“تسرب مياه الصرف الصحي إلى البركة، يعود إلى تعمد الاحتلال استهداف محطات الصرف الصحي شرق المدينة وخطوط الضخ الرئيسية”.
(بركة الشيخ رضوان في غزة؛ قنبلة بيئية موقوتة)
تشكل بركة الشيخ رضوان، التي تُخصص لتجميع مياه الأمطار شمال مدينة غزة، قنبلة صحية وبيئية موقوتة قد تنفجر في أي لحظة، بعد تسرب مياه الصرف الصحي إليها، نتيجة تدمير الاحتلال الإسرائيلي البنية التحتية في القطاع.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
مدير دائرة الصرف الصحي في بلدية غزة، محمد الإمام، يؤكد أن تسرب مياه الصرف الصحي إلى البركة، يعود إلى تعمد الاحتلال استهداف محطات الصرف الصحي شرق المدينة وخطوط الضخ الرئيسية.
ويوضح: “نحو مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي تجمعت داخل البركة، ويصعب التعامل معها أو تفريغها بعد تدمير مضخات البركة ومولدات الكهرباء الاحتياطية”.
ويضيف: “التصريف الوحيد المتاح الآن باتجاه مياه الخزان الجوفي وبالتالي زيادة تلوث المياه الجوفية بكميات كبيرة من الصرف الصحي، الأمر الذي يتطلب سنوات طويلة للتخلص من هذه المشكلة”.
إشكالية مركبة
من ناحيته، عضو لجنة الطوارئ في بلدية غزة، عاصم النبيه، يقول: “مشكلة الصرف الصحي كبيرة جدًا وبدأت منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر الماضي، بعد تسرب كميات كبيرة في مختلف أنحاء المدينة، بسبب استهداف الخطوط والشبكات الرئيسة”.
ويلفت إلى أنه “هناك إشكالية مركبة تتمثل في اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الأمطار في بركة الشيخ رضوان، وبالتالي أصبح هناك خطر كبير جدًا يتمثل في تسرب المياه العادمة إلى الخزان الجوفي في مدينة غزة”.
مناشدة للمساعدة
بلدية غزة منذ بداية الحرب، يوضّح النبيه، “طالبت المؤسسات الدولية والمؤسسات العاملة في هذا المجال بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ مدينة غزة والمواطنين من الكارثة الصحية والبيئية التي يتعرضون لها بسبب تسرب كميات كبيرة من الصرف الصحي، بالإضافة إلى شح الوقود اللازم لتشغيل المضخات”.
ويتابع: “البلدية لم تستلم إلا كميات قليلة جدًا من الوقود في الأشهر الماضية، في ظل الحاجة الكبيرة لكميات كبيرة لتشغيل مضخات الصرف الصحي في مختلف أنحاء المدينة وتفريغ بركة الشيخ رضوان من مياه الصرف الصحي أو تقليل منسوب المياه العادمة في هذه البركة، لكن للأسف حتى هذه اللحظة لا يوجد استجابة حقيقية أو استجابة كافية لحل هذه المشكلة والكارثة الصحية”.
تلوث الخزان الجوفي
تسرب مياه الصرف الصحي سواءً في أنحاء مدينة غزة أو إلى بركة الشيخ رضوان ينذر بكارثة صحية وبيئية كبيرة جدًا على المواطنين من ناحية انتشار الأوبئة والأمراض، وأيضًا بسبب تسرب المياه العادمة إلى المياه الجوفية وبالتالي تلويث الخزان الجوفي لمدينة غزة وهذه مشكلة كبيرة جدًا قد يحتاج حلها إلى سنوات وربما إلى عقود قادمة.
كما وأن زيادة نسبة تلوث المياه الجوفية يجعل هذه المياه غير صالحة للشرب والاستخدام خاصة في المناطق المحيطة ببركة الشيخ رضوان، وقد يتسع ذلك في حال طال أمد الأزمة.
يذكر، في السياق، أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية كان قد أشار في نيسان/ أبريل الماضي إلى تفاقم أزمة الصرف الصحي الخطيرة في الأصل مع اقتراب فصل الصيف، لاسيما بعد انهيار نظام معالجة مياه الصرف الصحي.
وتعد بركة الشيخ رضوان أكبر مكان لتجميع مياه الأمطار في مدينة غزة، لكن تدمير الاحتلال لخطوط الصرف الصحي الناقلة أدى إلى تسرب المياه العادمة إليها وتحويلها إلى مكرهة صحية.
المصدر: عرب 48
