسطين عموما، وعليه إذ نطالب الحكومة البريطانية بالانحياز لحقوق الإنسان والحرية والقضية الفلسطينية بشكل واضح”.
وأوضح أن “حكومة المحافظين اليمينية في بريطانيا منحازة لإسرائيل، ومع ذلك هناك أعضاء في البرلمان يرفضون هذا الانحياز ويطالبون بتعديل سياسة المملكة المتحدة والانحياز لصالح الحق الفلسطيني”.
وبينّ أمين أنه “بطبيعة الحال هناك عدد من الهيئات والمؤسسات بالإضافة إلى ناشطين فلسطينيين في الجالية على تواصل مع النواب بالبرلمان وخصوصًا من حزب العمال المعارض والمتعاطف تاريخيا مع القضية الفلسطينية، وأيضًا أعضاء البرلمان المحليين لرفع القضايا للبرلمان ومناقشتها”.
وأكد أننا “نعمل بالتعاون مع حملة التضامن مع فلسطين بالإضافة إلى منتدى التفكير العربي وعدد من الناشطين الفلسطينيين لتنظيم احتجاجات أمام رئاسة الحكومة ضد تعاملها مع إسرائيل ومجرمي الحرب”.
ونوه إلى أن “الرأي العام البريطاني بدأ يتغير خلال السنوات الأخيرة، إذ باتت الرواية الإسرائيلية تؤثر عليه ونحن بحاجة إلى الاستثمار بهذا الرأي، لذلك نعمل على التواصل مع صحافيين وناشطين في مجال حقوق الإنسان بريطانيين للكتابة والتدوين والضغط على الحكومة البريطانية”.
وأشار إلى أن “الفلسطينيين في بريطانيا يستطيعون التأثير وأن يكونوا لوبي ضغط كبير على الحكومة البريطانية، سيما وأنهم يحملون الجنسية البريطانية وحق التصويت، لذلك من الممكن الضغط بشكل كبير وإسقاط الحكومة اليمينية المتطرفة الحالية”.
وختم أمين بالقول إن “الجالية الفلسطينية تعمل بشكل كبير في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، حيث تنظم المظاهرات والاحتجاجات على التعامل مع إسرائيل، ونحن إذ نطالب الفلسطينيين في المملكة بالانخراط في العمل السياسي وإيصال صوت ورسالة الفلسطينيين بشكل كبير والضغط على الحكومة وأعضاء البرلمان في سياق التعامل مع إسرائيل”.
الانسجام مع الموقف الحقوقي والأخلاقي والإنساني
وقال الصحافي الفلسطيني في بريطانيا، جهاد أبو فلاح، لـ”عرب 48“، إنه “من المفترض على الحكومة البريطانية أن ترفض مثل هذه الزيارة، وخصوصا أن الحكومة الإسرائيلية التي يقودها نتنياهو متطرفة وتواجه انتقادات واعتراضات دولية وحقوقية، لذا إذا أرادت الحكومة البريطانية أن تنسجم مع الموقف الحقوقي والأخلاقي والإنساني، من الواجب عليها أن تلغي هذه الزيارة”.
وأضاف أنه “في ظل مثل هذه الزيارة عادة ما تنظم عدة مظاهرات وحملات أمام الحكومة البريطانية وسفارة الاحتلال في لندن، وذلك لإيصال رسالة لأعضاء البرلمان والضغط عليهم، ونحن نرى أنه من الواجب على الجالية الفلسطينية والعربية أن تتحرك تجاه مثل هذه الزيارات والاحتجاج لمنعها”.
وأنهى أبو فلاح بالقول “في حال جرت هذه الزيارة يجب أن تكون وقفات احتجاجية للفلسطينيين والعرب في لندن، وذلك حتى نظهر للحكومة البريطانية حضور الجالية العربية والفلسطينية وموقفها الرافض لمثل هذه الزيارات، وضرورة إعطاء نتنياهو شعور بأنه غير مرحب به من قبل الجاليات العربية والفلسطينية في المملكة”.
المصدر: عرب 48
