Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
منوعات

الصفحة الأخيرة للصحافة الورقية موضوع أمسية ثقافية في الرياض

 

خلص المستشار الإعلامي عبد الله وافيه في الأمسية الثقافية التي قدمها في مقهى دفعة 89 في الرياض إلى أن الصحافة الورقية انتهت وحضورها لم يعد مهماً في ظل التحولات والتغيرات التي نراها، لكن الصحافة بوصفها مهنة باقية دوماً، مستعيناً بشريط الكاسيت بوصفه مثالاً على أنه لا أحد اليوم يستعمل شريط الكاسيت، لكن الأغنية باقية والشعر باقٍ والألحان باقية، والناس ما زالت تستمع للأغاني حتى لو اختلفت الوسيلة باختلاف العصر.

هذه الأمسية التي أتت بعنوان: “الصحافة: الصفحة الأخيرة!”، هي في سياق فعاليات مبادرة الشريك الأدبي، التابعة لهيئة الأدب والنشر والترجمة، في عقد شراكات أدبية مع المقاهي تحت شعار “لأن الثقافة أسلوب حياة”.

 

 

 

 

نقاشات ومداخلات قيمة

 

مداخلات مثرية

افتتح وافيه الأمسية بتقديم موهبة جميلة تتمثل بالطفلة ليندا خالد التي تبلغ من العمر 11 سنة، وتتقن أربع لغات لتقوم بنفسها بتقديم المستشار الإعلامي على طريقتها، بعدها أخذت الأمسية سياقها الجميل ليقدم فيها عبد الله وافيه نتاج خبراته وتجاربه في حقل الإعلام والصحافة والمبادرات الثقافية، وقراءته لبعض الوقائع والاستنتاجات عن العمل الصحفي.

 

صورة يظهر فيها الاستاذ ابراهيم الصقعوب وكيل وزارة الثقافة والاعلام المساند لشئون الإذاعة سابقاً

وفي الأمسية التي استقطبت نخبة من الشخصيات الثقافية والاعلامية، طرح وافيه تساؤلاً حول ما إذا كان المتلقي سينتظر 24 ساعة للحصول على الخبر أو المعلومة من الوسيلة الإعلامية التي تهمه أم سينتقل إلى قنوات أخرى تقدم الخبر بوقت أسرع مدعوماً بالصورة والصوت والمصادر، في إشارة إلى قيمة الوقت، ولا سيما أننا في عصر اللحظة، ويمكن للمتلقي الحصول على المعلومة من مصادر متنوعة؛ ليحدد عنصرين أساسين للعمل الصحفي الناجح هما: الوقت والمساحة، مشدداً على أن الصحفي يجب ألا يبحث فقط عن عنصر الإثارة في الخبر، بل عليه أن يقوم بدوره الفعلي وهو البحث عن الحقيقة.

 

 

مداخلة للكاتبة والباحثة د. وسام باسندوه

هذا، وفتح الباب للنقاشات مع الحاضرين وكانت هناك مداخلات قيمة لعدد من الحاضرين والحاضرات منهم الأستاذ إبراهيم الصقعوب وكيل وزارة الثقافة والاعلام المساند لشؤون الإذاعة سابقاً، والإعلامي عبد الله الحسني، مدير تحرير الشؤون الثقافية بصحيفة الرياض، والدكتور سعيد الدحية الزهراني، سكرتير تحرير المجلة العربية ورئيس قسم الصحافة والاعلام الجديد بكلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام، والأستاذة غادة الوعلان، والدكتورة ريحان جمعة المتخصصة في القيادة الإدارية، والإعلامية ناهد الأغا، والكاتبة والباحثة الدكتورة وسام باسندوه.

 

 

مهنة الصحافة: تبقى أم تنتهي؟

 

المستشار الإعلامي عبدالله وافيه

“نجد حراكاً ثقافياً كبيراً يتوافق مع رؤية 2030 لتشكيل وعي مجتمعي وثقافي”
المستشار الإعلامي عبد الله وافيه

في حديث خاص لـ”سيدتي” سبق افتتاح الأمسية، قال المستشار الإعلامي عبد الله وافيه، المتحدث في الجلسة، إن: “هذه الأمسية هي شراكة مع الشريك الأدبي وهيئة الأدب والنشر والترجمة وبالتعاون مع المقاهي في المملكة، واليوم سنتحدث عن الصحافة: الصفحة الأخيرة! ولن يكون حديثي عن الصفحة الأخيرة بمعنى الصفحة الأخيرة التي نقرأها دائماً كما يتبادر لأذهان البعض مع قراءة العنوان، وإنما حول السؤال الكبير هل انتهت الصحافة الورقية أو لم تنته”.
وأضاف: “خلال هذه الأمسية سنجيب بإذن الله على الكثير من التساؤلات المطروحة حول الصحافة الورقية والتحولات التي حدثت وعن خطورة الذكاء الاصطناعي، وهل ستبقى مهنة الصحافة أم ستنتهي”.
ورداً عن سؤال حول حب بعض الناس لهذه المهنة التي يُعرف عنها أنها مهنة المتاعب قال وافيه: “إنها مهنة المتاعب نعم، ولكن فيها متعة جميلة، في نقل المعاناة وطرح الأسئلة والبحث عن إجابات لدى صناع القرار والمسؤولين والمثقفين، ومتعة في رصد الحدث ونقل الأخبار وتحليلها إلى ما بعد الخبر”.

من أجواء الأمسية والتفاعل مع الحضور

وأشار المستشار الإعلامي إلى أهمية ربط المقاهي بالأنشطة الثقافية مؤكداً: “من ضمن خطة الشريك الأدبي أن يجعل الثقافة سلوك الحياة؛ فالمقاهي مفتوحة للجميع، وهذه هي الفكرة في أن يكون المقهى شريكاً أدبياً لتكون الثقافة قريبة من المجتمع، وأن تعكس هذه المقاهي ثقافة المجتمع، وبالتالي تصبح الثقافة سلوك حياة للحاضرين والمرتادين”.
وتابع قائلاً: “وزارة الثقافة نشطة جداً بجميع هيئاتها، نجد حراكاً ثقافياً كبيراً يتوافق مع رؤية 2030 لتشكيل وعي مجتمعي وثقافي في المسرح وفي الموسيقى وفي الأزياء وفي الثقافة وفي الترجمة والنشر، فإن شاء الله هذه الخطوات المباركة تصبح الثقافة جزءاً من سلوكنا ومن حياتنا، وهذا مشروع كبير لوزارة الثقافة ونتطلع جميعاً لنجاحه”.
وختم وافيه حديثه بالقول: “الرهان هو أن الصحافة باقية، ولكن الورق انتهى ويجب أن نواكب العصر”.

 

ثلاثية تصنع الصحفي الحقيقي

 

السيناريست والكاتب عبد الهادي السعدي

“نصيحتي للشباب أن يحرصوا على المحتوى الجيد”
الكاتب عبد الهادي السعدي

 

السيناريست والمنتج والكاتب عبد الهادي السعدي أكد في حديث لـ”سيدتي” خلال الأمسية، أن: “الصحافة ليست ذاهبة للزوال لكن الصحافة الورقية تنزوي أو هي منزوية الآن، وهناك تدفق للسوشيال ميديا وللصحافة الإلكترونية، ونحن في منتصف هذا المشوار لا نعلم إذا ما كانت ستعود الصحافة الورقية أم لا، ولكن هل تموت الصحافة؟ والجواب هو لا لن تموت”. وانطلاقاً من خبرته في المجال الإعلامي حدد السعدي ثلاثة عناصر أساسية للصحفي الجيد هي “التعليم، والممارسة، والهواية”، وأضاف: “هذه الثلاثية هي التي تحلق بالصحفي وتخلق منه صحفياً حقيقياً أو استثنائياً”.

وأشار السعدي إلى أنه لم ينسحب من ميدان الصحافة إلا أنه آثر الابتعاد قليلاً قائلاً: “أنا أصبحت صحفياً كهلاً إذا جاز التعبير، وبعض الصحفيين الجدد أو شباب السوشيال ميديا يعتبروني “دقة قديمة”؛ ولهذا أنا آثرت الابتعاد وليس الانسحاب”.
وتحدث السعدي عن أعماله الأخيرة قائلاً: “كتبت قصة وسيناريو وحوار فيلم “حياة امرأة” الذي يُعرض الآن على منصة نتفليكس، وهو فيلم ينطلق من قضايا اجتماعية تمس وجدان الناس، كتبت هذا النص خلال سنة تقريباً، ودخلت تجربة الإنتاج لأول مرة في حياتي، واجهت مشكلات جمة، ومع ذلك استطعنا أن نصنع هذا الفيلم الحدث الذي مثل المملكة في ثلاث، بعد ذلك كتبت فيلم ذاكرة الصحراء وعرض في إثراء، وأحدث الكثير من الأصداء، والفيلم الأخير هو فيلم قصير بعنوان “الموت البطيء” يناقش آفة المخدرات وما يعانيه الشباب العربي يا للأسف!، وسنطلق هذا الفيلم خلال الأسبوع هذا إن شاء الله، وهو أيضاً فيلم نخبوي، وأنا أفلامي نخبوية دوماً وتنطلق من قضايا، وهذا هو الرهان في الدراما، وإن لم نتمكن من فعل ذلك؛ فالأفضل ألا نكتب”.

وعن المرأة التي يكتب عنها، أشار إلى أنه كان شديد التعلق بوالدته، وقال: ” كنت ملتصقاً بوالدتي حتى بعد رحيلها؛ فقد كنت أستكين بهدوئها وعاطفتها، ولما رحلت بدأت معاركي تنحصر، لكني أعود دوماً لرغبتها في أن أحقق أشياء كثيرة للمجتمع”.
وأشاد السعدي بالنهوض الذي تشهده المملكة قائلاً: “جميل هو هذا النهوض وهذه الخطوات التي تخلقها رؤية 2030، الآن تستطيعين الجلوس على كرسي في مطعم ما في الرياض تستمعين إلى فوزي محسون في أغنيته الرائعة “نسيتنا واحنا في جدة” أو طارق عبد الحكيم “يحلق في آفاق الوطن”، هذه الموسيقى التي وصانا فيها جدنا ابن الرشد وغيرها من الأمور هي الآن موجودة في الرياض، ولم تكن موجودة قبل الرؤية، ولذلك نحن ممتنون للرؤية صراحة”.
وختم السعدي بنصيحة للشباب المهتمين بمجالي الإعلام والأفلام قائلاً: “يجب أن يحرصوا على المحتوى لأن من خلال الكتابة أنت تشكل الناس تشكل المجتمع، تشكل ثقافة الناس، تؤثر فيهم، الكتابات الرديئة أو الدراما الرديئة الهابطة أفرزت في المجتمع العربي فئات غير سوية؛ لذلك عندما أكتب يُفترض أن ألامس وجدان الناس”.

 

كنا نأكل الصحافة

 

الكاتب والممثل عبد العزيز المبدّل

 

“ضمن رؤية 2030 كل شيء تغير وكل شيء تطور”
الكاتب والممثل عبد العزيز المبدّل

 

من جهته قال الكاتب والممثل عبد العزيز المبدّل: “الصحافة عريقة وجميلة، وقديماً الصحافة كانت في المشراق، وكان الرجال الكبار في السن يتناقلون الأحاديث والأخبار في الجلسات، وفي الحج والعمرة، ويتناقلونها بالأماكن وعن طريق الشعر والشعراء، ولاحقاً كنا نأخذ الصحف ونقرأ منها الملحق الثقافي والرياضي، ثم نستخدمها كمفرش سفرة، كنا نأكل الصحافة! (ضاحكاً)”. وتحدث المبدّل عما أحدثته الرؤية من تحولات إيجابية، قائلاً: “في الحقيقة ضمن رؤية 2030، رؤية سمو ولي العهد حفظه الله، كل شيء تغير وكل شيء تطور، بناتنا وأولادنا صعدوا إلى الفضاء”.

ورداً عن سؤال حول تأثير التقنية على القطاعات الثقافية أشار إلى أن “التقنية صديق عزيز وجميل ورائع، والآن أطفالنا يوجهوننا من خلال الأجهزة التي يحملونها، هذه التقنية نعمة كبيرة نسابق العالم بها وقد لعبت دوراً في مختلف المجالات كالأمن والحج والمأكل والمشرب ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة”.
وختم المبدّل حديثه بالقول: “نحن بوصفنا فنانين لا نستغني أبداً عن الصحافة، وأذكر أنه قبل 30 أو 40 سنة، كانوا يدعموننا ويشجعونا في الصحافة، وهي وسيلة تواصل مهمة، ويمكن أن نوصل المعلومة أو الرسالة خلال ثوانٍ معدودة للعالم، ولكن أتنمى أن يُنشر المزيد مما يفرحنا ويضحكنا”.

 

الإعلام الحديث والرقمنة

 

الإعلامية ناهد الآغا

“نحتاج لمثل هذه الندوات لزيادة معارفنا حول الصحافة والإعلام الحديث والرقمنة”
الإعلامية ناهد الأغا

 

الإعلامية ناهد الأغا خصت “سيدتي” بقراءة سريعة لهذه المبادرة الثقافية قائلة: “هذه المشاهد الثقافية الجميلة تتصدر اليوم، ونحن سعداء بهذه الندوة للأستاذ الصحفي القدير عبد الله وافيه الذي يملك في عالم الثقافة الكثير من الخبرات، التي تحدث فيها عن الصحافة ودور الصحافة في عصر الرقمنة، وما هو تأثير الرقمنة في الصحافة”. وأضافت: “نقاشات مهمة وجميلة استفدنا منها، هذه المشاركة وهذه الندوات التي نحتاجها في كل مكان في هذا الزمان لزيادة معارفنا حول الصحافة والإعلام الحديث والرقمنة التي نعيشها بكل تطوراتها السريعة كما نلاحظ من خلال هذه البرامج، برامج الذكاء الاصطناعي التي تدخلت في الكثير من المحتوى، ولكن ذكروا اليوم معلومة مهمة وهي أن الذكاء الاصطناعي قد لا يعطي النقد الأدبي أو النقد الصحفي، وبالتالي نحن لا نستغني عن الصحافة”.

وختمت بالقول: “بالنسبة لي ما زلت أشتاق لعبق هذا الورق دائماً ويذكرني بكل جميل، سنعيش الرقمنة نعم، ونلاحق التطورات نعم، ولكن تبقى الصحافة الورقية هي عبق وتاريخ جميل جداً لا يُمحى”.

 

تأريخ الخبر

 

د. ريحان جمعه

“هناك منصات كثيرة للذكاء الاصطناعي لكن لا نستطيع أن نعتمد عليها اعتماداً كلياً”
الدكتورة ريحان جمعة

 

ومن بين الحاضرات كان لنا حديث مع الدكتورة ريحان جمعة، المتخصصة في القيادة الإدارية وتصرفات المنظمات القيادية التي قالت: “تشرفت اليوم بدعوتي لهذه الأمسية للصحفي القدير والمتميز عبد الله وافيه، بعنوان الصفحة الأخيرة، استفدنا جدا من هذا اللقاء، وبخاصة في فهم منطلقات ومستقبل الصحافة”. وأضافت: “اليوم نحن نتكلم عن صحافة مطلقة صحافة الذكاء الاصطناعي، واليوم تتفرع الصحافة إلى لغات متعددة، وتترجم تاريخنا الذي سوف نقرأه بعد 100 و200 و300 سنة.” وعن احتمالية سيطرة الذكاء الاصطناعي على مهنة الصحافة قالت: “أنا بوصفي باحثة أجد أن هناك منصات كثيرة للذكاء الاصطناعي، وهذه المنصات تخدم الكثير من الصحفيين، ولكن لا تستبدل الإنسان، ولا نستطيع أن نعتمد عليها اعتماداً كلياً، ولكن أنصح المبتدئين في مجال الصحافة باستخدام هذه المنصة كي يستشعروا طريقة الكتابة العامة والصحفية، وأنا شخصياً استخدمتها”.

وتحدثت جمعة عن تنوع العمل والإنتاج الصحفي، وقالت: “تقدم لنا الصحافة المهنية منصات مختلفة لنحصل على الخبر إن كان من خلال التقرير المصور أو التقرير الكتابي أو غيره، وهذا يعتمد على اهتمامات الشخص، أما أنا فمن وجهة نظري الشخصية فأحب أن يكون الخبر مكتوباً بطريقة احترافية؛ لكي يكون مؤرخاً بتاريخ المملكة في المستقبل للمئات من السنوات القادمة ويكون موجوداً في محركات البحث، وحتى الذكاء الاصطناعي يستطيع الرجوع إليه في المقالات القادمة في المستقبل”.

 

صورة ختامية مع الضيوف

تصوير: عبير بو حمدان

القطاع الثقافي يشهد مؤخراً زخماً كبيراً من الفعاليات والمبادرات، كالقطاعات الحيوية الأخرى في السعودية؛ لذلك اخترنا لكم هذا المقال عن أهم الفعاليات النوعية التي حدثت في المملكة خلال العام الماضي: حصاد العام 2023: أبرز الأحداث والفعاليات النوعية في السعودية

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *