Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

حماس قد لا تنهار ونتنياهو فقد السيطرة على أقواله وأفعاله

محللون: ليس بإمكان إسرائيل تحقيق هدفي حربها على غزة: القضاء على حركة حماس وحكمها وإعادة الأسرى المحتجزين في غزة. فهما متناقضان. “وكيف سيعتمد مئات آلاف الجنود على قائدهم الأعلى، نتنياهو، وكيف ستثق به عائلات المخطوفين؟”

عائلات تغادر مدينة غزة في ظل القصف الإسرائيلي، اليوم (أ.ب.)

اعتبرت تحليلات نُشرت في الصحف الإسرائيلية اليوم، الإثنين، أنه ليس بإمكان إسرائيل تحقيق هدفي حربها على غزة، القضاء على حركة حماس وحكمها وإعادة الأسرى المحتجزين في غزة. وفي موازاة ذلك، اتهمت التحليلات رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إثر التغريدة التي نشرها، قبيل فجر أمس، وكتب فيها أن قادة الأجهزة الأمنية، وخاصة رئيس الشاباك ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، لم يحذروا من هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر الحالي.

ورأى المحلل السياسي في القناة 13 التلفزيونية، رافيف دروكر، بمقاله في صحيفة “هآرتس”، أنه “لا توجد أي طريقة لإنجاز الهدفين، فهما متناقضان. وحماس ستوافق على خطة لصفقة تحرير (أسرى)، فقط في حال علمت أن إسرائيل تخلّت عن عزمها بالقضاء عليها. وبعد أن تهدر حماس المزيد من الوقت، ستُفقد إسرائيل الشرعية القومية في النهاية وأعباء اقتصادها ستكون كبيرة للغاية”.

وأضاف أن يجري حاليا دفع فكرة تسمح بصفقة تبادل أسرى كبيرة، “الجميع مقابل الجميع”، وبعد ذلك البدء بحرب تدمير حماس. لكن دروكر وصف هذه الفكرة بأنها “هذيان”. واعتبر أن “أسرى حماس مهمين لها، لكن هذا ليس الهدف الأعلى. ويحظر مقارنة الوضع الحالي بصفقات الماضي. وهدفهم الأعلى الآن هو البقاء والحفاظ على حكمهم. لكن صفقة شاملة لن تُبرم إلى حين يكونوا متأكدين من أنه لن يكون بإمكاننا الدخول إلى عملية عسكرية برية واسعة للقضاء عليهم”.

دبابات إسرائيلية عند حدود غزة (Getty Images)

وأشار دروكر إلى “وجود خيارين واقعيين. الإمكانية الأولى هي التوجه إلى صفقة انطلاقا من إدراك أنه لن يكون هناك عملية عسكرية برية. ويوجد لهذا الأمر أثمان في الردع والقدرة على إعادة سكان غلاف غزة إلى بيوتهم. وستطول الصفقة لعدة أشهر، وسيعاد في إطار أكثر ما يمكن من المخطوفين. وبعدها نبدأ بالاستعداد لحرب القضاء على حماس، التي ستبدأ بمبادرة إسرائيل بعد نصف سنة أو سنة، وربما بوجود قيادة أخرى، ستكون لها ثقة أكبر من رئيس حكومة يغرد عند الواحدة ليلا ضد قادة جهاز الأمن. ولو تبقى لدى نتنياهو قدرة معينة على ألا يفكر بنفسه فقط، لأعلن أنه سيستقيل في نهاية الحرب. وقيادة أخرى بإمكانها أن توجه تهديدا موثوقا على حماس”.

وأضاف أن “الإمكانية الثانية هي البدء بالهجوم البري الشامل المخطط منذ البداية، إلى حين تحقيق الغاية: القضاء على حماس، تدمير المترو (الأنفاق)، إخراج حماس من موقع السلطة في غزة والبقاء في القطاع، بشكل كهذا أو ذاك، إلى حين يكون بالإمكان صعود حكم آخر، إذا استطعنا أصلا القيام بأمر كهذا. إلا أن قسما من الثمن هو أننا لن نرى بعد ذلك على ما يبدو معظم المخطوفين، وربما جميعهم. فقد يموتون في المعارك أو بحملة انتقام تنفذها حماس”.

وتابع أن “السؤال الأكبر في هذا الخيار هو إذا كان الجيش الإسرائيلي قادر أصلا على تنفيذ المهمة. والسيناريو الأسوأ هو بشن هجوم شامل، وامتصاص الضرر الاجتماعي – الإنساني الرهيب الذي سيصيب عائلات المخطوفين ويصيبنا جميعا، وأن نعلق في النهاية مثل جيش روسيا في أوكرانيا”.

وبحسب دروكر، فإن “القيادة في إسرائيل تدرك هذا التحليل. ولا أحد يوهم نفسه هنا. ولذلك كان قرارها الأصلي واضحا: تدمير حماس. كما أن نتنياهو أحاط مراسلين وقال إن المخطوفين لن يشكلوا اعتبارا في الحرب، إلا إذا علمنا بمكانهم المحدد”.

واعتبر دروكر أن “الهجوم الإسرائيلي تأخر، والآن في أعقاب مركزية عائلات المخطوفين في الخطاب العام، تراجع كابينيت الحرب خطوة إلى الوراء. وقرروا المراهنة على نصف حَمل: اجتياح بري أولا – ربما تشعر حماس بالضغط، وربما تتم إعادة المخطوفين رغم كل شيء. وليتني مخطئ، لكن من الجائز أنه في نهاية هذه الطريق الهجينة سنحصل على نتيجة سيئة في جميع العوالم: لا التسبب بانهيار حماس ولا استعادة المخطوفين”.

“نتنياهو ليس مؤهلا وفقد السيطرة على أقواله وأفعاله”

بين هؤلاء الوزيرة السابقة في حكومات نتنياهو، ليمور ليفنات. وكتبت في مقال نشرته في صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن “رئيس الحكومة هو القائد الأعلى للجيش ولمئات آلاف الجنود الذين يحاربون الآن أو ينتظرون الدخول إلى قطاع غزة. كيف سيتمكنون الآن من الاعتماد عليك، بنيامين نتنياهو؟ وكيف سيعتم عليك أفراد عائلات المخطوفين؟”.

وأضافت أن “هذه التغريدة الرهيبة، التي أنت بنفسك، في حسابك في تويتر، اتهمت رئيس الشاباك، رئيس أمان وقادة أذرع الأمن بأنهم لم يحذروا أمامك بشأن نوايا الحرب من جانب حماس، كانت ذروة حملتك من أجل أن تبعد عن نفسك أي مسؤولية عن الإخفاق الرهيب في 7 أكتوبر”.

نتنياهو خلال مؤتمر صحافي، أول من أمس (أ.ب.)

وتابعت ليفنات: “بيبي، إنني أعرفك منذ سنوات طويلة. كنت رئيس طاقمك الإعلامي عندما انتخبت لرئاسة الحكومة في المرة الأولى في العام 1996، وتوليت منصب وزيرة في ثلاث حكومات شكلتها، حتى العام 2015. وعارضتك وصوتت ضد قسم من قراراتك في الحكومة، سوية مع وزراء آخرين من الليكود، خلافا لوزراء الليكود اليوم، الذين يعلمون أنك فقدت قدراتك لكنهم يصمتون كالسمك”.

وبحسبها، فإن “أنصارك يسيرون خلفك مثل السير وراء زعيم طائفة دينية. ويرفضون أن يروا أن نتنياهو الذي كان في الماضي حكيما جدا، السفير الأذكى لإسرائيل في الأمم المتحدة، وزير المالية الناجح في الماضي… قد تبخر. ويوجد مكانه هنا رئيس حكومة عاجز، يحرض، يزرع خلافات داخلية، يفكك مؤسسات الدولة وحراس العتبة بواسطة تعيين أشخاص غير جديرين. لا يا بيبي، لا يمكن الاعتماد عليك. أنت غير مؤهل. أعد المفاتيح. الآن”.

من جانبه، رأى محلل الشؤون الحزبية في صحيفة “هآرتس”، يوسي فيرتر، أن على نتنياهو الاستقالة فورا لأن هذه مصلحة إسرائيلية. وأنه في أعقاب تغريدته، أمس، “التخوف الكبير هو أن نتنياهو ليس مسؤولا عن أفعاله ولا يسيطر على أقواله، وفي الفترة الصعبة التي تمر فيها إسرائيل، يسيطر عليه شخص يتحكم به أحد ما”، في إشارة إلى زوجة نتنياهو ونجلهما يائير.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *