Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

بعد حديث الرئيس السيسي لهم.. كل ما تود معرفته عن البوسنة والهرسك

 

البوسنة والهرسك.. تصدروا محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وذلك بعد أن أستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي لرئيس مجلس رئاسة البوسنة والهرسك.
لذلك قامت بوابة “الفجر” باستعراض كافة التفاصيل حول البوسنة والهرسك من خلال هذا التقرير الذي يوضح أهميتهم الاقتصادية والاجتماعية.

البوسنة والهرسك  

البوسنة والهرسك، بلدٌ يمزج بين تاريخ عريق وثقافات متنوعة وجمال طبيعي ساحر. يقع في قلب البلقان في جنوب شرق أوروبا، ويشتهر بتضاريسه المتنوعة، وجباله الخلابة، وأنهاره الجليدية الصافية.

تاريخيًا، عرفت المنطقة بالعديد من الحضارات، بدءًا من الإمبراطورية الرومانية وصولًا إلى العصور الوسطى الإسلامية والفترة العثمانية. ومن بين المعالم التاريخية المهمة فيها قلعة موستار وجسر موستار الشهير.

فيما يتعلق بالثقافة، تتميز البوسنة والهرسك بتنوعها الديني والثقافي، حيث يعيش فيها الناس من مختلف الديانات والثقافات بسلام. يُعتبر المسجد الكبير في سراييفو وكنيسة سانتوس بطرس وباولو في مدينة موستار من بين الآثار الدينية البارزة.

ومع ذلك، لا تقتصر جاذبية البوسنة والهرسك على تاريخها وثقافتها، بل تشمل أيضًا جمال طبيعي خلاب. يُعتبر بحيرة بليد الزرقاء ووادي النهر الأنيق من بين أماكن الجذب السياحي الطبيعية البارزة.

باختصار، تجمع البوسنة والهرسك بين الجاذبية التاريخية والثقافية والطبيعية، مما يجعلها واحدة من الوجهات السياحية المميزة في أوروبا.

أصل التسمية

تسمية “البوسنة والهرسك” تأتي من اسمين رئيسيين: “البوسنة” و”الهرسك”.

“البوسنة”: تشير إلى منطقة البوسنة، وهي منطقة داخل البلاد تقع في وسطها، وتشتهر بتضاريسها الجبلية وأنهارها الجليدية. يُعتبر نهر البوسنة الأكثر شهرة، والذي يمتد عبر المنطقة ويعطيها اسمها.
“الهرسك”: يشير إلى منطقة الهرسك، التي تقع جنوب البوسنة، وتضم مدنًا مثل موستار ومدينة هرسك ومناطق أخرى. اشتهرت هذه المنطقة بثقافتها الغنية ومعالمها التاريخية البارزة.
بالتالي، فإن تسمية “البوسنة والهرسك” تعبر عن الجمع بين هاتين المنطقتين الرئيسيتين داخل البلاد، وتعكس التنوع الثقافي والجغرافي للبلد.

التاريخ

 

تاريخ البوسنة والهرسك يمتد عبر قرون من التأريخ المليء بالتغيرات والتحولات. إليك نظرة عامة:

 

العصور القديمة والرومانية: تعود أقدم الآثار المكتشفة في المنطقة إلى العصور الحجرية. خلال العصور القديمة، كانت المنطقة تعتبر جزءًا من إيليريا وتمتد تأثيرات الإمبراطورية الرومانية في القرون اللاحقة.

الفترة الإسلامية والعثمانية: في القرون الوسطى، انتقلت المنطقة تدريجيًا إلى الإسلام، وازدهرت الحضارة الإسلامية في القرون اللاحقة. في القرن الخامس عشر، أصبحت البوسنة جزءًا من الإمبراطورية العثمانية.

الفترة النمساوية والهنغارية: خلال القرن التاسع عشر، احتلت البوسنة والهرسك تدريجيًا من قبل الإمبراطورية النمساوية والإمبراطورية الهنغارية.

