Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

تنكيل وتجويع وإعدامات ميدانية.. إحنا شعب غزة الصامد: «لسه عايشين وبخير.. وبنقول يا رب وبس» – تحقيقات وملفات

«إحنا لسه عايشين وبخير لحتى الآن فقط».. «بنقول يا رب وبس».. «خلص بيكفى والله».. «هدول أطفال.. هذا هو بنك الأهداف للاحتلال!»، كلمات مؤلمة لأبناء قطاع غزة بات الجميع يتداولونها على منصات السوشيال ميديا، توثق حجم المعاناة التى يعيشونها منذ 100 يوم بالتمام والكمال، وعلى مدار أكثر من 3 أشهر لم يطرق مسامع الغزاويين صوت أم كلثوم أو فيروز أو فريد الأطرش، لم يتغنوا بأشعار محمود درويش أو ألحان ريم بنا، فلم يعد هناك مذياع ولا فنجان قهوة ولا منزل يخبئ الذكريات فى زواياه، حيث فجّرت صواريخ الطائرات الحربية الإسرائيلية منازلهم، وحصدت قذائف الغارات الجوية عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين والمفقودين.

100 يوم من القتل والتنكيل والتدمير، فمنذ غربت شمس السابع من أكتوبر الماضى لم يشرق شعاعها حتى اللحظة، فالحياة فى القطاع المنكوب أصبحت روتينية، وغالباً ما ينتهى الحال بصاحبها ممدداً وغارقاً فى دمائه فوق أرضية مستشفى الشفاء فى الشمال أو شهداء الأقصى فى الوسط أو ناصر فى الجنوب، قبل أن تدهس جثته دبابات الاحتلال أو يسرقها جنوده قبل الدفن، وحتى إن تمكن ذوو الشهداء من مواراة أجسادهم الثرى، فسيخرجهم المحتل من باطن الأرض بعد تدنيس المقابر وإلقاء الجثامين فى الشوارع.

يقول المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة «أشرف القدرة» إنه نتيجة لعمليات القتل الوحشى والإبادة الجماعية والاغتيالات المتكررة التى ينفذها الاحتلال بحق المدنيين فى غزة، فقد تجاوز عدد الشهداء والجرحى أكثر من 87 ألف فلسطينى، منذ السابع من أكتوبر الماضى. وتابع «القدرة» لـ«الوطن»: «أكثر من 70% من الشهداء من النساء والأطفال، كما أن هناك نحو 7 آلاف شخص فى عداد المفقودين تحت الأنقاض».

وأكد «القدرة» أن النظام الصحى فى القطاع فى انهيار مستمر فى ظل القصف المستمر وغياب المساعدات الطبية، لافتاً إلى أن الوضع فى المستشفيات كارثى والجرحى يفترشون الأرض فيها والاحتلال يحكم بالإعدام على 800 ألف نسمة فى الشمال، بالحصار وانعدام المقومات الأساسية للحياة من الماء والغذاء والوقود. وأشار إلى أن الطواقم الطبية استقبلت العديد من الحالات المصابة بقذائف الأسلحة المحرمة دولياً وغير التقليدية، لافتاً إلى أن الإصابات التى تطال أجزاء كبيرة من الجسد يصعب إنقاذ أصحابها.

«الصحة الفلسطينية»: 87 ألفا تعداد الضحايا والجرحى والمفقودين.. و1000 طفل فقدوا إحدى ساقيهم أو كلتيهما وبُترت دون تخدير

وتابع: «هذا يُبرّر العدد الكبير من الشهداء»، مؤكداً أن الكثير من الجثث تصل أشلاء إلى المستشفى: «كل ذلك نتيجة استخدام جيش الكيان الصهيونى الأسلحة الفتّاكة رغم إنكاره»، داعياً المؤسسات الدولية إلى الكشف عن طبيعة الأسلحة المستخدمة، وأكد أن هناك نحو 1000 طفل فقدوا إحدى ساقيهم أو كلتيهما، وتعرضوا لعمليات البتر دون تخدير، مناشداً تقديم العلاجات اللازمة بشكل عاجل.

ولم تقف جرائم الاحتلال عند ذلك الحد، بل امتدت إلى حصار وقصف واقتحام مستشفى الشفاء وارتكاب المجازر المروعة بحق النساء والأطفال فى مستشفى كمال عدوان شمال القطاع، وترك المواليد الخدج دون حضانات أو أجهزة تنفس بسبب انعدام الوقود، ما أدى إلى استشهادهم وتعفن جثثهم وتحللها فوق أسرّة المستشفى، ولم يكتف جنود الاحتلال بذلك، بل أجبروا الطواقم الطبية على النزوح نحو الجنوب واعتقلوهم فى الشوارع رغم رفع الرايات البيضاء.

«المكتب الحكومي»: 359 ألف مبنى تعرضت للتدمير

فيما تسبب القصف العشوائى والمدمر فى محو مربعات سكنية كاملة فى شمال ووسط قطاع غزة، ووفق المكتب الحكومى فى قطاع غزة فإن عدد المنازل المدمرة فى المدينة بلغ نحو 69 ألفاً دُمرت كلياً، بالإضافة إلى 290 ألفاً دُمرت جزئياً، وعلى الرغم من نزوح الفلسطينيين نحو جنوب القطاع بعد إلقاء منشورات إسرائيلية تطالبهم بالتوجه إلى تلك المناطق كونها آمنة، لاحقتهم صواريخ الاحتلال أثناء تغريبتهم ونكبتهم الثانية وسفكت دماءهم على طريق صلاح الدين الممتد من معبر رفح فى أقصى الجنوب وصولاً إلى معبر إيرز فى الشمال، تقول نصرى مهنا، 35 عاماً، إحدى النازحات من منطقة تل الزعتر، شمالى القطاع، إنها خرجت من منزلها بعدما حاصرت الدبابات البنايات السكنية وبدأت فى إلقاء القذائف بشكل مكثف وعشوائى على المدنيين، متابعة: «فررت من الموت قصفاً فى منزلى إلى الموت بنيران طائرات الاستطلاع التى كانت فوق رؤوسنا فى الشوارع، واستهدفت المسيّرات مجموعة من النازحين ولم نتمكن من إسعافهم».

«أونروا»: 1.9 مليون نازح يعانون ظروفا معيشية خانقة

ورغم مرور 100 يوم على المذابح التى يتعرض لها المدنيون والاستهدافات التى تتركز على الأطفال تحديداً، لا تزال إسرائيل ماضية قُدماً فى تصفية سكان قطاع غزة ودفعهم للتكدس فى مدينة رفح التى لا تتسع سوى لـ300 ألف ساكن، ونزح إليها نحو مليون فلسطينى، ينام الآلاف منهم فى الشوارع تحت المطر ودون خيام بعد انعدام مقومات الحياة الأساسية. وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» إن عدد النازحين فى غزة بلغ 1.9 مليون، أى أكثر من 85% من السكان فى جميع أنحاء القطاع، لافتة إلى أن العدد الإجمالى لموظفيها الذين استشهدوا فى قطاع غزة منذ بداية العدوان بلغ 146.


المصدر: اخبار الوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *