رغم الارتفاع اللافت للنظر لأسهم «تسلا» خلال العام الحالي، فإنه لايزال هناك تفاوت في التوقعات بشأن الأداء المستقبلي لأسهم الشركة التابعة لإيلون ماسك، البعض يعتبر أن السعر الحالي فرصة لشراء السهم، مخالفا آراء الآخرين، خاصة بعد أن ارتفع سهم شركة السيارات، على مدار العام حتى الآن، بنسبة 100% تقريبا.
كما حصلت أسهم الشركة، التي تصمم وتصنع السيارات الكهربائية وأجهزة تخزين طاقة البطاريات والألواح الشمسية، على دفعة في جلسة يوم الاثنين، حتى بعد إعلان الشركة عن تسليمات سيارات أقل بكثير مما توقعته «وول ستريت» في الربع الثالث.
وقالت شركة السيارات الكهربائية الأميركية إنها سلمت 435 ألف سيارة في الربع الثالث، أي أقل من 440 ألفا إلى 460 ألفا التي توقعها معظم المحللين، ويأتي ذلك في الوقت الذي أضرت فيه إغلاقات المصانع بالإنتاج وتراجع الطلب على السيارات الكهربائية في مواجهة ارتفاع أسعار الفائدة.
وفي حين ارتفعت أرقام التسليم الأخيرة بنسبة 27% على أساس سنوي، إلا أنها تمثل انخفاضا بأكثر من 31 ألف مركبة عن الربع الثاني.
التوقعات السلبية
يقول المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة الاستثمار New Constructs ديفيد ترينر إن شركة «تسلا» هي واحدة من أكثر الأسهم المبالغ بقيمتها في السوق.
وقال إن القفزة في سعر سهمها هذا العام جاءت وسط تحول في معنويات السوق، حيث قام المستثمرون بتسعير «سيناريو الهبوط الأكثر ليونة» بعد العام الماضي القاسي واستمرار رفع أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي.
إن التحول في معنويات السوق لا يغير حقيقة أن أساسيات أسهم «تسلا» منفصلة تماما عن الواقع. وقال ترينر ـ في ملاحظة مرسلة إلى CNBC الأميركية اطلعت عليها «العربية.نت» ـ إن سهم «تسلا» مبالغ في قيمته بشكل كبير، ويعتقد أن قيمته تقترب من 26 دولارا للسهم الواحد بدلا من سعر سهمه الحالي البالغ حوالي 280 دولارا للسهم الواحد.
التوقعات الإيجابية في المقابل لا يتفق الشريك الإداري في شركة Deepwater Asset Management جين مونستر مع رأي ترينر. وفيما يتعلق بأحدث أرقام التسليم، قال مونستر إنه من المهم ملاحظة أن «تسلا» أوقفت الإنتاج بشكل أساسي في الصين أثناء إعادة تجهيزها لتجديد طرازها 3.
وقال في مقابلة مع قناة CNBC الأميركية «لذا، عندما تأخذ ذلك في الاعتبار، فإن هذه الأرقام محترمة بالفعل، بزيادة 17% على أساس سنوي في جانب الإنتاج و27% على أساس سنوي في جانب التسليم».
وتقوم «تسلا» بتجميع عمليات تسليمها إلى فئتين، مركبات الطراز S وX، ومركبات الطراز 3 وY.
ويتطلع مراقبو شركة «تسلا» الآن إلى تجديد الطراز 3 وإطلاق سيارة الـ «بيك أب» الكهربائية التي طال انتظارها من الشركة، والتي يطلق عليها اسم Cybertruck.
وقال مونستر إنه كان هناك «الكثير من الضجيج» حول هذه الأمور، لاسيما فيما يتعلق بالجداول الزمنية المتوقعة للتسليم، مع توقع إطلاق الشاحنة «منذ وقت طويل».
ومع ذلك، فهو يتوقع أن تكون Cybertruck هي ثاني أكبر سيارة من حيث الحجم لشركة «تسلا»، وقال إنه لم يتم تسعيرها ضمن أسهمها.
عقد فوضوي للسيارات التقليدية
وبالنظر إلى المستقبل، حذر مونستر من «عقد فوضوي للسيارات التقليدية»، ومع ذلك، حتى مع وجود قضايا مثل مفاوضات العمل الجارية في الولايات المتحدة، والضغط حول برامج «تصحيح»، قال إن النافذة ستكون مفتوحة أمام «تسلا» خلال السنوات القليلة المقبلة».
ويختلف ترينر أيضا بتصريحات مونستر في هذا الإطار، وسلط الضوء على التخفيضات المتعددة التي قامت بها شركة صناعة السيارات في الأسعار في عام 2023، إلى جانب مستويات الإنتاج «الباهتة» في النصف الأول من هذا العام.
