- أشهر روادها من الكويت الفنان القدير سعد الفرج وعدد كبير من الأدباء والمثقفين
- نشر الثقافة والوعي بين أفراد المجتمع وإبراز القضايا المعاصرة والوطنية ومناقشتها
- العديد من أصحاب السمو والفنانين والشعراء في المملكة والدول العربية يحرصون على حضور الديوانية بشكل دائم كل «اثنين»
أسامة أبو السعود
من الأدب والثقافة الى الاقتصاد والسياسة وحتى الرياضة، تظل «إثنينية الذييب» واحة أدبية وفنية وثقافية تضم رجال الفكر والأدب من مختلف الدول العربية والأجنبية، يحلون ضيوفا على رئيس جمعية اللغة العربية وصاحب الأيادي البيضاء في العمل الخيري بالمملكة العربية السعودية الشقيقة حمود بن عبدالله بن إبراهيم الذييب الذي زار البلاد قبل أيام والتقى عددا من الأهل والأصدقاء.
«الأنباء» تواجدت حيث تواجد صاحب «الاثنينية» ولكنه فضل ان يعطي الفرصة للأجيال الجديدة ان تعبر عن رؤاها وطموحها لمستقبل واحد من اهم المشاريع الثقافية والأدبية في المملكة والتي أصبحت منارة يرتادها جمع من أصحاب السمو والوزراء والمسؤولين والأدباء والمثقفين من المملكة وخارجها وخاصة من الكويت الشقيقة.
وفي حواره مع «الأنباء»، تحدث محمد الذييب وشقيقه عبدالله، وهما من المهتمين بالثقافة والأدب والتراث في المملكة عن فكر الشباب القادم، حيث بدأ محمد الذييب حديثه عن بدايات «إثنينية الذييب» والتي انطلقت كفكرة تبلورت في رأس والده رجل الأعمال حمود بن عبدالله بن إبراهيم الذييب حينما انتقل إلى منطقة الرياض مطلع السبعينيات.
وتابع الذييب الابن: كانت في البداية لقاءات عفوية تضم مجموعة من الضيوف والأصدقاء لمناقشة موضوع ما يتم اختياره من قبل أحد الحضور، ثم بدأت تأخذ شكلا من أشكال الاستقرار حينما كانت تعقد كل «خميس» إلا أن موضوعاتها أيضا ظلت تختار بشكل عفوي، ثم تحول اللقاء من يوم الخميس إلى مساء «الإثنين» أسبوعيا، وذلك منذ العام 2012م، لتكتسب هذه الأمسية اسم يوم انعقادها «الإثنين»، فأصبحت تسمى «إثنينية الذييب»، وهو الاسم الذي انطلقت واشتهرت به واستمرت إلى يومنا هذا.
وفيما يخص محتوى تلك الأمسية، يستكمل محمد الذييب حديثه قائلا: «اصبح اختيار موضوعاتها وضيوفها بشكل ممنهج ومدروس، أما طريقة الأمسيات فيكون في كل أسبوع موضوع معين يتم تسليط الضوء عليه سواء كان وطنيا أو ثقافيا أو اجتماعيا أو اقتصاديا أو دينيا أو رياضيا أو تاريخيا أو إذا كانت هناك أمور طارئة تهم الوطن والمواطن».
حضور رفيع
وأضاف: وتتم عادة دعوة المتخصصين في هذا المجال من مسؤولين وأكاديميين ومهتمين، ويحضر لها عدد من أصحاب السمو ورجال الأعمال والأدباء ولا تقتصر فعالية «الإثنينية» على المحاضرة، ولكن تتضمنها فقرات شعرية وأخرى متنوعة بما يتناسب مع الموضوعات المطروحة.
مشاركون وضيوف من الكويت
وتطرق اللقاء الى المشاركين في «الإثنينية»، حيث أوضح الذييب أن هناك الكثير من المشاركات من المملكة ومن الخليج والعالم، وقدم عدد من الكويتيين العديد من المحاضرات في مجالات متنوعة، وتم التركيز بشكل أكبر على الكويت بكل جوانبها، فمن خلال محاضرة د.يعقوب الحجي بعنوان «البحر ودوره المهم في حياة الكويتيين» تحدث فيها عن البحر ودوره في حياة أهل الكويت، كما تحدث طلال الرميضي عن «الحركة الأدبية الكويتية»، وتمت كذلك استضافة أعضاء الجمعية الكويتية للتراث للحديث عن «العلاقات الثقافية والزيارات بين الكويت والمملكة العربية السعودية» وعملنا معهم فعالية مصاحبة لـ «الإثنينية» من خلال مشاركتهم في حفل ومتحف خاص بمناسبة يوم التأسيس السعودي الذي يعكس تقارب البلدين والشعبين الشقيقين.
اهتمام كويتي
وأشار الذييب إلى اهتمام عدد من الكويتيين بأنشطة «الإثنينية» قائلا: هناك اهتمام كويتي بأنشطة «الإثنينية» ونرحب بذلك دائما كونهم يشكلون إضافة مميزة، حيث تمت استضافة د.علي الطراح وألقى أمسية بعنوان «الفعل الاجتماعي» ومحمد الشارخ وحديثه عن اللغة العربية وتقنياتها واحتياجاتها العصرية، وتمت استضافة الفنان الكبير سعد الفرج واحتفينا به وبتاريخه الفني، ود.محمد النغيمش والإعلامي محمد الملا وغيرهم.
كما يحضر عدد من الكويتيين بمختلف مجالاتهم أنشطة وفعاليات الإثنينية المتنوعة، حيث إن «الإثنينية» ترحب بالجميع.
محتوى علمي وتاريخي
وعن أهداف «الإثنينية» يُكمل محمد الذييب حديثه قائلا إنها تهدف الى نشر الثقافة والوعي بين أفراد المجتمع وإبراز القضايا المعاصرة ومناقشتها، وإظهار اللحمة الوطنية، وإنتاج المحتوى العلمي والأدبي والثقافي والتاريخي أيضا ليستفاد منه، والتطوير المستمر لما يخدم المصلحة العامة للوطن أولا ثم أبنائه.
كما تحرص «الإثنينية» على منح الفرصة للمواهب الشابة في التعبير عن نفسها في عدد من الفروع الأدبية: ثقافة، فن، شعر، تأليف غيرها من المجالات التي تسهم بالارتقاء بالذائقة الأدبية.
تكريم الضيوف
وأشار الذييب الى ان «الإثنينية» تحرص على تكريم الضيوف الرئيسيين والاحتفاء بهم، والبحث عن الفائدة العامة للحضور والمتابعين عبر مناقشة الأمور المهمة التي تخص المملكة العربية السعودية والوطن العربي عموما، وخلق فرص تعارف استثمارية جديدة بين أبرز الشخصيات المهمة بالمملكة العربية السعودية والوطن العربي، وإبراز دور رجال الأعمال ومنجزاتهم الوطنية ومساهماتهم المتنوعة لخدمة المجتمع.
علاقات مثمرة
وشدد الذييب على أن «الإثنينية» تهتم بنسج علاقات مثمرة مع شخصيات عربية وخليجية حينما تستضيف المتخصصين منهم للوقوف على إسهاماتهم في المجالات المختلفة والاحتفاء بها، ويتم ترشيح المتحدثين فيها عن طريق أحد أعضاء «الإثنينية» أو من قبل زوارها الرئيسين، ويتم التواصل معهم من قبل المنسق مع الأخذ في الاعتبار وقت المحاضرة والموضوع ليتوافق ويواكب مجريات الأحداث الحالية، وتتمتع «إثنينية الذييب» بالاستقرار والانتظام أسبوعيا.
جمعية اللغة العربية
وفيما يخص اللغة العربية والاهتمام بها كشف عبدالله الذييب عن انه تم مؤخرا تدشين جمعية للغة العربية لغير الناطقين بها، وتحظى بعضوية كوكبة من خبراء وكبار المهتمين باللغة العربية في المملكة، وكانت لنا مساهمة معهم في تدشين الجمعية التي رأت النور قريبا ويرأس مجلس إدارتها حاليا والدي حفظه الله.
العمل الخيري
وفيما يخص الجانب الاجتماعي والخيري، تحدث عنه محمد الذييب، موضحا أن والده حمود الذييب يولي أهمية كبيرة لهذا الجانب من خلال استضافة النماذج والقدوات وتسليط الضوء على الجمعيات الخيرية والاجتماعية المتنوعة في «الإثنينية» أو من جهة أخرى من خلال المساهمة في دعم أنشطتها وبرامجها وفعالياتها في كل أنحاء المملكة قدر الإمكان.
موسوعة عن «اثنينية الذييب» في معرض الرياض
أثناء اللقاء كشف محمد الذييب، عن انه يتم حاليا العمل على طباعة كتاب موسوعة عن«اثنينية الذييب» وأهدافها وأمسياتها، وسيصدر إن شاء الله في معرض كتاب الرياض القادم.
446 أمسية خلال 10 سنوات
منذ انطلاقها بشكل مستقر ومنتظم عام 2012 حتى أكتوبر 2022 نظمت الإثنينية نحو 446 أمسية، وهذه تعتبر إحدى فعاليات ونشاطات ديوانية الذييب، حيث إنه لديها عددا من الفعاليات والنشاطات الثقافية كديوانية الجمعة وملتقيات لرجال الأعمال والمشايخ وغيرها.
شكراً لـ «الأنباء» ورئيس تحريرها
خلال اللقاء لفت محمد الذييب إلى أن حضور «الإثنينية» يتراوح أسبوعيا ما بين 60 و200 ضيف، وتحظى بتغطيات إعلامية سواء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو الصحف الورقية أو الالكترونية أو القنوات المحلية أو الفضائي أحيانا، والتي من ضمنها جريدة «الأنباء» الكويتية التي ساهمت في نشر المعرفة والثقافة والوعي مشكورة. وتابع قائلا «نخص بالشكر رئيس التحرير الأستاذ يوسف خالد يوسف المرزوق وأسرة جريدة «الأنباء» جميعا على دعمهم لنشر الثقافة والوعي، وهذا ليس بغريب على صحيفتكم الغراء».
مجلس إدارة «الاثنينية»
شكل مجلس إدارة لـ «الاثنينية» يرأسه صاحب المبادرة الأستاذ حمود بن عبدالله بن إبراهيم الذييب وعضوية أبنائه، كما يعمل بها مجموعة من الكوادر تضم منسقا وإعلاميا وعناصر فنية وتقنية وتحريرية.
