Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
منوعات

العواطف.. ما هو الإحساس الداخلي الغامض الذي يقودها؟

“هل يمكن أن تعيش بدون مشاعر؟”
سؤال طرحه دكتور برادلي نيلسون أحد أبرز الخبراء في العالم في الأساليب الطبيعية لتحقيق العافية في كتابه الفيروسي الشهير (كود العاطفة) والذي أوضح فيه أنه “إذا كان مجموع كل تجاربك يشكل نسيج حياتك، فالمشاعر أو العواطف التي مررت بها هي التي تعطي اللون لهذا النسيج”.
علاقتنا بالعواطف، قد تكون متناقضة ومعقدة، وما لا يمكن إنكاره هو أن العواطف جزء لا يتجزأ من التجربة الإنسانية، بالسياق الآتي سيدتي التقت د. أمل حسنين أبو إسماعيل مختصة بالتنمية البشرية واستشاري دعم ذاتي، في حديث حول ماهية الإحساس الداخلي الغامض الذي يقود عواطفك.

المشاعر والعواطف تمثل ما نحن عليه على مستوى أعمق

                                                                         المشاعر والعواطف هي لغة عالمية يجب علينا احترامها

 

تقول د. أمل لـ”سيدتي”: المشاعر والعواطف هي لغة عالمية يجب علينا احترامها، لسبب بسيط هو أنها تمثل ما نحن عليه على مستوى أعمق، وإذا تعلمنا الاستماع إليها، فسوف تخبرنا دائماً بالحقيقة، فالفرح والحماس يمثلان البلسم المتجدد الذي يساعدنا على شفاء جراح الروح، والخوف والغضب قد يتوافقان على الظهور في بعض المواقف بغض النظر عن مدى رغبتنا في الهروب منهما، حتى المشاعر السلبية مثل الحسد والشعور بالذنب لها سبب لوجودها، لأنها بمثابة قبس من ضوء يخبرنا أنه يجب علينا تغيير شيء ما في كياننا الداخلي.
وتضيف د. أمل: إذا لم تكن لديك مهارات عاطفية وغير قادر على التعامل مع المشاعر المؤلمة، بغض النظر عن مدى ذكائك، فلن تتقدم كثيراً، مشيرة إلى أن “العواطف تلعب دوراً هائلاً في الحياة، حيث تؤثر على 80% من قراراتنا، ويكون الإنسان قادراً على التمييز والتعبير عن المشاعر، مثل الفرح والخوف والغضب والحزن والاستياء منذ الشهور الأولى بحياته على عكس اللغة المنطوقة والمكتوبة، ولا يمكن لأحد أبداً أن يعلمنا لغة العواطف.

ما هي العواطف وما الغرض منها؟

توضح د. أمل: العاطفة هي الاستجابة المؤقتة لجسمنا لشيء نعتبره مهماً. على سبيل المثال، يمكن لحركة غير متوقعة في مكان قريب أن توقظ رد فعل خوف بسبب خطر محتمل على سلامتنا الجسدية. يمكن أن ينشأ أيضاً نتيجة لتفكير داخلي أو حالة معينة تجعلنا نتعمق في دواخلنا ونفسح المجال لشعور معين للظهور دون غيره كرد فعل لموقف أو حدث معين يؤثر بنا، أو نعتقد أنه سيؤثر بنا.
وتفيد د. أمل: إن كل عاطفة عادة ما تكون مصحوبة بأحاسيس جسدية ونبضات وأفكار، وعندما تستمع لخبر بهيج فهذا قد يجعل قلبك ينبض (إحساس جسدي)، ويجعلك تقفز من الفرح (اندفاع)، وقد تفكر داخل نفسك، أن هذا الخبر فعلاً يسعد قلبك ويهز مشاعرك، في لحظة أخرى تصادف أنك تلقيت خبراً مزعجاً عن مشاكل مثلاً، أو حروب، فتجد نفسك مقبوضة ومشاعرك متأزمة ويداخلك شعور بالحزن أو الصدمة أو الخوف.
وتؤكد د. أمل أنه “بدلاً من محاولة قمع المشاعر حتى لا نشعر بالإرهاق، يجب أن نفتح الأبواب على مصراعيها أمامها، لأنها حاملة لمعلومات قيمة. مستعينة بالمثال التالي”لنفترض أن رئيسك في العمل يناديك لأنك نسيت أن تقدم له تقريراً مما يجعلك غاضباً. إذا راجعت ما حدث، ستدرك أن الغضب ليس في الواقع ضد رئيسك في العمل، بل ضد نفسك، لأنك تعتبر نفسك شخصاً مسؤولاً. وبالتالي، من الآن فصاعداً سوف تسعى جاهداً لتكون أكثر انضباطاً، فالعواطف تتضمن أحكاماً حول الأشياء التي تهمنا، وهي تظهر عندما يلعب شيء ذو قيمة بالنسبة لنا (موقف أو عادة أو معتقد) دوراً، مما يساعدنا على الانتباه إلى ما قد نتجاهله”.
وفي السياق عينه يمكنك التعرف إلى:العاطفة والشعور.. وأوجه الاختلاف بينهما؟

كم عدد العواطف؟

ما الذي يقود العاطفة
                                                                                                  الفرح احتفال بالحياة

 

توضح د. أمل أنه “لم يتفق العلماء على عدد محدد للعواطف عامة، إلا أنه من المعروف أن عدد العواطف ما بين ست لثمان عواطف، على أن الفروق الدقيقة في التجربة الإنسانية تكون أكثر تعقيداً بكثير مما كان مقدراً في الأصل، على أن التصنيف الأكثر شهرة هو تصنيف بول إيكمان والذي يتناول ست عواطف معترف بها عالمياً هي:

  1. الغضب
  2. الخوف
  3. الفرح
  4. الحزن
  5. الاشمئزاز
  6. المفاجأة

وفي الآونة الأخيرة، تم إضافة كل من الثقة والترقب، وقد تم تجميع هذه العواطف الثمانية في أربعة أزواج من الأقطاب المتقابلة: الفرح مقابل السعادة، الحزن والخوف مقابل الغضب، والثقة مقابل الاشمئزاز، والمفاجأة مقابل الترقب. ويُعرف هذا النموذج باسم “عجلة العواطف”.
قد ترغبين بالتعرف إلى: “عواطف الظل”.. كيف تؤثر فينا وكيف نتعامل معها؟

الإحساس الداخلي الذي يقود العواطف الإنسانية

الفرح احتفال بالحياة

المفردات المرتبطة به: الشعور بالسعادة، الابتسام، السعادة، السرور، الحماس، البهجة، الإشراق، الرضا، السعادة، الرسوم المتحركة، الامتنان، الاحتواء.

الحزن دعوة للعزلة والراحة

الحزن هو استجابة لنقص أو خسارة من أي نوع، والمفردات المرتبطة: الضيق، الاكتئاب، الفزع، التشاؤم، الإحباط، خيبة الأمل، اليأس، الأذى، الغضب، الحزن، الإحباط، والندم.

الغضب اندفاع بغرض الدفاع عن شيء ما

الغضب، هو رد فعل غريزي يدفعك للدفاع عن مصالحك عندما يتم انتهاكها أو تهديدها، المفردات ذات الصلة: الغضب، اليأس، الاستياء، المرارة، العدائية، الانزعاج، السخط، الحقد، نفاد الصبر، الإهانة، الاشمئزاز، والإحباط.

الخوف انسحاب تجنباً للخطر

الخوف، هو شعور بعدم اليقين في مواجهة ما يُنظر إليه على أنه تهديد محتمل، وهو ما يدفعنا إلى تجنب الخطر، المفردات المرتبطة: الخوف، القلق، العصبية، الفزع، الرعب، التوتر، الارتباك.
بالنهاية تؤكد د. أمل أن “العواطف لا تمثل أبداً تهديداً لصحتنا ورفاهيتنا الشخصية، فهي يمكن أن تصبح أفضل تعبير عن ذواتنا وشخصياتنا طالما أننا نعرف كيفية استخدامها، فالبشر لا يسعون فقط إلى البقاء. نريد أيضاً أن نتأكد من أن مُثُلنا العليا ومبادئنا وقيمنا أي كل ما نعتبره ذا قيمة في الحياة تتجلى في أفعالنا اليومية، سواء كانت الرحمة أو الحب أو الإبداع أو الشعور بالواجب أو الصدق والتضامن والسلام الداخلي، وبقدر ما نقوم بمزامنة عواطفنا مع ذواتنا العميقة، سنكون قد اكتسبنا الحق المشروع في أن نكون أكثر سعادة.
ما رأيك أيضاً التعرف إلى: استراتيجيات التنظيم الذاتي العاطفي وكيفية التدرب عليها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *