حتى تتأقلم الساعة البيولوجية لديهم مع مرحلة بدء العام الدراسي، والتوقف عن مشاهدة الأجهزة الإلكترونية؛ كالتلفاز والهاتف أو الحاسوب لمدة 30 دقيقة على الأقل قبل النوم.
ونصحوا كثيراً من الأسر بتهيئة أطفالهم قبل بدء السنة الدراسية، مع ضرورة اتباع النظام الغذائي المتوازن لصحة الطلاب الجسدية والعقلية.
ونصحت استشارية طب الأطفال العام والصدرية وأمراض النوم للأطفال والبالغين بمركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتورة رنيا الشمراني، الطلاب والطالبات بمختلف المراحل الدراسية، بضبط الساعة البيولوجية للنوم من الآن، قبل بدء العام الدراسي وانتهاء الإجازة الصيفية، وذلك من خلال تقديم ساعات النوم والاستيقاظ مبكراً، لافتة إلى أن هذا الأمر سيساعد كثيراً في تفادي العديد من الإشكاليات التي قد يتعرض لها الطلاب والطالبات في الأيام الأولى مع بداية العام الدراسي ومن ذلك الصداع، والنعاس المتكرر والشعور بالكسل والتعب وتقلب المزاج.
وقالت: «من الخطأ أن يستمر بعض الطلاب والطالبات خلال فترة الدراسة على نمط الإجازة، مما يؤثر على التحصيل العلمي وإنتاجيتهم، إضافة إلى تعرض أجسادهم للحرمان من النوم، وعدم حصول الجسم على كفايته من الراحة وساعات النوم، وهذا ما يجعلهم عرضة لكثير من المشكلات الصحية».
ساعات نوم صحية
وتتفق استشارية الباطنة وطب النوم بمركز طب وبحوث النوم الدكتورة غفران بن عفيف، مع رأي الدكتورة رنيا قائلة: «مع قرب بدء العام الدراسي الجديد يجب على الطلاب والطالبات ضبط مواعيد النوم والاستيقاظ من خلال الحرص على ساعات النوم الصحي، والأفضل استغلال هذه الفترة المتبقية من الإجازة في تقديم ساعات النوم والاستيقاظ مبكرا».
وأشارت إلى أن النوم الصحي هو الذي يضمن إفراز هرمون الميلاتونين بشكل صحيح ليلاً؛ فالهرمون موجود بشكل طبيعي في الجسم، وينتج من الغدة الصنوبرية في الدماغ، ويلعب دوراً مهمّاً في تنظيم دورة النوم لدى الإنسان، ويكون أعلى مستويات إفرازه في ساعات الليل المتأخرة «3 إلى 4 صباحاً»؛ أي نحو ثلاث ساعات بعد الدخول في النوم، ثم يبدأ في الانخفاض تدريجياً استعداداً للاستيقاظ.
وأضافت: «هناك بعض الوصايا الصحية لتحسين النوم عند الصغار والكبار، وهي: التوقف عن مشاهدة التلفاز واستخدام الهاتف أو الحاسوب لمدة 30 دقيقة على الأقل قبل النوم».
تهيئة قبل العودة
أكد الدكتور أحمد الألمعي استشاري طب نفسي، أن كثيراً من الأسر تعاني من صعوبات عند بدء المدارس ومحاولة تغيير تلك العادات أثناء فترة الصيف، ويعاني الطلاب لفترة طويلة مع بدء الدراسة من اضطرابات المزاج وإرهاق وصعوبة في الاندماج مرة أخرى في النشاطات المدرسية، بل ونرى كثيراً من الأطفال صغار السن يرفضون الذهاب إلى المدرسة بسبب حالة القلق من الانفصال الأسري والإرهاق الذي يحسون به في الصباح، وقد تمر فترة طويله قبل أن يتأقلم الطلاب في النظام اليومي الجديد، لذلك أنصح كثيراً من الأسر بالبدء لتهيئة أطفالهم لفترة أسابيع قبل أن تبدأ السنة الدراسية، وهناك برنامج معين ننصح به كثيراً من الأسر للتعامل مع أطفالهم ممن يعانون من قلق الانفصال؛ الذي عادة ما يكون في فترة أيام أو الأسابيع الأولى من بدء الدراسة.
ونوهت إخصائية التغذية العلاجية خديجة علي المرحبي، إلى أن النظام الغذائي المتوازن مهم جداً لصحة الطلاب الجسدية والعقلية، ومن المهم اتباع بعض النصائح لتحسين غذائهم؛ مثل النوم الكافي ليلاً؛ لأن له الدور الكبير في النشاط والحيوية، وتناول ثلاث وجبات رئيسية مُشبعة مليئة بالعناصر الغذائية الستة؛ وتشمل: الكربوهيدرات النشويات والدهون الصحية والبروتينات والفواكه والخضار.
