Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

زيادة في متوسّط الأعمار في العالم من 31 إلى 72 عامًا

بحسب دراسات، فقد ساهمت التغذية ومستويات المعيشة المرتفعة في زيادة متوسّط ​​العمر المتوقّع، إذ أدّى تحسين التغذية إلى تقليل حدوث سوء التغذية والأمراض المرتبطة به، مثل توقّف النموّ وضعف الإدراك

تعدّ الزيادة في متوسّط ​​العمر المتوقّع في العالم خلال المائة عام الماضية أحد أعظم إنجازات الطبّ الحديث والصحّة العامّة، إذ تضاعف متوسّط ​​العمر المتوقّع عند الولادة منذ بداية القرن العشرين، ويستمرّ هذا الاتّجاه، وترجع هذه الزيادة إلى عدّة عوامل، بما في ذلك التقدّم في التكنولوجيا الطبّيّة، وتحسين تدابير الصحّة العامّة، والتغذية الأفضل، ومستويات المعيشة الأعلى.

وبحسب خبراء، فإنّ متوسّط ​​العمر المتوقّع هو متوسّط ​​عدد السنوات الّتي يتوقّع أن يعيشها الشخص بناء على معدّلات الوفيات الحاليّة، ويتمّ حسابه بقسمة إجماليّ عدد الوفيات في مجموعة سكّانيّة معيّنة على عدد الأشخاص في تلك المجموعة السكّانيّة. على سبيل المثال، إذا كان عدد السكّان البالغ 1000 شخص لديهم 10 وفيات في السنة، فإنّ معدّل الوفيات هو 1%، وإذا كان متوسّط ​​العمر المتوقّع عند الولادة في هذه المجموعة السكّانيّة 80 عامًا، فهذا يعني أنّه في المتوسّط، يمكن للشخص أن يتوقّع أن يعيش 80 عامًا إذا ظلّ معدّل الوفيات الحاليّ ثابتًا.

وكانت الزيادة في متوسّط ​​العمر المتوقّع خلال القرن الماضي ملحوظة، ووفقًا لمنظّمة الصحّة العالميّة (WHO)، كان متوسّط ​​العمر المتوقّع العالميّ عند الولادة 32 عامًا في عام 1900، وبحلول عام 1950، ارتفع إلى 48 عامًا، وبحلول عام 2000، وصل إلى 66 عامًا، وفي عام 2019، كان متوسّط ​​العمر المتوقّع العالميّ عند الولادة 72.6 سنة. وهذا يعني أنّه خلال ما يزيد قليلًا عن قرن من الزمان، تضاعف متوسّط ​​العمر المتوقّع العالميّ عند الولادة.

وساهمت عدّة عوامل في هذه الزيادة في متوسّط ​​العمر المتوقّع، حيث أحد أهمّ العوامل هو انخفاض معدّلات وفيات الرضّع، ففي الماضي، كان العديد من الأطفال يموتون قبل عيد ميلادهم الأوّل؛ بسبب العدوى وسوء التغذية وعوامل أخرى، وقد أدّى التقدّم في التكنولوجيا الطبّيّة، مثل اللقاحات والمضادّات الحيويّة وتحسين خدمات صحّة الأمّ والطفل، إلى خفض معدّلات وفيات الرضّع بشكل كبير، ووفقًا لمنظّمة الصحّة العالميّة، فقد انخفض معدّل وفيات الرضّع العالميّ من 91 حالة وفاة لكلّ 1000 مولود حيّ في عام 1990 إلى 28 حالة وفاة لكلّ 1000 مولود حيّ في عام 2022.

ومن العوامل الأخرى الّتي ساهمت في زيادة متوسّط ​​العمر المتوقّع، هو انخفاض الوفيات الناجمة عن الأمراض المعدية، حيث كانت الأمراض المعدية في الماضي مثل السلّ والحصبة والإنفلونزا من الأسباب الرئيسيّة للوفاة، إذ أدّى التقدّم في التكنولوجيا الطبّيّة، مثل تطوير المضادّات الحيويّة واللقاحات، إلى تقليل تأثير هذه الأمراض بشكل كبير، حيث انخفض معدّل الإصابة بمرض السلّ في العالم بنسبة 44% منذ عام 1990، وانخفض عدد الوفيات الناجمة عن الحصبة بنسبة 73% منذ عام 2000.

ولعبت تدابير الصحّة العامّة المحسنة أيضًا دورًا مهمًّا في زيادة متوسّط ​​العمر المتوقّع، إذ أدّى توفير المياه النظيفة والصرف الصحّيّ إلى تقليل حدوث الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا والتيفوئيد، كما ساهمت حملات الصحّة العامّة المختلفة، مثل حملات مكافحة التدخين والترويج لأنماط الحياة الصحّيّة، في زيادة متوسّط ​​العمر المتوقّع. وحسب دراسة أجراها معهد القياسات الصحّيّة والتقييم (IHME)، فقد انخفض انتشار التدخين العالميّ من 25% في عام 1990 إلى 17% في عام 2017، ممّا ساهم في تقليل الوفيات الناجمة عن الأمراض المرتبطة بالتدخين، كما ساهم التقدّم في التكنولوجيا الطبّيّة في زيادة متوسّط ​​العمر المتوقّع. حيث أدّى تطوير عقاقير وعلاجات طبّيّة جديدة إلى تحسين إدارة الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكّريّ، كما أدّى استخدام التكنولوجيا الطبّيّة مثل تقنيّات التصوير والجراحة طفيفة التوغّل إلى تحسين تشخيص الأمراض وعلاجها.

وبحسب دراسات، فقد ساهمت التغذية ومستويات المعيشة المرتفعة في زيادة متوسّط ​​العمر المتوقّع، إذ أدّى تحسين التغذية إلى تقليل حدوث سوء التغذية والأمراض المرتبطة به، مثل توقّف النموّ وضعف الإدراك، كما ساهمت مستويات المعيشة المرتفعة، مثل الإسكان المحسن والحصول على التعليم، في زيادة متوسّط ​​العمر المتوقّع، ووفقًا لدراسة نشرت في The Lancet، فإنّ التحسينات في التعليم والدخل والوصول إلى الرعاية الصحّيّة شكّلت حوالي نصف الزيادة في متوسّط ​​العمر المتوقّع في البلدان المنخفضة والمتوسّطة الدخل.

وعلى الرغم من الزيادة الكبيرة في متوسّط ​​العمر المتوقّع خلال القرن الماضي، فلا تزال هناك تفاوتات كبيرة في متوسّط ​​العمر المتوقّع بين مختلف السكّان، ففي العديد من البلدان منخفضة ومتوسّطة الدخل، لا يزال متوسّط ​​العمر المتوقّع منخفضًا نسبيًّا، وهناك اختلافات كبيرة في متوسّط ​​العمر المتوقّع بين مختلف الفئات الاجتماعيّة والاقتصاديّة، ففي الولايات المتّحدة على سبيل المثال، هناك فجوة بـ 15 عامًا في متوسّط ​​العمر المتوقّع بين الأحياء الأغنى والأفقر، حيث ترجع هذه التفاوتات في متوسّط ​​العمر المتوقّع إلى مجموعة من العوامل، بما في ذلك الفقر، ونقص الوصول إلى الرعاية الصحّيّة، والتعرّض للمخاطر البيئيّة، والتي تتطلّب تحسين الوصول إلى الرعاية الصحّيّة، ومعالجة التفاوتات الاجتماعيّة والاقتصاديّة، وتعزيز أنماط الحياة الصحّيّة المختلفة.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *