Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الصحة والجمال

الألم أسفل الظهر.. دراسة تحذر من ارتفاع أعداد المصابين حول العالم


04:00 ص


الخميس 08 يونيو 2023

د ب أ

أُصيب نحو 619 مليون شخص في أنحاء العالم بألم أسفل الظهر خلال عام 2020، ومن المتوقع ارتفاع هذا العدد إلى 843 مليون شخص بحلول عام 2050، وفقا لفريق من الباحثين الدوليين.

وفي تحليل نُشر مؤخرا في دورية لانسيت الطبية، ومقرها لندن، قال الباحثون إن أسفل الظهر مازال السبب الرئيسي لسنوات تم العيش بإعاقة فيها في أنحاء العالم، ويرجع نحو 40% منها إلى التدخين والبدانة والعوامل المتعلقة ببيئات العمل مثل الجلوس لفترات طويلة أو الوقوف والإنحناء وطريقة رفع الأشياء.

وربطت الدراسات السابقة استهلاك التبغ بألم أسفل الظهر المزمن. ويُعتقد أن انقباض الأوعية الدموية الناجم عن النيكوتين يؤدي لحدوث تصلب الشرايين، مما يؤدي لخفض إمدادات الدم للعظام والأقراص بين الفقرات وعضلات الظهر.

وقام الباحثون بتحليل بيانات بشأن ألم أسفل الظهر من “دراسة العبء العالمي للأمراض والإصابات وعوامل الخطورة لعام 2021″، الصادرة عن معهد مقاييس الصحة والتقييم في جامعة واشنطن في سياتل

وخلال عام 2018، قال العلماء في دورية ذا لانسيت إن أكثر من نصف مليار شخص حول العالم يعانون من ألم أسفل الظهر. وجاء هذه الرقم المرتفع متوافقا مع بيانات صادرة من ألمانيا. وأظهر استطلاع عشوائي أجرى عام 2021، بقيادة معهد روبرت كوخ، معهد الصحة العامة في ألمانيا، أن أكثر من ثلثي المشاركين يعانون من ألم في الظهر، وهو المرض الأكثر شيوعا في منطقة العمود الفقري القطني.

ويظهر التحليل الجديد انتشار ألم أسفل الظهر وسنوات العيش بإعاقة في 204 دول ومناطق من 1990 حتى 2020. ويقول الباحثون إنه وفقا لمعيار العمر، تراجعت معدلات الانتشار والعجز بنسبة 4ر10% و 5ر10% على التوالي. وتراجعت معدلات معيار العمر بصورة متوسطة خلال الثلاثة عقود الماضية.

وسجلت المجر وتليها جمهورية التشيك أعلى معدلات الانتشار وفقا لمعيار العمر، في حين كانت الدول صاحبة أقل معدلات انتشار هما المالديف وميانمار.

وكانت معدلات الانتشار العالمية الأعلى بين النساء مقارنة بالرجال في جميع الفئات العمرية، حيث تظهر الفروق بنسبة أكبر بعد عام 75 عاما. وارتفع معدل الانتشار وسنوات العيش بإعاقة بسبب ألم أسفل الظهر مع ارتفاع العمر إلى 85 عاما.

ويشار إلى أنه خلال عام 2020، كان هناك 69 مليون شخص يعانون من سنوات العيش بإعاقة بسبب ألم أسفل الظهر. وعلى الرغم من أن هذا العدد يمثل تراجعا طفيفا مقارنة من عام 1990 فيما يتعلق بجميع الاسباب التي تسبب ارتفاع معدل سنوات العيش بإعاقة بسبب المرض، قال الباحثون إن ألم أسفل الظهر مازال المسبب الرئيسي لسنوات العيش بإعاقة على مستوى العالم. فإن هذا المرض يؤدي لتوقف الكثير من الأشخاص عن العمل مقارنة بأي حالة صحية مزمنة أخرى.

ووفقا لهيكل النمو وتغير العمر المتوقع لسكان العالم، توقع الباحثون أن يرتفع عدد الأشخاص المصابين بألم أسفل الظهر إلى 843 مليون شخص على مدار الثلاثة عقود المقبلة. وكتب واضعو التحليل “بحلول عام 2050، من المتوقع ارتفاع إجمالي حالات الاصابة بألم أسفل الظهر بنسبة 36.4% على مستوى العالم، حيث من المتوقع تسجيل أكبر زيادة في آسيا وأفريقيا”.

ويشار إلى أن الانتشار السريع لمرض ألم أسفل الظهر، الذي تم تسجيله في جميع أنحاء العالم، يؤدي لظهور تداعيات اجتماعية واقتصادية كبيرة. ففي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، بلغ إجمالي التكاليف المباشرة لجميع الأفراد الذين يعانون من ألم في العمود الفقري 315 مليار دولار من 2012 حتى 2014.

وأوضح التحليل أنه “علاوة على ذلك، أظهرت الأدوية الموصوفة للاصابات في العمود الفقري في أستراليا ارتفاعا ملحوظا خلال الأعوام الماضية، حيث أصبحت المواد التي تحتوي على الأفيون أكثر الأدوية شيوعا التي يتم وصفها للمصابين بألم أسفل الظهر”.

وأضاف التحليل: “أصبحت المواد الأفيونية الآن مصنفة على أنها مسؤولة عن الإصابة بحالات صحية عكسية، تشمل معدلات الإدمان المرتفعة، أو تناول جرعة منها بصورة زائدة دون قصد والوفاة، مما يؤدي إلى تحمل الأفراد والمجتمع تكاليف إضافية بسبب الرعاية الطبية لإساءة استخدام الأفيون وفقدان الإنتاجية”.

ونظرا لأن ألم أسفل الظهر مازال المساهم الرئيسي لحالات العجز في أنحاء العالم، قال واضعو التحليل إن الاستراتيجيات الدولية للحد من تسجيل حالات إصابة جديدة تعد أمرا رئيسيا. مع ذلك، قالوا إن هناك دليلا نادرا يدعم استراتيجيات الوقاية من هذا المرض، خاصة بين فئات خاصة مثل المرضى كبار السن.

وأشار الباحثون إلى “الحلول المركزة” ويشمل ذلك استراتيجيات وقاية الصحة العامة، خاصة التي يمكن تحمل تكلفتها وذات صلة بالدول منخفضة ومتوسطة الدخل، ولكن سوف يتعين في البداية اختبارها وتطبيقها على نطاق واسع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *