أسامة دياب
أشاد سفير جمهورية جنوب أفريقيا لدى البلاد د.مانليسي جنجي بقوة ومتانة العلاقات بين بلاده والكويت، مضيفا أن البلدين يتمتعان بعلاقات ديبلوماسية ودية قوية ترتكز على ثلاث ركائز أساسية هي السياسة والاقتصاد والثقافة.
وأضاف في كلمته خلال حفل أقامته السفارة بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني والذكرى الـ 29 ليوم الحرية بحضور وزير التربية ووزير التعليم العالي د.حمد العدواني أن البلدين يتشاركان الرؤى لمواصلة تعزيز العلاقات القائمة على أساس المنفعة المتبادلة، والتي من شأنها أن تسهم في تحقيق خطة التنمية الوطنية لجنوب أفريقيا رؤية 2030 وأهداف رؤية الكويت 2035، ولذلك وقع البلدان على اتفاقية لإنشاء اللجنة المشتركة للتعاون، والتي من المتوقع إطلاقها في جنوب أفريقيا خلال عام 2023، كما وقع البلدان عددا من الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم، بالإضافة إلى أن المفاوضات جارية أيضا لإبرام اتفاقيات مذكرات تفاهم أخرى في مجالات الزراعة والتعليم والسياحة وغيرها من المجالات.
وفيما يتعلق بالديبلوماسية متعددة الأطراف، ذكر أن البلدين يتعاونان في مختلف المحافل الدولية في دفع أجندة السلام العالمي والاستقرار والأمن الغذائي، وغيرها وعلى الصعيد الاقتصادي، تظهر علاقاتنا التجارية الحالية مع الكويت زيادة مطردة على مر السنين ويلتزم كلا البلدان بالارتقاء بهذه العلاقات إلى مستويات أعلى من أجل رفاهية اقتصاداتنا وشعبينا، مشيرا إلى أنه لاتزال هناك فرص كبيرة لزيادة التجارة بين البلدي.
وأكد أن جنوب أفريقيا بقيمتها تفخر بالتجارية/ الاستثمارية (الجودة، والقدرة، والقيمة مقابل المال، والعوائد على الاستثمارات، وما إلى ذلك) والفرص المتاحة في مختلف قطاعات اقتصادها.
وتابع أن إحصاءات التجارة بين جنوب أفريقيا والكويت مرضية، كما لايزال هناك مجال لزيادتها، ومن أجل هذا يعمل كلا البلدين بجدية على زيادة هذه الأرقام إلى مستوى أعلى، مضيفا أن الكويت أصبحت سوقا مهما للمنتجات الغذائية جنوب الأفريقية عالية الجودة بما في ذلك الفواكه الطازجة والخضراوات واللحوم المبردة والعصائر والتوابل ومنتجات الألبان والحبوب وغيرها، لافتا إلى أن سلطات بلاده انتهت مؤخرا من اعداد «إرشادات تصدير الحيوانات الحية عن طريق البحر» إلى شمال خط الاستواء لخلق بيئة مواتية لتصدير الماشية إلى الكويت ومنطقة مجلس التعاون الخليجي. وأشار إلى أن بلاده تعد واحدة من أكثر الأسواق الناشئة الواعدة وذلك بسبب بنيتها التحتية الاقتصادية العالمية المتطورة للغاية، واستثمر عدد من المستثمرين الكويتيين في قطاعات السياحة والضيافة والعقارات في اقتصادنا، موضحا أن جنوب أفريقيا تقدم فرصا للمستثمرين الأجانب في قطاعات الزراعة/ المنتجات الزراعية المعالجة، والتعدين، والتصنيع، والخدمـــــات، والطاقة، وتطوير البنية التحتية، والسياحة، من بين أمور أخرى.
وأضاف أنه يوجد عدد متزايد من المهنيين الجنوب أفريقيين الذين يعملون في الكويت، والذين يساهمون في دعم وتعزيز الديبلوماسية الشعبية بين البلدين، وهم يضمون معلمين وأطباء ومهندسين وفنيين ومصرفيين وطهاة ومديرين في مناصب مختلفة في القطاع الخاص.
وبين أنه على صعيد السياحة، ومنذ ولادة بلاده من جديد كدولة ديموقراطية، نمت شهرتها على الساحة الدولية، مما عزز علاقاتنا مع العالم، وأثارت الاهتمام بالسياحة في بلدنا، موضحا ان جنوب أفريقيا مستعدة دائما للترحيب بالمسافرين الكويتيين والمقيمين، لتجربة وجهاتها السياحية الشهيرة وتجارب لا حصر لها لتلبية احتياجات الجميع. كما أن مجتمعاتنا النابضة بالحياة على استعداد للترحيب بكم بحرارة، مضيفا أن عدد زائري جنوب أفريقيا من الكويت في عام 2019، قبل تفشي جائحة كوفيد 19، قد بلغ 1716 زائرا، وبحلول عام 2021، انخفض هذا العدد إلى 262 بسبب قيود السفر المفروضة دوليا، وبحلول أوائل عام 2022، بدأت الأرقام في الزيادة وبحلول نهاية العام 2022، بلغت تأشيرات السفر الصادرة من خلال القسم القنصلي لدينا 1179 تأشيرة.
وأشار إلى أن التحديات الجيوسياسية تتطلب وجود جبهة دولية موحدة والتزامنا بسيادة القانون الدولي، من أجل مواجهة ومعالجة الأسباب الجذرية للصراعات وتعزيز الجهود الرامية إلى بناء سلام دائم، ولذلك تقف جنوب أفريقيا إلى جانب الكويت واللاعبين العالميين الآخرين في الدعوة إلى تعزيز وبناء السلام والأمن المستدامين، والحل السلمي للنزاعات، والحوارات السلمية، واحترام سيادة القانون، واحترام حقوق الإنسان، واحترام سيادة كل طرف.
وبالعودة للمناسبة، قال سفير جنوب أفريقيا نحتفل بالذكرى الـ 29 ليوم الحرية في جنوب أفريقيا في 27 أبريل من كل عام، لإحياء ذكرى أول انتخابات ديموقراطية في جنوب أفريقيا جرت في عام 1994، وللاحتفال بميلاد ديموقراطيتنا، ولتكريم الأبطال والبطلات المجهولين الذين ناضلوا من أجل حريتنا ومهدوا الطريق لأمة متساوية وغير عنصرية وتمثل الجميع. كما يشكل يوم الحرية أيضا فرصة لنا للتفكير في التقدم الذي أحرزناه في رحلتنا الديموقراطية حتى الآن والنظر في كيفية تعزيز ديموقراطيتنا.
