Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

أحد محاور تهريب الآثار غير القانونيّة على مستوى العالم

قد انتزعت هذه الأعمال من على قبور في التسعينيّات، وتمّ تصديرها وبيعها بشكل غير قانونيّ، ثمّ “أعيرت إلى متحف متروبوليتان، بين 1998 و2023، بواسطة شيلبي وايت، وهي هاوية جمع من مانهاتن”

قال عالم الآثار ومؤرّخ الفنّ في جامعة آرهوس الدنماركيّة خريستوس تسيرويانيس إنّ “حجم عمليّات مصادرة الآثار وإعادتها، والّتي تطال متاحف ومعارض فنّيّة ودور مزادات ومجموعات خاصّة في مدينة نيويورك يعود منشأها إلى أكثر من 12 دولة، يجعل بلا أدنى شكّ نيويورك أحد محاور (تهريب) الآثار غير القانونيّ على هذا الكوكب”.

وشارك الباحث وزميله ديفيد جيل، الأستاذ في كلّيّة الحقوق البريطانيّة، وكالة فرانس برس جزءًا صغيرًا من تحقيقاتهم في الشبكات الدوليّة الّتي تتاجر في الأعمال الفنّيّة القديمة. وقد جعلهم عملهم في مصافّ الخبراء مع القضاء في نيويورك.

ففي هذه العاصمة الثقافيّة والاقتصاديّة للولايات المتّحدة، الزاخرة بالمتاحف العريقة مثل متحف متروبوليتان للفنون (ميّت)، ومركز داري المزادات الفاحشتي الثراء كريستيز وسوذبيز، يقود مكتب المدّعي العامّ في مانهاتن منذ عام 2017 حملة لإعادة الأعمال الفنّيّة، بما يشمل قطعًا من العصور القديمة اليونانيّة والرومانيّة والبيزنطيّة أو من حضارات بلاد ما بين النهرين والصين والهند وجنوب شرق آسيا، نهبت من حوالى 20 بلدًا بين السبعينيّات والتسعينيّات من القرن الماضي.

فبإشراف المدّعي العامّ في نيويورك ألفين براغ، الّذي يشغل منصبه منذ عام 2022، تمّت إعادة أكثر من 950 قطعة فنّيّة بقيمة 165 مليون دولار إلى 19 دولة، بما في ذلك كمبوديا والصين والهند وباكستان والهند ومصر والعراق واليونان وتركيّا وإيطاليا.

في حفل أقيم في 9 أيّار/مايو في القنصليّة العامّة الصينيّة في نيويورك، أعاد براغ تمثالين من الحجر يعودان للقرن السابع بقيمة 3,5 ملايين دولار إلى بكّين.

وقد انتزعت هذه الأعمال من على قبور في التسعينيّات، وتمّ تصديرها وبيعها بشكل غير قانونيّ، ثمّ “أعيرت إلى متحف متروبوليتان، بين 1998 و2023، بواسطة شيلبي وايت، وهي هاوية جمع من مانهاتن”، على ما كشف مكتب المدّعي العامّ في نيويورك الّذي يضمّ وحدة خاصّة لهذه الغاية من الشرطيّين والقضاة.

شيلبي وايت (85 عامًا) هي مليارديرة محسّنة وإداريّة وإحدى المانحين في متحف “متروبوليتان”، حيث صودر الكثير من الأعمال الفنّيّة المسروقة في حزيران/يونيو 2021 ونيسان/أبريل 2022.

ومع “شكرها على تعاونها”، أعلن القاضي براغ في بداية شهر أيّار/مايو أنّه “أكمل هذا العام تحقيقًا جنائيًّا في الآثار الّتي استحوذت عليها وايت، انتهى بمصادرة 89 عملًا من عشر دول بقيمة إجماليّة قدرها 69 مليون دولار”.

لكن بحسب تسيرويانيس وجيل، فإنّ القطع الّتي حازتها، إلى جانب زوجها ليون ليفي (توفّي عام 2003)، وصلت إليها عبر قنوات غير سليمة، لا سيّما تلك الّتي جمعت بعد اتّفاقيّة اليونسكو لعام 1970 لمكافحة الاتّجار غير المشروع بالممتلكات الثقافيّة.

في الواقع، يشير تسيرويانيس إلى أنّه “حتّى عام 2008، أعادت وايت عشرة أعمال إلى إيطاليا واثنين إلى اليونان؛ لذلك كان ينبغي أن تكون لديها شكوك جدّيّة بشأن أصل بقيّة (مجموعتها) ووضعها، والتحقّق منها سنوات قبل عمليّات المصادرة الأخيرة” عامي 2021 و2022.

يستشهد جيل أيضًا بتصريح شيلبي وايت العلنيّ الوحيد، في عام 2007، أنّه عندما “تشتري شيئًا ما في مزاد في دار سوذبيز أو كريستيز، أو لدى تاجر فنون في شارع ماديسون، لن تشعر بأنّك تفعل شيئًا خاطئًا. شراء التحف الفنّيّة أمر قانونيّ”.

في آخر عمليّة مصادرة حتّى الآن، في 19 أيّار/مايو، أعاد القضاء في نيويورك إلى العراق فيلًا من الحجر الجيريّ من فترة بلاد ما بين النهرين، وجاموسًا من المرمر من الحضارة السومريّة، “سرقًا خلال حرب الخليج (الأولى) وهربا إلى نيويورك في أواخر التسعينيّات”.

وأشار براغ إلى أنّه “جرى الاستحواذ على الجاموس من مجموعة شيلبي وايت الخاصّة”، وتعهّد بأنّ “نيويورك لن تصبح ملاذًا للقطع الثقافيّة القديمة المسروقة”.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *