قال الله تعالى: “وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا” آل عمران/97، وهذا يشمل الاستطاعة البدنية والاستطاعة المالية، ومع هذا قد يتعرض الحجاج بعامة الكبار منهم والصغار الذين يؤدون فريضة الحج إلى مخاطر صحية متنوعة، بسبب الأعداد الكبيرة من الناس، فما بالك بتأثر الأطفال من هذه المخاطر! لهذا لا بد من اتخاذ الاحتياطات المناسبة قبل اصطحاب طفلك معك معكما إلى الحج، واحترازات تبدأ بأخذ المطاعيم اللازمة، والاهتمام بموضوع التغذية وتفاصيل أخرى؛ وذلك نظراً للمجهود البدني الكبير الذي سيتعرض له الطفل، بالإضافة إلى درجات الحرارة المرتفعة المرافقة لموسم الحج كل عام. لمزيد من الشرح والتفصيل كان اللقاء واستشاري طب الأطفال الدكتور إبراهيم شكري.
الحج فريضة
- يطرح الحج تحديات صحية كبيرة؛ ويتوقع انتشار بعض الأمراض المعدية أثناء موسم الحج، نتيجة للاختلاط والاكتظاظ، حيث يصل عدد الحجاج إلى الملايين كل عام.
- ومن هنا أتت أهمية اتخاذ إجراءات وقائية من قبل الحجاج لحماية أنفسهم والحفاظ على صحة وأمان الأطفال الصغار، منعاً من الإصابة بالعدوى. بجانب الاهتمام بنوعية الغذاء.
- يقبل ملايين المسلمين من جميع أنحاء العالم لتأدية مناسك الحج كل عام بالمملكة العربية السعودية، فهو ركن من أركان الإسلام الخمسة الذي يجب على جميع المسلمين القادرين جسدياً ومالياً القيام به.
- ويعد الحج من أكبر التجمعات الجماهيرية في العالم، ومن المعروف أن الأطفال غير البالغين غير مكلفين لأداء فريضة الحج ومناسكها، ولكن يميل بعض الآباء وأولياء الأمور إلى اصطحاب أطفالهم معهم للحج.
- فقد تكون رغبة من الآباء بتعليم الطفل أمور دينه، أو قد تضطر بعض الأمهات لاصطحاب أطفالهن؛ لعدم وجود من يرعاهم في غيابهن، مما يتطلب توفير الاستفادة المباشرة من هذه التجربة الروحانية.
طفلي يتساءل: لماذا نذبح خروف العيد في ثاني أيام العيد؟
نصائح لضمان راحة وصحة الطفل
- يحتاج الطفل إلى توفير غذاء مناسب يتوافق مع قوة الإجهاد البدني الذي سيتعرض له، كما يحتاج أيضاً لاتخاذ بعض أساليب وسبل الوقاية من الأمراض المعدية المنتشرة في الحج نتيجة الاكتظاظ والازدحام.
- يجب أن يكون طعام الأطفال متكاملاً وصحياً، ويحتوي على جميع العناصر الغذائية اللازمة مثل: البروتينات، والنشويات، والفيتامينات، والمعادن، مع تقليل إطعام الطفل الدهون، والسكريات، والأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية.
- كما يجب تقليل الأطعمة المالحة لتجنب العطش وحدوث الجفاف… كما ينصح بأن يتناول الطفل وجبات خفيفة بين الوجبات الرئيسية، بحيث تكون ذات قيمة غذائية عالية… مع عدم تقديم الطعام بكميات كبيرة للطفل لتجنب المشاكل الهضمية.
يوصَى بعدم إجهاد الطفل بالأماكن المكتظة
- يمنع تقديم الأطعمة التي تسبب عسر الهضم عند الطفل، أو التي تسبب الغازات كالبقوليات، والبصل والثوم.
- ينصح بتقديم الأطعمة الغنية بالألياف، والتي تشعر الطفل بالشبع لفترات أطول.
- ينصح بالإكثار من شرب الماء بنسبة تصل إلى ثلاثة لترات يومياً؛ لتعويض جسم الطفل مما يفقده من الأملاح والسوائل.
- يمنع تقديم الأطعمة الجاهزة التي يوفرها الباعة المتجولون للطفل.
- تجنب إطعام الطفل الأطعمة سريعة الفساد كالأسماك.
- الحرص على تقديم الأطعمة النظيفة وغير المعرضة للملوثات والجراثيم للطفل.
- من الصحة كذلك إبعاد الطفل عن الأماكن المكتظة بقدر المستطاع، ومحاولة الانتحاء في مكان هادئ بين الحين والحين إن أمكن.
نصائح لوقاية الأطفال من العدوى
- يطرح الحج تحديات صحية، فتنتشر الأمراض المعدية أثناء موسم الحج مثل التهاب السحايا، والإنفلونزا، والكوليرا، والتيفوئيد، والالتهاب الكبدي، والالتهاب الرئوي.
- وذلك نتيجة للاختلاط والاكتظاظ، حيث يصل عدد الحجاج إلى الملايين كل عام، ومن هنا أتت أهمية اتخاذ إجراءات وقائية من قبل الحجاج للحماية من الإصابة بالعدوى.
- ولوقاية الأطفال من العدوى أثناء الحج لابد من الحرص على استكمال إعطاء الطفل جميع المطاعيم واللقاحات الوقائية الأساسية، قبل التوجه للحج.
- والحفاظ على تجفيف جسم الطفل وحماية جسمه من الرطوبة التي تسبب التهابات الجلد.
حج مبرور وذنب مغفور
- الحرص على جعل الطفل يغسل يديه جيداً قبل تناول الطعام مع العناية بشكل خاص بتغذية الطفل لرفع مناعته.
- تجنب حصر الطفل في الأماكن المزدحمة بشدة أثناء تأدية المناسك.
- مراجعة الطبيب فور ظهور أي أعراض أو مشاكل صحية على الطفل؛ مثل التقيؤ، والغثيان، وارتفاع درجة الحرارة.
- مع الحرص على جعل الطفل يرتدي الكمامة في المناطق المزدحمة.
- التأكد من أن الطفل يرتدي ملابس خفيفة وفضفاضة لمنع حدوث التسلخ في الجلد، فهو غير مطالب بارتداء ملابس الإحرام.
- لا تتخوف ولا تتحيرْ مادامت النية صادقة؛ فأنت تريد الحج لك ولولدك، وتهتم بكل الاحتياطات اللازمة، فحج مبرور وذنب مغفور.
اغتنمي العشرة الأوائل من ذي الحجة.. وقومي بتوعية الأبناء بدينهم
