Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
منوعات

تعرفي إلى علم التأثيل ودراسة أصول الكلمات

الكلمات، مثل الحقائق، يصعب تذكرها خارج السياق. يتم تسهيل التذكر إلى حد كبير عندما يكون لديك مجموعة من المعلومات التي يمكنك ربط كلمة أو حقيقة بها. بالنسبة للكلمات، فإن الأصول أو التواريخ المثيرة للاهتمام ستساعد في توفير السياق المناسب لكي نتذكرها، وهذا هو علم التأثيل.

• علم أصل الكلمة

علم أصول الكلمات شكلاً من أشكال التلاعب الذكي بالألفاظ الصورة من الصفحة الرسمية لليونسكو عبر الفيس بوك

تقول د. نهاوند نبيل شقيري أستاذ اللغة ومشتقاتها بكلية الآداب لسيدتي: علم التأثيل أو الـ Etymology أو علم أصل الكلمة هو فرع من فروع اللسانيات يهتم بدراسة أصل الكلمات، ويُعني بالدراسة العلمية لأصل وتطور المعنى الدلالي للكلمة عبر الزمن، بما في ذلك المقاطع والصوتيات المكونة لها. وهو حقل فرعي من اللغويات التاريخية وفقه اللغة والسيميائية، ويعتمد على دلالات المقارنة والصرف والبراغماتية والصوتيات من أجل بناء كتالوج شامل وتسلسل زمني لجميع المعاني التي حملها المورفيم أو الصوت أو الكلمة أو العلامة عبر الزمن، وكيف تغير معنى الكلمة على مدار التاريخ.
ويمكننا أن نقول أن الـ Etymology أو علم التأثيل أو الأثالة يتناول العلاقات التي تربط كلمة بوحدة قديمة جدًا تعد هي الأصل، والأثْلة (في اللغة) هي عملية لغوية تعتمد المقارنة بين الصيغ والدلالات لتمييز الأصول والفروع، وكلمة Etymology مشتقة من الكلمة اليونانية etumos، والتي تعني “صحيح”. حيث Etumologia هي دراسة “المعاني الحقيقية” للكلمات.
عبر عدة مراحل تطور هذا العلم ليصل إلى “أصل الكلمة” وجذورها التاريخية، وكيف تم اشتقاقها والمدهش أننا بدراسة هذا العلم نصل للب وبدايات وجذور العديد والعديد من الكلمات في اللغة، والتي قد نجد لها معاني وأصول غير متوقعة ورائعة، حيث نعود بالزمن أدراجنا عبر دراسة عملية تاريخية حضارية ممتعة؛ تتداخل فيها دراسة المجتمعات وتطورها، والمؤسسات ونشأتها وكيف استمدت أسمائها من العلوم والفنون للبتّ في ماهيّة تلك القضايا اللغوية، بالإضافة إلى مقارنة ومقاربة الألسن لمعرفة أنسابها وأنماطها؛ فالقاعدة تقول: “اللسان الذي يكون فرعًا تكون ألفاظه فروعًا”.

• تفسير معاني الكلمات وكيف دخلت إلى اللغة ليتم اعتمادها

تقول د. نهاوند: بالنسبة للغات ذات التاريخ المكتوب الطويل، فعلم أصول الكلمات كان شكلاً من أشكال التلاعب الذكي بالألفاظ، حيث يتم تخيل الأصول المفترضة للكلمات بشكل إبداعي، وبمرور الزمن والتطور اكتشف العلماء أن الأبحاث الاشتقاقية نشأت من التقاليد اللغوية، وأن هذه الأبحاث يتم إجراؤها على عائلات لغوية ليتم دراستها بعمق ودقة، على الرغم من توفر القليل أو حتى مع عدم توفر أي توثيق مبكر، مثل الأورالية والأسترونيزية.
في البداية أُرجع العلماء تفسير معاني الكلمات وكيف دخلت للغة للتشابه السطحي للكلمة ومدلوها بما يحيطها أو يشبهها، وقد كانت الإرهاصات الأولى لهذا العلم كما يبدو شديدة البدائية والسذاجة ومبنية على الاجتهاد لا القواعد العلمية، وما زالت هذه الأساليب مستخدمة عند البعض حتى الآن وتسمى التأثيل العامي folk etymology.
مع بداية التطور التكنولوجي بأوروبا أصبح علم التأثيل أكثر علمية خاصة بعد دراسة اللغة السنسكريتية في القرن التاسع عشر، ونشأة نظرية الأصول المشتركة للعائلات اللغوية، وما نتج من قوانين تفسر المتغيرات الصوتية المؤثرة على تشكيل الكلمات في مختلف اللغات.
استفاد علماء أصول الكلمات من النصوص، والصيغ المتعلقة باللغة، لجمع المعرفة حول كيفية استخدام الكلمات خلال فترات سابقة من خلال الوثائق والمخطوطات، وأحيانًا من خلال دراسة تاريخ المجموعات البشرية الناطقة بهذه الكلمات وكيف تطور معنى الكلمة وشكلها ومتى وكيف دخلت اللغة وعبرتها للغة أخرى.
أصبح العلماء يطبقون علم التأثيل أو أصول الكلمات أيضًا على أساليب اللغويات المقارنة لإعادة بناء المعلومات حول النماذج القديمة جدًا عندما لا تتوفر أي معلومات مباشرة.
من خلال تحليل اللغات ذات الصلة باستخدام تقنية تعرف باسم الطريقة المقارنة، يستطيع اللغويون التوصل إلى استنتاجات حول لغتهم الأم المشتركة ومفرداتها. بهذه الطريقة، يمكن إرجاع جذور الكلمات في العديد من اللغات الأوروبية، على سبيل المثال، إلى أصل عائلة اللغات الهندية الأوروبية.
يمكنك التعرف بالسياق التالي على أسهل 5 لغات في العالم

• أساليب دراسة أصول الكلمات

كتاب جذور الكلمات .. ليوسف بدر البدر الصورة من موقع goodreads.com

تقول د. نهاوند: يطبق علماء المختصون بعلم التأثيل، أو علم أصول الكلمات عددًا من الأساليب لدراسة أصول الكلمات، ومنها:

البحث الفلسفي

يمكن تتبع التغييرات في شكل الكلمة ومعناها بمساعدة النصوص القديمة، إذا كانت متوفرة.

البيانات الجدلية

الاستفادة من البيانات الجدلية. قد يُظهر شكل الكلمة أو معناها اختلافات بين اللهجات، مما قد يؤدي إلى أدلة حول تاريخها السابق.

الطريقة المقارنة

من خلال المقارنة المنهجية بين اللغات ذات الصلة، قد يتمكن علماء أصول الكلمات في كثير من الأحيان من اكتشاف الكلمات المشتقة من لغة أسلافهم المشتركة والتي تم استعارتها لاحقًا من لغة أخرى.

دراسة التغيير الدلالي.

يجب على علماء أصول الكلمات في كثير من الأحيان وضع فرضيات حول التغييرات في معنى كلمات معينة. يتم اختبار مثل هذه الفرضيات مقابل المعرفة العامة بالتحولات الدلالية. على سبيل المثال، يمكن إثبات افتراض حدوث تغيير معين في المعنى من خلال إظهار أن نفس النوع من التغيير قد حدث في لغات أخرى أيضًا.
ويمكنك متابعة المزيد عن هذا العلم الشيق من علوم اللغة واللسانيات (علم التأثيل) عبر قراءة بعض الكتب المفيدة ومنها كتاب “جذور الكلمات”، للكاتب يوسف بدر البدر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *