Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الخليج

ثامر العلي مناطق النفوذ العالمية تتغير

  • الدول في المناطق الساخنة تعيد تقييم متطلباتها العسكرية لمواجهة التهديدات المتزايدة من حولها
  • دول المنطقة ساعدت في تقديم دعم الإمدادات وتأمين الطاقة لألمانيا وأوروبا

انطـلـقـــت في برلين أعمال الدورة الخامسة من منتدى الحوار الخليجي الألماني للأمن والتعاون بمشاركة وزير الداخلية الأسبق الشيخ ثامر العلي ومجموعة من السياسيين والبرلمانيين وصناع السياسات الألمان والخليجيين.

وأكد الشيخ ثامر في كلمة ألقاها بالجلسة الافتتاحية للمنتدى، الذي شارك فيه باعتباره متحدثا رئيسا، حرص الكويت على تأسيس هذا المنتدى منذ انطلاقته عام 2019 لقناعتها الراسخة بأهمية الحوار مع ألمانيا بصفتها إحدى أهم مناطق العالم على الصعيد الجيواستراتيجي وإحدى أهم دول صنع القرار في أوروبا.

وعبر عن اعتزازه بالدعم لهذا المسعى وعن امتنانه وتقديره لكل من واصل دعم إطلاق هذا المنتدى.

وشدد الشيخ ثامر على التأثيرات السلبية التي خلفتها جائحة فيروس «كورونا المستجد كوفيد 19» على الروابط الدولية وتمزيق الاقتصادات الدولية من جانب والتحديات التي تواجه النظام الدولي من جانب آخر.

وأشار إلى التغير الذي شهدته أوروبا من تطورات وتحديات مع نهاية السلام الذي أعقب الحرب الباردة، موضحا أنه بالنظر الى حقيقة وجود صراع عسكري على جانبها الشرقي فإن الدول في أنحاء أوروبا كافة بما في ذلك ألمانيا تواجه اليوم ضغوطا شديدة لاتخاذ مواقف أكثر براغماتية تجاه الأمن بمعناه الأوسع وتحديدا أمن الطاقة، كما أن دول المنطقة ساعدت في تقديم دعم الإمدادات وتأمين الطاقة لألمانيا ولأوروبا بطبيعة الحال، وذلك في ضوء تناقص الإمدادات من روسيا.

وأضـــاف الـعـلـــي أن الكثيرين قد ينظرون إلى هذا الحدث على أنه دراسة حالة عن أهمية تنويع مصادر الطاقة وتغيير الحقائق الاستراتيجية ويشكل درسا يمكن للجميع التعلم منه.

وبين الشيخ ثامر العلي أن تداعيات الواقع الحالي الذي اشتعلت شرارته مع بداية الأزمة الأوكرانية في فبراير 2022 لا تقتصر على أوروبا وإنما يمكن النظر إلى هذا الحدث على أنه بمنزلة زلزال عالمي شعر به الناس في المناطق كافة من الشرق الأقصى إلى أميركا اللاتينية، مبينا أن هذا التطور يرسل رسالة واسعة مفادها أن «مناطق النفوذ العالمية تتغير» وأنه سواء تعلق الأمر بمجالات النفوذ السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية أو الاجتماعية فإن المؤكد هو أن هذه الحدود غير الواضحة ستؤدي إلى حالة عدم الثبات هذه، ومن دون أدنى شك إلى حدوث تصادم.

وأكد أن العالم «المعولم» الذي أتينا إليه كأمر مسلم به في بيئة ما بعد الحرب الباردة أصبح بسرعة من بقايا التاريخ.

