Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الخليج

تصاعد حدة التوترات في الضفة المحتلة إسرائيل

تصاعدت حدة التواترات بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة بعد الاعتداءات التي اقدم مستوطنون اسرائيليون عليها في بلدة حوارة الفلسطينية وأسفرت عن مقتل وإصابة المئات وتدمير عشرات المنازل وإحراقها، ما اثار ردود فعل دولية واسعة غاضبة ومنددة، حيث اعتبرت فرنسا انها «غير مقبولة»، ورأت الحكومة الألمانية ضرورة تجنب تصعيد الوضع المتوتر أصلا، فيما دعت بريطانيا إلى تقديمهم للعدالة.

وفرض جيش الاحتلال الإسرائيلي حصارا على مدينة أريحا في الضفة الغربية بعد مقتل مستوطن متأثرا بجراحه، جراء تعرضه لإطلاق نار من سيارة على مفترق طرق قرب البحر الميت في منطقة الأغوار.

ووفقا للقناة 12 الإسرائيلية، فقد أطلق منفذا هجوم أريحا النار على سيارات في 3 مواقع مختلفة أصيب فيها شخص بجروح خطيرة.

وكانت التحقيقات الأولية اكدت أن مسلحا أطلق النار على سيارة ثم عاد وأطلق النار على سيارة أخرى وأصابها، وبعد مسافة قصيرة أطلق النار على سيارة ثالثة لكنه أخطأها، وقام بعد ذلك مع زميل له بإحراق سيارتهما ولاذا بالفرار نحو مدينة أريحا.

ولاحقا اعلنت الشرطة الإسرائيلية ان منفذي الهجوم انسحبا باتجاه مدينة أريحا وتمت محاصرة المدينة وإغلاق مخيماتها بحثا عنهما.

وفي وقت سابق، ذكر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت خلال جولة تفقدية لموقع هجوم حوارة أن الفترة المقبلة قد تشهد أياما معقدة وصعبة على جبهات مختلفة في الضفة الغربية وعلى الحدود مع غزة.

إلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان: «فرنسا تدين بشدة الهجوم الذي أسفر عن مقتل إسرائيليين. أعمال العنف ضد المدنيين الفلسطينيين غير مقبولة»، معربة عن خوفها من أن يخرج الوضع في الضفة الغربية المحتلة عن «السيطرة».

ورأت الحكومة الألمانية ضرورة ملحة في «تجنب تصعيد الوضع المتوتر» أصلا في الضفة الغربية المحتلة بعد الهجوم، وقال كريستوفر برغر الناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية خلال مؤتمر صحافي «من الملح احترام الاتفاقات لتجنب التصعيد وأن يلتزم الجميع الآن بعدم تأجيج وضع متوتر جدا في الأصل».

من ناحيته، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، امس، إن بلاده تدين عنف المستوطنين في الضفة الغربية، وأضاف في تغريدة على تويتر أن هذه التطورات تؤكد ضرورة نزع التوتر على الفور، من خلال الأقوال والأفعال، وأكد أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع الجانبين الفلسطيني ـ الإسرائيلي وشركائهما الإقليميين لاستعادة الهدوء.

المملكة المتحدة، بدورها أدانت عنف المستوطنين، وذكرت القنصلية البريطانية في إسرائيل، في بيان صحافي، «يجب تقديم المستوطنين المسؤولين عن هذا العنف إلى العدالة».

كما أدانت القنصلية البريطانية ـ في بيانها ـ مقتل الشاب سامح أقطش (37 عاما) خلال الهجمات التي نفذها المستوطنون، وقالت «كان سامح عامل إغاثة فلسطيني خاطر بحياته لإنقاذ ضحايا الزلزال في تركيا، نحث إسرائيل على محاسبة مرتكبي هذه الجريمة المروعة».

وكان السفير البريطاني لدى إسرائيل نيل ويجان قد وصف في تغريدة على تويتر مشاهد اعتداء المستوطنين على أهالي بلدة حوارة وحرق المنازل والمركبات بـ «المروعة»، وقال ويجان إن «إسرائيل بحاجة إلى التعامل مع عنف المستوطنين، هذه أنباء مروعة، وأنا أدين مثل هذا العنف الذي يفاقم الوضع في الضفة».

واستفاق الفلسطينيون في قرية حوارة شمال الضفة الغربية المحتلة امس على آثار الدمار والتخريب التي وقعت خلال ساعات الليل على يد مستوطنين إسرائيليين أرادوا الانتقام بحسب زعمهم لمقتل مستوطنين.

وتوهجت سماء الليل مع اشتعال النيران ليل امس الأول، في القرية التي دمر فيها المستوطنون وفق عضو مجلس بلديتها وجيه عودة وأحرقوا «أكثر من 30 منزلا و100 مركبة»، وشوهدت منازل محترقة تركت ألسنة اللهب أثرها على جدرانها بالإضافة إلى السيارات والأشجار المتفحمة والنوافذ المحطمة، بحسب وكالة «فرانس برس».

وقال كمال عودة وهو أحد سكان القرية إن «عشرات المحال التجارية وعشرات المنازل أحرقت ودمرت»، وأضاف لوكالة «فرانس برس»: «حتى الأشجار لم تسلم، أحرقوا كل شي، أحرقوا كل ما كان أمامهم».

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية «استشهاد سامح حمدالله أقطش (37 عاما) متأثرا بجروح بالغة أصيب بها بالرصاص الحي في البطن جراء اعتداء قوات الاحتلال والمستوطنين على قرية زعترة» قرب نابلس، وجرى تشييع أقطش في المساء نفسه.

وقال شقيقه عبدالمنعم «من أطلق النار على أخي الجيش وليس المستوطنون»، وأضاف «كنا نقف أنا وشقيقي أمام مشغل الحدادة المحاذي للطريق الرئيسي، جاء المستوطنون وحاولوا الهجوم علينا لكننا قاومناهم، فغادروا ومن ثم عادوا ومعهم جيش الاحتلال».

من جهته، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الهدوء، وقال «أطلب منكم، رغم أن الدماء لاتزال ساخنة والرؤوس حامية، عدم أخذ العدالة بأيديكم وترك قوات الأمن تنجز مهمتها».

أما الجيش فقال إنه أجلى عشرات الفلسطينيين المهددة منازلهم بالحرائق في حوارة.

من جانبها، دعت حركة المقاومة الإسلامية حماس، متحدثة عن مدينة نابلس، «أبناء شعبنا إلى مواصلة النفير نصرة للمدينة وأهلها في مواجهة قطعان المستوطنين المتطرفين المدعومين بقوات الاحتلال وحكومتهم الفاشية».

ودانت الرئاسة الفلسطينية «الأعمال الإرهابية التي يقوم بها المستوطنون» في الضفة الغربية، وأكدت الرئاسة وفق ما نشرته الوكالة الرسمية الفلسطينية (وفا) أن «هذا الإرهاب ومن يقف خلفه يهدف إلى تدمير وإفشال الجهود الدولية المبذولة لمحاولة الخروج من الأزمة الراهنة».

وجاء التصعيد بالتزامن مع «قمة العقبة» حيث بحث ممثلون للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي «التهدئة».

ويعد الاجتماع في العقبة الأردنية على البحر الأحمر الأول من نوعه منذ سنوات، مع توقف مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين منذ العام 2014.

وجاء في بيانهم المشترك عقب المحادثات أن «الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي أكدا التزامهما بجميع الاتفاقات السابقة بينهما.. وجددا التأكيد على ضرورة الالتزام بخفض التصعيد على الأرض ومنع المزيد من العنف».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *