قال الدكتور ممدوح رمضان، أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، إن فتح المدائن من الفتوحات المهمة التي حدثنا عنها النبي صلى الله عليه وسلم، وهي الحادثة التي بشر بها في الأحزاب، عندما كان يحفر الخندق ويضرب بالفأس، وكان يقول بسم الله الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام، ثم يضرب أخرى ويقول، بسم الله الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر المدائن وأبصر قصرها، إلا ويضرب ضربة سلسة ويقول الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن، وهذا حديث من البشارات النبوية في الفتوحات، وقد تحققت بعد ذلك في عام 16 هجرية.
معركة القادسية
أوضح «رمضان» في تصريحات لـ«الوطن»، أنه عندما فتح المسلمون هذه الأماكن، وبعد أن دارت معركة القادسية الشهيرة في عام 15 هجريا، كان القائد سيدنا سعد بن أبي وقاص، واستطاعت جيوش المسلمين خلالها أن تنتصر على «رستم» قائد الفرس، وبعد هذا الانتصار الكبير، أصبح الطريق مفتوحا لفتح المدائن عام 16 هجريا، بما يعني أن الطريق الذي كان مفتوحا لفتح المدائن فتح بعد موقعة القادسية التي كانت بمثابة كسر شوكة الفرس ليصبح الطريق بعد ذلك مفتوحا لفتح المدائن.
ملوك الفرس الأكاسرة
وأشار أستاذ التاريخ الإسلامي إلى أن المدائن مدينة كبيرة كما هو معلوم، وتتكون من عدة مدن لذلك اسمها مدائن يعني مدائن وليست مدينة واحدة بناها الفرس أيام الحضارة الساسانية، وكل ملك من ملوك الفرس الأكاسرة كان يبني واحدة، بها ديوان كبير وعرش، وكانت تسمى مدينة، وكانت المدينة الرئيسية «طاي صفون»، هي المدينة الملكية الرئيسية ومقر إقامة الملك الساساني أو الكسراوي.
وتابع: «حينما كان سيدنا سعد يقود الجيوش، تقدم على رأس قوة إسلامية، واستطاع أن يحاصر هذه المدائن، واستمر الحصار بضعة أشهر، في النهاية تمكن المسلمون من الاستيلاء عليها في شهر صفر سنة 16 هجريا، وترك آخر ملوك الساسانيين أو آخر ملوك الفرس أو الأكاسرة المدائن، وفروا إلى العراق، ثم استطاع في النهاية سيدنا سعد أن يدخل المدينة، ويستولى على مركز القيادة فيها، وصلى بالمسلمين الجمعة هناك، وغنم المسلمون مغانم كثيرة جدا، حتى كان الرجل يطوف ليبيع الذهب بالفضة متماثلين من كثرة الذهب».
المصدر: اخبار الوطن