الحرب العالمية الأولى والحلقة اليوغوسلافية: بعد انهيار الإمبراطورية النمساوية، تم تأسيس مملكة يوغوسلافيا، وأصبحت البوسنة والهرسك جزءًا منها. تعرضت المنطقة للعديد من التوترات والصراعات خلال القرن العشرين، بما في ذلك الحرب العالمية الثانية والحرب الأهلية اليوغوسلافية في التسعينيات.

الاستقلال وما بعده: في عام 1992، أعلنت البوسنة والهرسك استقلالها عن يوغوسلافيا، مما أدى إلى اندلاع حرب أهلية دموية استمرت حتى عام 1995. تم التوصل إلى اتفاقية دايتون التي أنهت الحرب وأقسمت البلاد إلى جمهوريتين متوازيتين، وهما جمهورية البوسنة والهرسك وجمهورية صرب البوسنة.

الفترة الحديثة: منذ نهاية الحرب الأهلية، شهدت البوسنة والهرسك عملية إعادة إعمار وجهودًا للمصالحة الوطنية والاستقرار السياسي. ومع ذلك، تبقى التحديات السياسية والاقتصادية ماثلة، وتعمل الحكومة على مواجهتها بتعاون مع المجتمع الدولي.

 

الجغرافيا

البوسنة والهرسك تقع في جنوب شرق أوروبا، وهي جزء من شبه الجزيرة البلقانية. يحدها من الشمال والغرب كرواتيا، ومن الجنوب الغربي مونتينيغرو، ومن الشرق صربيا، ومن الشمال الشرقي صربيا. يحدها من الجنوب الحدود البحرية مع كرواتيا على طول ساحل البحر الأدرياتيكي.

تتميز البوسنة والهرسك بتضاريس متنوعة، حيث يتوسطها سلسلة جبال دينارية البلقانية التي تمتد من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي. يتخلل هذه الجبال وديانها أنهار جليدية وبحيرات زرقاء جميلة، مما يجعلها مقصدًا سياحيًا شهيرًا.

تتميز المنطقة أيضًا بمناخ قاري، حيث يكون الشتاء باردًا ورطبًا، في حين يكون الصيف دافئًا وجافًا. تتغير الظروف الجوية بين المناطق الجبلية والساحلية، مما يوفر تجربة متنوعة للزوار طوال العام.

بالإضافة إلى ذلك، تضم البوسنة والهرسك مدنًا تاريخية مثل سراييفو وموستار ومدينة هرسك، والتي تعكس الثراء الثقافي والتاريخي للمنطقة.

الحكومة والسياسة

نظام الحكم في البوسنة والهرسك هو جمهورية برلمانية ديمقراطية، حيث تشمل السلطة التشريعية البرلمان (مجلس النواب) والسلطة التنفيذية الرئيس ومجلس الوزراء. يتم انتخاب رئيس الجمهورية وأعضاء مجلس النواب بانتخابات دورية.

يتكون البرلمان من مجلس النواب ومجلس الشيوخ. يُنتخب أعضاء مجلس النواب مباشرةً من قبل الناخبين، بينما يتم تعيين أعضاء مجلس الشيوخ من قبل مجالس المناطق.

تعد البوسنة والهرسك من الدول ذات النظام الفدرالي، حيث تتألف من جمهوريتين متوازيتين: جمهورية البوسنة والهرسك وجمهورية صرب البوسنة. يوجد أيضًا إدارة مؤقتة دولية تسمى ممثلية الاتحاد الأوروبي في البوسنة والهرسك (EUSR) التي تعمل على دعم الاستقرار وتعزيز عملية الانتقال الديمقراطي.

على الرغم من التقدم في عملية السلام وإعادة الإعمار بعد الحرب الأهلية في التسعينيات، تظل البوسنة والهرسك تواجه تحديات سياسية واقتصادية، بما في ذلك الانقسامات العرقية والدينية والبطالة والفساد.

 

التركيبة السكانية

تتميز التركيبة السكانية في البوسنة والهرسك بتنوعها العرقي والثقافي والديني. إليك لمحة عن التركيبة السكانية:

العرقيات: يتكون السكان من عدة مجموعات عرقية، ومن بين أهمها البوسنيين والصرب والكروات. كما يوجد أيضًا أقليات عرقية مثل الألبان والرومانيين والترك.
الديانات: تتنوع الديانات في البوسنة والهرسك، حيث يعتنق الناس الإسلام والمسيحية بفروعها المختلفة، مثل الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية. يعتبر الإسلام الديانة السائدة في جمهورية البوسنة والهرسك، في حين يتبع العديد من الصرب الأرثوذكسية، والكروات الكاثوليكية.
التوزيع الجغرافي: تتوزع السكان على مختلف مناطق البلاد، مع تركزهم في المدن الرئيسية مثل سراييفو وبانيا لوكا وتوزلا وموستار وسربرنيتسا وزينيتسا.
الهجرة: شهدت البوسنة والهرسك تحركات هجرة مستمرة، خاصة خلال فترة الحرب الأهلية في التسعينيات وبعدها. تأثرت التركيبة السكانية بشكل كبير بسبب هذه الهجرات والتشريد، مما أدى إلى تغييرات في التوزيع السكاني والتوازن الديمغرافي في البلاد.
بشكل عام، يعكس تنوع التركيبة السكانية في البوسنة والهرسك تاريخها الغني وتأثير الثقافات المتعددة التي عاشت وتأثرت في هذه الأرض عبر العصور.

 

الاقتصاد

اقتصاد البوسنة والهرسك يعتمد على عدة قطاعات ويواجه تحديات متعددة. إليك نظرة عامة عن الاقتصاد في البوسنة والهرسك:

الزراعة والصناعة: تشكل الزراعة جزءًا هامًا من الاقتصاد، حيث تنتج البوسنة والهرسك مجموعة متنوعة من المحاصيل مثل الحبوب والفواكه والخضروات. بالإضافة إلى ذلك، توجد صناعات مختلفة مثل الصناعات الغذائية والمعادن والنسيج.
السياحة: يعتبر القطاع السياحي مصدرًا مهمًا للدخل في البوسنة والهرسك، نظرًا لجمال المناظر الطبيعية والمعالم الثقافية والتاريخية في البلاد. تجذب المدن القديمة مثل سراييفو وموستار والمواقع الطبيعية مثل بحيرة بليد السياح من مختلف أنحاء العالم.
القطاع المالي والخدمات: يشهد القطاع المالي نموًا متزايدًا في البوسنة والهرسك، مع وجود العديد من المصارف وشركات التأمين والخدمات المالية الأخرى. كما تتوفر خدمات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتجارة والنقل واللوجستيات.
التحديات الاقتصادية: تواجه البوسنة والهرسك تحديات اقتصادية مثل البطالة العالية والفساد وضعف البنية التحتية والتقلبات السياسية. كما تعاني البلاد من التحديات الهيكلية مثل البيروقراطية وقوانين العمل المعقدة ونقص الاستثمار.
على الرغم من هذه التحديات، تستمر الحكومة والمؤسسات الدولية في العمل على تعزيز الاستقرار الاقتصادي وتحسين بيئة الأعمال في البوسنة والهرسك، بهدف تعزيز النمو المستدام وتحسين مستوى معيشة السكان.

التعليم

نظام التعليم في البوسنة والهرسك يتمتع بتنوع واسع ويشمل التعليم الابتدائي والثانوي والعالي، بالإضافة إلى التعليم المهني والتقني. إليك نظرة عامة على التعليم في البوسنة والهرسك:

التعليم الابتدائي والثانوي: يتلقى الطلاب تعليمهم الابتدائي والثانوي في مدارس حكومية وخاصة. يُعد التعليم الابتدائي والثانوي مجانيًا وإلزاميًا للأطفال في الفئة العمرية المناسبة. تتبع مناهج التعليم الوطنية وتشمل مواد متنوعة مثل اللغات، العلوم، الرياضيات، والتاريخ.
التعليم العالي: يوجد العديد من الجامعات والمعاهد العالية في البوسنة والهرسك التي تقدم مجموعة واسعة من البرامج الأكاديمية في مختلف التخصصات. يمكن للطلاب الحصول على شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في العديد من المجالات مثل الطب، والهندسة، والعلوم الاجتماعية.
التعليم المهني والتقني: يتاح التعليم المهني والتقني للطلاب الذين يفضلون الحصول على مهارات عملية في مجالات مثل الحرف اليدوية، والتصميم، وتكنولوجيا المعلومات، والسياحة والضيافة. توفر المدارس المهنية والتقنية برامج تدريبية تهدف إلى تأهيل الطلاب لسوق العمل.

التحديات والتطورات: تواجه نظام التعليم في البوسنة والهرسك تحديات مثل نقص التمويل، والبنية التحتية القديمة، وتحديث المناهج وتطوير المهارات المناسبة لسوق العمل المتغيرة. يعمل الجهات المعنية على تحسين جودة التعليم وتعزيز فرص التعليم لجميع الطلاب في البلاد.
بشكل عام، يسعى نظام التعليم في البوسنة والهرسك إلى توفير فرص تعليمية عالية الجودة ومتنوعة لجميع الطلاب، وذلك بهدف تمكينهم من تحقيق إمكاناتهم الكاملة والمساهمة في تطوير المجتمع.

الثقافة

ثقافة البوسنة والهرسك غنية ومتنوعة، حيث تمثل مزيجًا من العناصر العرقية والدينية والثقافية المختلفة. إليك نظرة عامة عن الثقافة في البوسنة والهرسك:

التنوع العرقي والديني: يتميز البلد بتنوعه العرقي والديني، حيث يعيش فيه البوسنيون والصرب والكروات بجانب أقليات أخرى. كما يتباين السكان في الديانات التي يعتنقونها، بما في ذلك الإسلام والأرثوذكسية والكاثوليكية.
الفنون والموسيقى: تشتهر البوسنة والهرسك بتراث فني وموسيقي غني، حيث تضم البلاد العديد من الفنانين والموسيقيين الموهوبين. يعكس التراث الشعبي الموسيقي البوسني والهرسكي الحياة اليومية والمشاعر الإنسانية.
المأكولات الشهية: تعتبر المأكولات التقليدية جزءًا أساسيًا من الثقافة البوسنية والهرسكية. من الأطباق الشهيرة مثل “سارما” وهي أوراق العنب المحشوة و”سردرما” وهي لحم الخنزير المشوي، و”بوريك” وهو فطيرة تحشى باللحم أو الجبن أو الخضار.
التراث الثقافي والتاريخي: تضم البوسنة والهرسك العديد من المعالم التاريخية والأثرية الهامة مثل قلعة موستار وجسر موستار الشهير، وكنائس ومساجد تاريخية. يعكس هذا التراث الثقافي التعددية الثقافية والدينية للبلاد.
المهرجانات والفعاليات الثقافية: ينظم في البوسنة والهرسك العديد من المهرجانات والفعاليات الثقافية على مدار العام، بما في ذلك مهرجان سراييفو السينمائي ومهرجان ساراييفو للموسيقى ومهرجان موستار للفيلم القصير.
باختصار، تعكس ثقافة البوسنة والهرسك التنوع والغنى الذي يميز البلد، وتسهم في تعزيز التواصل والتفاهم بين مختلف مكونات المجتمع البوسني والهرسكي.


المصدر: بوابة الفجر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *