اندلعت معارك ضارية امس بأنحاء أم درمان في الجزء الغربي من العاصمة السودانية في الوقت الذي يسعى فيه الجيش لقطع طرق الإمداد، التي تحاول قوات الدعم السريع إدخال تعزيزات من خلالها للمدينة.
وقال شهود إن الجيش شن ضربات جوية وقصفا بالمدفعية الثقيلة، فيما وقعت معارك برية في عدة أجزاء من أم درمان. وقالت قوات التدخل السريع إنها أسقطت طائرة مقاتلة، ونشر سكان محليون مقاطع مصورة تظهر طيارين يقفزان من طائرة.
وأكد مصدر في قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو لفرانس برس إسقاط طائرة للجيش.
وأكدت هذه القوات في بيان أنها «أوقفت الطيار بعد هبوطه» واتهمت كذلك الجيش الذي يقوده الفريق أول عبدالفتاح البرهان بارتكاب «مجازر بشعة» في الخرطوم. وقال أحد سكان أم درمان امس إن «مواجهات عنيفة وقعت واستخدمت فيها كل أنواع الأسلحة».
وأفاد شهود آخرون بأنهم رأوا «طائرات تغير على موقع بالقرب من مبنى التلفزيون» الذي شنت قوات الدعم السريع هجوما عليه هذا الأسبوع. وفي شرق العاصمة، أفاد سكان كذلك بوقوع اشتباكات بأسلحة أوتوماتيكية. وقال شاهد إن الجيش «أطلق مقذوفات وقذائف المدفعية» على قواعد لقوات الدعم السريع في وسط وشمال العاصمة. وأضاف آخر أن منازل دمرت ونقل مدنيون الى واحد من المستشفيات القليلة التي مازالت تعمل في الخرطوم.
وسرعان ما سيطرت قوات التدخل السريع على مساحات من العاصمة واستدعت مقاتلين إضافيين من دارفور وكردفان مع تصاعد الصراع ونقلتهم عبر الجسور من أم درمان إلى بحري والخرطوم، حيث تشكل هذه المناطق الثلاث معا العاصمة الأوسع عبر ملتقى نهر النيل.
وقال سكان محليون امس إن الاشتباكات في أم درمان كانت الأعنف منذ أسابيع وإن الجيش حاول كسب مساحات من الأرض، كما حاول صد هجوم لقوات التدخل السريع على قاعدة للشرطة.
وقالت مناهل عباس (33 عاما) من حي الثورة في أم درمان «نحن في حي الثورة هنا ضرب ثقيل جدا، طيران ومدافع ورصاص.. أول مرة بالنسبة لنا يكون الضرب بهذا المستوى بدون توقف ومن كل الاتجاهات».
