Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

عادل محسن يكتب: الأمل من رحم الألم – كتاب الرأي

كان نصر أكتوبر وتحرير سيناء أعظم إنجاز للرئيس الراحل محمد أنور السادات، وكانت هى أكبر الخاسرين من استشهاده، فقد كانت نصره وفخره، وكان المتوقع أن تكون فى بؤرة الاهتمام بعد التحرير رغم كل التحديات آنذاك.

وقد تولى الرئيس مبارك، رحمه الله، السلطة فى ظل ظروف سياسية معقدة وهموم اقتصادية هائلة، وبالتالى كانت سيناء جزءاً من هذه التحديات لا على رأسها، ومع ذلك استمرت الدولة فى توفير احتياجات أبناء سيناء الحياتية، ولكن كانت هناك فجوة كبيرة بين الأمور المعيشية والاحتياجات التنموية التى تحتاجها لتحارب من خلالها المثلث المرعب (الفقر والجهل والمرض)، الذى أوجد بيئة سمحت بأحداث الإرهاب التى ضربت شمال سيناء فى حرب فُرضت على أهلها ولم يختاروا زمانها ولا مكانها حتى إن تورط البعض فيها من داخلها أو خارجها من ذوى الفكر الضال.

ولأن علامات موت الأجساد تبدأ من أطرافها، وكذلك الأوطان تؤتى من حدودها، فقد خاضت مصر معركة مريرة ضد قوى الشر والإرهاب المدعومة خارجياً لإحداث القلاقل والفتن وربما لتنفيذ أحلام ومشروعات الواهمين والحالمين بانتقاص سيادة مصر على أرضها ربما لصالح المؤامرة أو التوجه لتصفية القضية الفلسطينية ولو جزئياً على حساب مصر وأرضها الطاهرة.

لقد عانت شمال سيناء وأهلها منذ ثورة 25 من يناير نتيجة للفراغ الأمنى الذى حدث بعدها، وشهد أهلها ما لا يمكن أن يوصف من قتل وتشريد وتخريب بل وتشويه بصورتها وهى التى كانت دوماً درعاً للوطن، ولم تكن أبداً خنجراً فى ظهره، ولم يرفع أبناؤها راية مطلب فئوى أو طائفى، بل قدم أهلها خلال الحرب ضد الإرهاب مع القوات المسلحة والشرطة المدنية قوافل الشهداء الأطهار، ولم تتوقف أجهزة الدولة عن تنفيذ المشروعات التى تيسر حياة المواطنين رغم هذه الصعوبات التى تواجهها الدولة فى هذه المنطقة رغم كل التضحيات والتحديات.

بدأت سيناء تستعيد بريقها وأمنها بعدما لاحت بشائر النصر ودحر الإرهاب، وسعت الدولة جادة فى استكمال تنفيذ أعمال البنية الأساسية فيها، وتتجه إلى مرحلة أخرى تستدرك فيها ما فاتها فى هذه المنطقة بمشاركة جهود أبناء سيناء فى مختلف القطاعات.

ولعل هذا هو أبرز ما صرح به السيد رئيس الوزراء من أن سيناء أغلى ما يحبه أبناء مصر، وأكد اهتمام السيد رئيس الجمهورية بالتنمية الحقيقية الشاملة، كيف لا وقد قدر سيادته همومهم وتضحياتهم.

وأكد أنها الجزء الغالى الذى لا يمكن التفريط فيه بأى حال، وأنه حريص على اتخاذ كل القرارات التى من شأنها النهوض بهذه المحافظة، ويؤكد ذلك كل هذه المشروعات من إنشاء ٢١ تجمعاً تنموياً مخططاً ومرفقاً ومنظماً بعيداً عن عشوائية فى العيش فى رفح والشيخ زويد والعريش، والتجمعات الصناعية فى وسط سيناء، وتحويل ميناء العريش إلى ميناء دولى ضمن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

وإعادة تأهيل خطوط السكة الحديد، وتنفيذ شبكات طرق على أعلى مستوى تمتد كشرايين الحياة، وكل ذلك يمهد الطريق لنقلة نوعية فى الاستثمارات فى شمال سيناء وسط تحديات الاضطراب الإقليمى والجوار غير المستقر مما نشهد اليوم فى الحرب الدائرة على قطاع غزة.

أما عن أبناء سيناء الذين يرون إطلاق هذه المرحلة من خطط التنمية لتكون سيناء درة التاج المصرى، فإنهم ولا شك ما زالوا فى شوق لتحقيق قمة إجراءات جبر الخاطر لأبنائها وهى زيارة السيد رئيس الجمهورية إلى شمال سيناء، فما بعدها سيختلف بلا شك عما قبلها.

حفظ الله مصر وشعبها وسيناء وأهلها.


المصدر: اخبار الوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *