Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الخليج

غزة تترقب هدنة مؤقتة وصفقة شاملة بين حماس

استمرت حصيلة الضحايا المدنيين الفلسطينيين في الارتفاع بين قتل وجريح مع اقتراب الحرب الإسرائيلية على غزة من إتمام شهرها الرابع، وسط معارك ضارية بين جيش الاحتلال ومقاتلي حركة المقاومة الفلسطينية «حماس» التي أعلنت انها تدرس مقترحا لاتفاق جديد لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين والأسرى.

وشنت الطائرات الإسرائيلية سلسلة غارات عنيفة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، تسببت بسقوط قتلى وجرحى.

وزاد جيش الاحتلال وتيرة غاراته على مدينة غزة ومخيم النصيرات ومدن: خان يونس وبيت لاهيا ورفح.

ووفقا لشهود عيان في غزة، فقد قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية منازل في عدة أحياء: الصبرة والزيتون والتفاح والدرج ومخيم الشاطئ، مما أدى إلى تدمير العديد من المنازل وسقوط قتلى وجرحى.

وأشار هؤلاء إلى أن هذه المناطق شهدت تهجير مئات الفلسطينيين نحو مناطق أخرى سيرا على الأقدام، في ظل انخفاض درجات الحرارة وتساقط الأمطار.

وشهدت مدينة خان يونس غارات كثيفة استهدفت المناطق الغربية منها، ووصلت إلى محيط مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل، وفقا لشهود عيان، أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الفلسطينيين.

وأصدرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية بيانا أكدت فيه أن الجيش الإسرائيلي يواصل شن سلسلة غارات متواصلة في محيط مستشفى الأمل.

وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة في بيان إن إسرائيل «ارتكبت 13 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية راح ضحيتها 114 شهيدا و249 مصابا خلال 24 ساعة».

وأضاف ان «حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 26751 شهيدا و65636 مصابا منذ السابع من أكتوبر الماضي».

وفي سياق متصل، أشار القدرة إلى أن إسرائيل تزيد من حصارها على مجمع ناصر الطبي للأسبوع الثاني على التوالي.

وتابع أن «الاحتلال الإسرائيلي يضع 150 كادرا طبيا و450 جريحا و3000 نازح في دائرة الاستهداف».

وأوضح القدرة أن مولدات الكهرباء في المجمع ستتوقف خلال يومين بسبب نقص الوقود، ما يزيد من معاناة الطاقم الطبي والمرضى. وحذر من تراكم النفايات في أقسام المجمع وساحاته، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي يرفض السماح بنقلها للخارج.

من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري «في الأسابيع الأخيرة ركزت عملياتنا على خان يونس.. عاصمة حماس في جنوب غزة»، مشيرا إلى «القضاء على أكثر من ألفي إرهابي» في هذه المدينة.

وعلى بعد بضعة كيلومترات إلى الجنوب من خان يونس في رفح، تجمع آلاف النازحين في ظروف يائسة، في منطقة صغيرة قبالة الحدود مع مصر.

مساران لهدنة إنسانية وصفقة شاملة

سياسيا، ازدادت وتيرة الجهود الديبلوماسية الرامية إلى إنقاذ غزة وأهلها من الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع منذ 116 يوما، حيث برز مساران متوازيان في هذا الخصوص، يسعى أحدهما إلى التوصل لهدنة مؤقتة جديدة، ويرمي الآخر إلى البناء على ذلك لإبرام صفقة شاملة تتضمن وقفا كليا لإطلاق النار. وأعلن رئيس المكتب السياسي لـ (حماس) إسماعيل هنية تسلم مقترحا لوقف العدوان والإفراج عن الأسرى تم تداوله في اجتماع باريس الرباعي الأخير، مشيرا إلى ان الحركة بصدد دراسة هذا المقترح والرد عليه.

جاء ذلك في بيان صدر عن الحركة، تعقيبا على ما قالت إنه بناء على التطورات المتصلة باجتماع باريس الذي عقد الأحد الماضي، والذي جمع كلا من: مصر وقطر وأميركا وإسرائيل. وقال هنية إن رد «حماس» على المقترح المذكور سيكون على قاعدة ان «الأولوية هي لوقف العدوان على غزة وانسحاب قوات الاحتلال كليا إلى خارج القطاع».

وأضاف ان «الحركة منفتحة على مناقشة أي مبادرات أو أفكار جدية وعملية شريطة أن تفضي إلى وقف شامل للعدوان وتأمين عملية الإيواء للفلسطينيين الذين أجبروا على النزوح بفعل إجراءات الاحتلال ومن دمرت مساكنهم، وإعادة الإعمار ورفع الحصار وإنجاز عملية تبادل جدية للأسرى تضمن حرية أسرانا وتنهي معاناتهم».

وأوضح أن قيادة الحركة تلقت الدعوة لزيارة القاهرة من أجل التباحث حول اتفاق الإطار الصادر عن اجتماع باريس ومتطلبات تنفيذه وفق رؤية متكاملة تحقق للفلسطينيين مصالحهم الوطنية في المدى المنظور.

ودعا رئيس المكتب السياسي دول العالم إلى «الضغط على الاحتلال لوقف مجازره بحق الفلسطينيين بغزة، بما في ذلك سياسة التنكيل التي يتعرض لها شعبنا في مناطق الضفة الغربية والإعدامات والاعتقالات والاقتحامات اليومية للمدن والمخيمات». وترافق ذلك مع مساع مصرية قطرية حثيثة من أجل هدنة إنسانية جديدة خلال شهر رمضان، تتضمن إطلاق سراح نحو 30 من المحتجزين الإسرائيليين المدنيين من الأطفال والنساء والمرضى، مقابل إطلاق سراح نحو 100 أسير فلسطيني في المعتقلات الإسرائيلية، فضلا عن زيادة دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وفي المقابل، استبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين في إطار أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

وقال نتنياهو في كلمة ألقاها بمستوطنة «عيلي» في الضفة الغربية المحتلة أمس: «لن نسحب جيش الدفاع الإسرائيلي من قطاع غزة ولن نطلق سراح آلاف الإرهابيين. لن يحدث أي من هذا».

تحذيرات دولية من توقف «أونروا»

وفي هذه الأثناء، اعتبرت منظمة الصحة العالمية أن الجدل القائم حول عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بعدما اتهمت إسرائيل بعض موظفيها بالتورط في هجوم 7 أكتوبر، «يصرف الانتباه» عن الأزمة الإنسانية في غزة. وقال الناطق باسم المنظمة كريستيان ليندماير خلال إحاطة صحافية يومية في جنيف امس «لا يجب أن تمر الأفعال الإجرامية دون عقاب، لكن النقاش الحالي لا يؤدي إلا إلى صرف الانتباه عما يحدث فعليا كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة في غزة». وأضاف: «دعونا لا ننسى المشاكل الحقيقية على الأرض».

وذكر ليندماير بأن المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس قد دعا المانحين إلى «عدم تعليق تمويلهم للأونروا في هذه الفترة الحرجة جدا» لأن ذلك «لن يؤدي إلا للإضرار بسكان غزة الذين هم في أمس الحاجة للمساعدة».

وأسف ليندماير لأن يكون هذا النقاش حول الأونروا «رغم أهميته يصرف الانتباه عن القتلى البالغ عددهم 27 ألف تقريبا 70% منهم من النساء والأطفال».

وفي سياق متصل، أعربت 21 منظمة غير حكومية دولية عن استيائها من إعلان عدة دول تعليق تمويلها لوكالة (أونروا) في الوقت الذي تشهد غزة «كارثة إنسانية».

وقالت هذه المنظمات في بيان مشترك إن «اونرو» هي «المزود الرئيسي للمساعدات» في غزة والمنطقة، وان وقف التمويل «سيؤثر على المساعدات الأساسية لأكثر من مليوني مدني أكثر من نصفهم من الأطفال وجميعهم يعتمدون على مساعدتنا».

وشددت على أن «مواصلة تعليق التمويل من شأنها أن تجعلنا نشهد على الانهيار الكامل للاستجابة الإنسانية المحدودة بالأساس في غزة»، داعية الدول المعنية إلى «إلغاء تعليقها للتمويل».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *