Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الخليج

أزمة السودان المخاطر والسيناريوهات المتوقعة

أسفر القتال الذي اندلع في السودان في 15 الجاري عن مقتل المئات وفجر أزمة إنسانية اقترنت مع نزوح الآلاف من ديارهم ودفع الدول الأجنبية لإجلاء رعاياها خوفا من حرب أهلية شاملة في منطقة غير مستقرة بالفعل.

وكانت الانتفاضة الشعبية التي اطاحت بنظام الرئيس عمر البشير قد انعشت الآمال في خروج السودان وسكانه البالغ عددهم 46 مليون نسمة من غياهب عقود من الاستبداد والصراع الداخلي والعزلة الاقتصادية التي عانت منها البلاد في عهد البشير.

ويمكن أن يؤدي النزاع الحالي، الذي يتركز في واحدة من أكبر المناطق الحضرية في أفريقيا، إلى تبديد تلك الآمال بالإضافة إلى زعزعة استقرار منطقة مضطربة على تخوم منطقة الساحل والبحر الأحمر والقرن الأفريقي.

كما يمكن أن يلعب دورا في المنافسة على النفوذ في المنطقة بين روسيا والولايات المتحدة، وبين القوى الإقليمية التي تتودد إلى قوى مختلفة في السودان.

أدوار الأطراف الدولية

لم تتخذ القوى الغربية، ومنها الولايات المتحدة، موقفا واضحا من المرحلة الانتقالية في السودان نحو إجراء انتخابات ديموقراطية بعد الإطاحة بالبشير. وعلقت هذه القوى الدعم المالي للسودان بعد الانقلاب الذي وقع في أكتوبر 2012، ثم دعمت خطة لإطلاق مرحلة انتقالية جديدة وتشكيل حكومة مدنية.

من جهتها، تسعى روسيا لبناء قاعدة بحرية على البحر الأحمر من خلال علاقات وطيدة مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بـ «حميدتي».

السيناريوهات المتوقعة

تدعو الأطراف الدولية إلى وقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة الحوار لكن لا توجد مؤشرات تذكر على التوصل لتسوية من جانب الفصيلين المتحاربين.

ويمكن أن تؤدي الأزمة الإنسانية المتصاعدة في بلد يعتمد بالفعل على المساعدات لإطعام شعبه إلى نزوح أعداد كبيرة من اللاجئين، حيث غادر نحو 20 ألفا بالفعل إلى تشاد المجاورة وعشرة آلاف إلى جنوب السودان، فيما تتجه أعداد متزايدة شمالا إلى مصر.

ووصف الجيش السوداني قوات الدعم السريع بأنها قوة متمردة وطالب بحلها، بينما وصف حميدتي قائد الجيش الفريق اول عبدالفتاح البرهان بالمجرم وحمله مسؤولية الدمار الذي تشهده البلاد.

ورغم امتلاك الجيش السوداني لموارد متقدمة، منها قواته الجوية وقوات يقدر عددها بنحو 300 ألف فرد، فإن قوات الدعم السريع التي يقدر عددها بنحو 100 ألف انتشروا في المدن الكبرى.

ويأتي الصراع في وقت يعاني فيه السودان من أزمة اقتصادية طويلة الأمد وتزايد الاحتياجات الإنسانية على نطاق واسع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *