يزداد الطلب على المعدات الكهربائية والإلكترونية (EEE) في مجتمعنا اليوم، مدفوعًا بمستويات أعلى من الدخل المتاح، وزيادة التحضر والتصنيع، والنمو السكاني.
بيْد أن نسبة كبيرة من هذه المعدات لها عمر قصير، وغالبًا ما يُنظر إليها على أنها صعبة أو مكلفة للإصلاح.
كما تنفق العلامات التجارية المليارات لزيادة إقبال المستهلكين على شراء أحدث الموديلات، وترك معداتهم القديمة رغم أنها صالحة للخدمة.
بعد استخدامها، يتم التخلص من المعدات الكهربائية والإلكترونية وتصبح نفايات إلكترونية، والتي تحتوي على مزيج من المواد القيّمة التي يمكن إعادة تدويرها، والمواد السامة مثل الرصاص والزئبق التي يمكن أن تكون خطرة على صحتنا وعلى البيئة.
في هذا التقرير، سنكشف عن أحدث الأبحاث والحقائق والإحصاءات التي توضح حجم وعواقب مشكلة النفايات الإلكترونية العالمية.
أهم ما جاء في إحصائيات النفايات الإلكترونية العالمية
ما هي كمية النفايات الإلكترونية التي يتم إنتاجها كل عام؟
تُشير التقديرات إلى توليد 57.4 مليون طن متري من النفايات الإلكترونية على مستوى العالم في عام 2021.
كان هناك زيادة على أساس سنوي منذ بدء جمع بيانات النفايات الإلكترونية في عام 2014.
كم تبلغ كمية النفايات الإلكترونية على الأرض؟
لا يوجد رقم رسمي للكمية الإجمالية للنفايات الإلكترونية غير المُعاد تدويرها الموجودة حاليًا على الأرض. ومع ذلك، من الممكن إجراء تقدير باستخدام أحدث البيانات.
تبين أنه منذ جمع البيانات لأول مرة في عام 2014، وحتى نهاية عام 2022، سيكون هناك ما يقدر بنحو 420.3 مليون طن متري من النفايات الإلكترونية المُنتجة.
في المتوسط، يتم إعادة تدوير نسبة صغيرة فقط من ذلك. بناءً على ذلك، يمكن تقدير أن ما لا يقل عن 347 طناً مترياً من النفايات الإلكترونية لا تزال موجودة.
هل ستستمر النفايات الإلكترونية في الزيادة في المستقبل؟
في المتوسط، زاد توليد النفايات الإلكترونية العالمية بمقدار 2 مليون طن سنويًا على مدى العقد الماضي.
من المتوقع أن ينمو حجم النفايات الإلكترونية العالمية إلى 74.7 مليون طن بحلول عام 2030.
الإحصاءات العالمية للنفايات الإلكترونية حسب المنطقة
ما هي المنطقة التي تنتج أكبر قدر من النفايات الإلكترونية من حيث الحجم؟
تنتج كل من آسيا (24.9 مليون طن) والأمريكتان (13.1 مليون طن) وأوروبا (12 مليون طن) الغالبية العظمى من النفايات الإلكترونية عند قياسها بالوزن الإجمالي.
ما هي المنطقة التي تنتج أكبر عدد من النفايات الإلكترونية للفرد الواحد؟
عند قياس نصيب الفرد، يُنتج الأوروبيون (16.2 كجم) أكبر قدر من النفايات الإلكترونية لكل شخص، تليها أوقيانوسيا (16.1 كجم) والأمريكتان (13.3 كجم).
في حين يُنتج السكان الأفارقة أقل كمية من النفايات الإلكترونية للفرد الواحد.
ما هي النسبة المئوية للنفايات الإلكترونية المُعاد تدويرها؟
من المعروف أن 17.4% فقط من إجمالي النفايات الإلكترونية العالمية قد تم جمعها وإعادة تدويرها بشكل صحيح.
وقد انخفض هذا الرقم في السنوات الخمس الماضية كنسبة مئوية من إجمالي النفايات المتولدة.
تمتلك أوروبا أعلى معدل للجمع وإعادة التدوير بنسبة 42.5 %. وتأتي آسيا في المرتبة الثانية، بمعدل 11.7 % فقط. أما أفريقيا فلديها أدنى مستوى عند 0.9 % فقط.
ما هي البلدان التي تنتج أكبر قدر من النفايات الإلكترونية؟
يوضح الجدول أدناه أكبر 10 دول مُنتجة للنفايات الإلكترونية في العالم، من حيث الحجم الإجمالي المنتج (كما هو موضح بالكيلو طن).
إدارة النفايات الإلكترونية سوق مربحة
تحتوي النفايات الإلكترونية على العديد من المواد الخام النادرة والقيّمة، ولكن معظمها غير مستعاد حاليًا.
لهذا السبب من المرجح أن ينمو السوق العالمي لإدارة النفايات الإلكترونية، لأسباب مالية وكذلك بيئية.
وقد بلغت قيمة السوق 49,880 مليون دولار في عام 2020، ومن المتوقع أن تتضاعف 3 مرات تقريبًا إلى 143,870 مليون دولار بحلول عام 2028.
النفايات الإلكترونية والبيئة: عواقب الفشل في إعادة التدوير
تُشير التقديرات إلى أن معظم النفايات الإلكترونية غير الموثقة يتم خلطها مع نفايات أخرى، مثل البلاستيك والمعادن.
وهذا يعني أنه يمكن إعادة تدوير الأجزاء القابلة لإعادة التدوير بسهولة، ولكن عادة ما يتم ذلك بشكل سيئ.
حيث لا يتم اتخاذ أي خطوات لإزالة العناصر السامة، وقد يتم تفويت العديد من المكوّنات القابلة لإعادة الاستخدام الأكثر قيمة.
لماذا يجب إعادة تدوير النفايات الإلكترونية بشكل منفصل؟
1 خسارة المواد الخام الثمينة
هناك العديد من المواد الخام عالية القيمة في النفايات الإلكترونية، بما في ذلك الذهب والفضة والنحاس والحديد.
فمثلًا، يمكن لإعادة تدوير مليون هاتف خلوي مستعمل فقط استعادة ما يصل إلى 772 رطلاً من الفضة و35 ألف رطل من النحاس و75 رطلاً من الذهب و33 رطلاً من البلاديوم.
وتشير التقديرات إلى أن 53.6 مليون طن من النفايات الإلكترونية المتولدة في عام 2019 تحتوي على مواد خام تبلغ قيمتها حوالي 57 مليار دولار.
بالنظر إلى أن 82.6% من النفايات الإلكترونية لم يتم إعادة تدويرها، فإن هذا يترجم إلى ما يقرب من 47 مليار دولار من المعادن الثمينة التي لم يتم استردادها أبدًا.
2 النفايات الإلكترونية غير قابلة للتحلل البيولوجي
لا تتحلل النفايات الإلكترونية بيولوجيًا، وبالتالي ستتراكم أينما يتم التخلص منها، بنفس الطريقة التي تتراكم بها النفايات البلاستيكية.
بمرور الوقت، سيتم إطلاق أي غازات دفيئة موجودة داخل النفايات الإلكترونية ببطء في الغلاف الجوي.
3 النفايات الإلكترونية تلوث البيئة بمواد خطرة
تتسم المواد السامة مثل الزئبق والبلاستيك الموجودة في النفايات الإلكترونية بتأثير سلبي على بيئة وصحة الأشخاص أو الحيوانات التي تلامسها.
عند التخلص منها بشكل غير صحيح، يمكن إطلاق هذه المواد الكيميائية في الهواء أو التربة أو الماء مما يضر بالنظم الإيكولوجية وكذلك بالسكان.
4 النفايات الإلكترونية تساهم في تغيّر المناخ
عندما لا يتم إعادة تدوير مواد النفايات الإلكترونية، تكون هناك حاجة إلى مواد خام جديدة لإنشاء معدات كهربائية وإلكترونية جديدة.
وكل جهاز إلكتروني يتم تصنيعه له بصمة كربونية خاصة به.
يؤدي استخراج المواد اللازمة لإنتاج المعدات وتنقيحها إلى توليد الغازات الدفيئة.
ويمكن تقليل هذا أو تجنبه إذا تم إعادة تدوير النفايات الإلكترونية.
أيضًا، تُعد المبردات المُستخدمة في التحكم في درجة حرارة الأجهزة والمعدات الكهربائية مثل الثلاجات أو مكيفات الهواء في حد ذاتها غازات دفيئة.
وهنا تجدر الإشارة إلى أنه في عام 2019، أطلقت الثلاجات ووحدات تكييف الهواء المهملة مكافئات ثاني أكسيد الكربون التي تمثل في الواقع حوالي 0.3% من إجمالي الانبعاثات العالمية المتعلقة بالطاقة.