وحول عودة دور حلف شمال الأطلسي «ناتو» إلى الواجهة، ذكر الشيخ ثامر أن العالم الغربي يجد سهامه موجهة مجددا إلى ذلك الاتجاه الذي تم إنشاؤه من أجله في البداية، منوها إلى أن التهديدات بقطع التمويل على المنظمة وتهديدات الدول بالانسحاب من الحلف ولت. وأضاف: على العكس من ذلك تدفع الدول على عجل طلباتها للحصول على الموافقة بما في ذلك تلك الدول التي سبق لها في الماضي أن اتخذت قرارا واعيا بالابتعاد عن الحلف، مضيفا أنه ما توجب الرجوع إليه هو الحاجة إلى بنية عسكرية قوية وموحدة في أوروبا قادرة على الردع والتدخل عند الحاجة لذلك. وواصل القول: الدول في المناطق الساخنة تعيد تقييم متطلباتها العسكرية لمواجهة التهديدات المتزايدة من حولها، وهذه الدول باتت تسعى في بعض الحالات إلى إجراء تغييرات تشريعية للسماح بهيكليات دفاع وطني أكثر صلابة.

وتابع: نجد في ألمانيا نفسها مثالا لدولة تحركت بسرعة لتعزيز الإنفاق على الدفاع الوطني لمواجهة التهديدات والتحديات المعاصرة بشكل أفضل، مشيرا إلى أن مثل هذا الأمر بات يطرح السؤال عما إذا كنا نعيش في أوقات متغيرة أو عما إن كان التاريخ يعيد نفسه لكن بأشكال مختلفة فقط.

وأبدى قلقه حول مصير المنطقة التي يبدو أنها مهيأة للوقوع في منتصف خط صدع استراتيجي بين الشرق والغرب، مضيفا أن منطقة الخليج العربي كانت بمنزلة جسر بين الشرق والغرب، وأنه تم السعي في الماضي إلى القضاء بشكل جماعي على عدم الاستقرار الاستراتيجي في هذه المنطقة من خلال المشاركة الإيجابية مع الأطراف كافة.

وأشار إلى أن «منطقة الشرق الأوسط شهدت على مدى المائة عام الماضية نصيبا كبيرا للغاية من عدم الاستقرار، وأنه لايزال يشهد ظهور بؤر توتر حتى يومنا هذا منذ الفراغ الذي خلفه انسحاب الإمبراطورية البريطانية وصولا إلى الهدف الاستراتيجي السوفييتي المتمثل في الوصول إلى المياه الدافئة للخليج العربي».

وأكد أن منطقتي الشرق الأوسط والخليج العربي اهتزتا نتيجة لذلك مرارا وتكرارا لكنهما لم تنكسرا أبدا.

ونوه الشيخ ثامر إلى أن الأوقات القادمة ستكون أكثر صعوبة وستتطلب التعاون من الجميع ليس فقط لتحقيق الاستقرار في المنطقة بل من أجل استيعاب أن هذا الاختلال في المصالح والسياسات الوطنية لا يعني بالضرورة أن نكون على جانبين مختلفين بل يجب القبول بتعزيز القواسم المشتركة أكثر فائدة من التركيز على مسائل الاختلاف في السياسة الوطنية والتسبب في متابعة هذه الاختلافات.

وحول طبيعة علاقات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع إيران، أوضح مجددا أن المنطقة تعيش تحت وطأة واقع جغرافي لا يمكننا تغييره، مشددا على أن إيران كانت جارتنا في الماضي وستظل كذلك في المستقبل.

وأضاف أن التقارب الحاصل مؤخرا بين المملكة العربية السعودية وإيران يجسد فكرة أهمية البناء على قواسم مشتركة، مستذكرا مساعي الكويت لتحقيق هذا الهدف منذ عام 2016 من خلال جهود مبذولة بقيادة أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه.

وفيما يتعلق بالقضايا التي طال أمدها في منطقتنا كالصراعات في سورية واليمن والوضع الجديد في السودان، ذكر الشيخ ثامر العلي أنه يتطلع إلى أن نشهد حلولا سلمية لهذه القضايا ترتكز بالدرجة الأولى على الحوار السياسي وعلى أساس راسخ يسمح بإحراز تقدم ملموس ونتائج إيجابية مستدامة، مشددا على أن مساعدة شعوب هذه الدول والمنطقة تعزز الاستقرار والسلام المنشود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *