Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الخليج

تحذيرات من تفاقم المجاعة في غزة والأمم

واصلت إسرائيل قصف قطاع غزة أمس فيما أثار «فيتو» فرضته واشنطن على مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف لإطلاق النار في القطاع استياء عربي ودولي واسع، فيما أكدت الامم المتحدة ان ما يحدث في القطاع لا مثيل له في شدته ووحشيته.

وقال مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ إن نصف مليون شخص في غزة على حافة المجاعة، ويفتقرون لأبسط الحاجات الأساسية من غذاء وماء ورعاية صحية.

وقال غريفيث لقناة «الجزيرة» إن الحرمان الذي يعاني منه سكان غزة قاس وعميق وأي قدر من المساعدات لن يكون كافيا لحاجاتهم، مشيرا إلى أنه تمت مطالبة إسرائيل كقوة محتلة لغزة تسهيل وصول المساعدات دون جدوى

وشدد على أنه تم محو أحياء بأكملها في قطاع غزة، وناشد أعضاء «مجموعة الـ 20» بمناسبة انعقاد اجتماعهم في البرازيل أن يستخدموا مناصبهم السياسية ونفوذهم للمساعدة في وقف هذه الحرب وإنقاذ سكان غزة، مؤكدا أن هؤلاء الأعضاء لديهم القدرة على إحداث فرق، وطالبهم باستخدامها.

وقال غريفيث موجها كلامه لأعضاء المجموعة: «إن صمتكم وعدم تحرككم لن يؤدي إلا إلى إلقاء المزيد من النساء والأطفال في المقابر المفتوحة في غزة».

وفي سياق متصل، أفاد ممثل الولايات المتحدة أمام محكمة العدل الدولية، أمس، بأنه لا ينبغي صدور قرار بانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة فورا.

من جهته، اعتبر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، أن الوضع في قطاع غزة «لا إنساني»، وذلك بعد أكثر من أربعة أشهر على اندلاع الحرب. وقال غيبرييسوس، في مؤتمر صحافي في جنيف، «في أي عالم نعيش عندما لا يمكن للناس الحصول على الغذاء والماء أو عندما لا يتمكن الأشخاص العاجزون عن المشي حتى من الحصول على الرعاية؟».

وقال ريتشارد فيسيك، القائم بأعمال المستشار القانوني لوزارة الخارجية الأميركية أمام محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة في الجلسات المتتالية التي تنظر في الآثار القانونية المترتبة على الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 ان «أي تحرك نحو انسحاب إسرائيل من الضفة الغربية وغزة يتطلب مراعاة الاحتياجات الأمنية الحقيقية لإسرائيل».

وأضاف أن هناك دعما دوليا كبيرا لحل يؤدى إلى إقامة دولة فلسطينية، مضيفا «لذلك يجب اتخاذ مسار ملموس باتجاه دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب بأمان وسلم مع إسرائيل». لكنه أشار إلى أن هناك خيارات صعبة من أجل تحقيق الأمن والسلام الفعليين.

وتابع، ممثل واشنطن أمام محكمة العدل الدولية، أن الولايات المتحدة لا تقول إنه لا دور للمحكمة الدولية في إبداء رأيها الاستشاري في موضوع الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، داعيا المحكمة لعدم الأخذ باقتراح البعض بالنظر بأفعال طرف واحد فقط.

كما بين أن بلاده عبرت مرارا عن رفضها لأي محاولة أحادية لتغيير الوضع القائم للأراضي بالقوة في أي مكان بالعالم.

من جهتها، أكدت مصر، أمس في مرافعتها أمام محكمة العدل الدولية مخالفة الممارسات الإسرائيلية لأحكام القانون الدولي في الأراضي المحتلة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد أبو زيد، في بيان، إن مصر تقدمت بمرافعة شفهية أمام المحكمة في لاهاي أمس، وأكدت خلالها على الأهمية القصوى للأبعاد القانونية المترتبة على منح الرأي الاستشاري للمحكمة بشأن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأن طلب الرأي الاستشاري يأتي في ظل ظرف دقيق، وعلى خلفية تاريخ يمتد لنحو خمسة وسبعين عاما من الممارسات الإسرائيلية الرامية للدفع بتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وسلب للأراضي والمنازل، وتنفيذ سياسات العقاب الجماعي، واستخدام ممنهج وعشوائي للعنف ضد المدنيين، ومواصلة تعريض أبناء الشعب الفلسطيني للمعاناة الإنسانية بنهج غير مسبوق الحجم والتأثير، وبينما لايزال العالم يقف صامتا أمام اتخاذ موقف حازم بحتمية إنهاء الاحتلال طويل المدى. من جهة اخرى، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أمس إنه من الضروري إدخال المزيد من المساعدات إلى غزة لتهيئة الظروف لوقف إطلاق نار مستدام وحقيقي في القطاع.

وأضاف سوناك في كلمة له أمام مجلس العموم أنه ليس من مصلحة أحد الدعوة إلى وقف فوري وكامل لإطلاق النار في غزة ينهار خلال أيام أو أسابيع، على حد قوله.

وفي سياق آخر، قال مدير عام مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة إسماعيل الثوابتة إن مواطني شمال القطاع يأكلون أعلاف الحيوانات منذ 3 أسابيع ولم تعد متوافرة. وأضاف الثوابتة لـ «الجزيرة» أنه قبل حرب إسرائيل على غزة كان هناك أكثر من 500 شاحنة مواد غذائية تدخل إلى القطاع بشكل يومي.

وحذر من كارثة إنسانية حقيقية سيذهب ضحيتها مئات الآلاف من المواطنين إذا لم يتدخل العالم لإجبار إسرائيل على إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع.

وأثار الفيتو الأميركي الذي استخدمته الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار عرضته الجزائر ويطالب بوقف فوري إنساني لإطلاق النار، انتقادات من دول عدة من بينها المملكة العربية السعودية ومصر والصين وروسيا وفرنسا وسلوفينيا.

وقالت حركة حماس إن الفيتو الأميركي «يخدم أجندة الاحتلال الإسرائيلي ويعرقل الجهود الدولية لوقف العدوان ويزيد من معاناة شعبنا» ويشكل «ضوءا أخضر» لإسرائيل لارتكاب «مزيد من المجازر». ميدانيا، قصفت إسرائيل قطاع غزة فجر أمس فيما يحتدم القتال على الأرض ما أدى إلى مقتل 103 أشخاص وفق وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس.

وأفاد شهود عن قصف كثيف في مناطق محيطة بغزة فضلا عن مدينتي خان يونس ورفح في جنوب القطاع قرب الحدود مع مصر إلى حيث نزح نحو 1.4 مليون فلسطيني هربا من القتال في الشمال.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس أمس ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 29313 منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر الماضي. وأكد البيان تسجيل «118 شهيدا و163 إصابة خلال 24 ساعة»، فيما وصل عدد الجرحى إلى 69333 جريحا منذ بدء الحرب.

الحرب على غزة تهيمن على اجتماع وزراء خارجية «G20»

ريو دي جانيرو أ.ف.پ: بدأ وزراء خارجية مجموعة العشرين G20 اجتماعا يستمر يومين في البرازيل تثقل نتائجه المحتملة نزاعات وأزمات من حربي غزة وأوكرانيا إلى الانقسامات المتنامية.

ويشارك وزيرا الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والروسي سيرغي لافروف في الاجتماع الذي يعقد في ريو دي جانيرو، وهو أول لقاء رفيع المستوى لمجموعة العشرين هذا العام. لكن، يغيب عنه نظيرهما الصيني وانغ يي. وفي عالم تمزقه النزاعات والانقسامات، عبرت البرازيل التي تسلمت الرئاسة الدورية للمجموعة من الهند في ديسمبر، عن الأمل حيال ما اعتبره الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا «المنتدى الذي يحظى بأكبر قدرة على التأثير إيجابا على جدول الأعمال الدولي».

غير أن مسعى لولا لجعل مجموعة العشرين مساحة لإيجاد أرضية مشتركة شهد انتكاسة عندما أشعل الزعيم اليساري عاصفة ديبلوماسية باتهامه إسرائيل بارتكاب «إبادة» وقارن عمليتها العسكرية في قطاع غزة بالهولوكوست.

وأثارت تصريحاته غضبا في إسرائيل التي أعلنته «شخصا غير مرغوب فيه»، وقد ترخي بظلالها على أي محاولة لنزع فتيل التوتر من خلال مجموعة العشرين.

وقال الخبير في العلاقات الدولية إيغور لوسينا لوكالة فرانس برس «إذا كان لولا يتصور انه سيقترح حلولا للسلام في إسرائيل أو أوكرانيا فإن ذلك بات مستبعدا عن طاولة المحادثات».

وبعد أكثر من 4 أشهر على اندلاع الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس في السابع من أكتوبر داخل إسرائيل التي تعهدت القضاء على الحركة، لا تلوح في الأفق مؤشرات على تقدم نحو إرساء سلام. وبدأ وزراء مجموعة العشرين اجتماعهم على واجهة ريو دي جانيرو البحرية، بجلسة بشأن «التصدي للتوترات الدولية».

ويناقش الوزراء إصلاح الحوكمة العالمية، وهي من المواضيع المفضلة لدى البرازيل التي تريد صوتا أقوى لدول الجنوب في مؤسسات مثل الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

وقال كبير الديبلوماسيين البرازيليين في المفاوضات السياسية لمجموعة العشرين ماوريسيو ليريو إن «عدد النزاعات وخطورتها عادا إلى مستوى الحرب الباردة. وهذا يجعل المسألة أكثر إلحاحا».

وتريد البرازيل أيضا استغلال رئاستها المجموعة لدفع الحرب على الفقر والتغير المناخي قدما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *