Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

أغرب أشكال التواصل الاجتماعي قبل «فيسبوك».. «من الحجر إلى القمر» – منوعات

وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت متاحة للجميع، ما دام لديك اتصال بشبكة الإنترنت أو بإحدى شبكات الاتصالات، حيث يمكنك مشاركة الآخرين كل ما يدور في ذهنك من كلمات وانفعالات، وأن تبث لحظاتك الاستثنائية بشكل مباشر وقت معايشتها بسهولة ويسر، لكن؛ هل سألت نفسك كيف بقى الناس قديماً على تواصل مع بعضهم البعض قبل عصر التكنولوجيا الذي نشهده اليوم؟.

لا أشك في أنه قد خطر ببالك اللفائف الصغيرة التي كان يحملها الحمام الزاجل بين طرفين على مسافات متباعدة، بالفعل قد امتد استخدام هذه الطريقة حتى الحربين العالميتين في القرن الماضي، لكن على أي حال لم يكن الحمام الزاجل الوسيلة الوحيدة التي تواصل بها الناس قديماً مع بعضهم، فثمة وسائل أخرى سبقته وتلته ممهدةً لظهور أشكال التواصل الاجتماعي الحديثة التي نعرفها، وقد حددها الراحل خليل صابات، أستاذ كلية الإعلام جامعة القاهرة، في كتابه «وسائل الاتصال، نشأتها وتطورها»، والتي يقدمها لكم «الوطن» في السطور التالية:

أشكال قديمة للتواصل الاجتماعي

– النقوش كأقدم أشكال التواصل الاجتماعي

اتبع الإنسان القديم قبل آلاف السنين أسلوب النقش على الحجارة لتسجيل الأحداث الهامة ونقل العلوم التي توصل إليها عبر الأجيال وللتواصل الاجتماعي، وخير دليل على ذلك النقوش التي عثر عليها بجدران الكهوف التي عاش فيها الإنسان في العصر الحجري، والتي دوّن عليها أول تقويم عرفه التاريخ، إضافةً إلى نقوش الحضارة المصرية القديمة التي لا تزال تخبرنا العديد من الأسرار حتى يومنا هذا.

إشارات الدخان أول أساليب الحشد الشعبي

استخدم اليونانيون في عام 150 قبل الميلاد، سحب الدخان كإشارة للتواصل الاجتماعي عن طريق لفت الانتباه وحشد الناس في مكان واحد لإعلامهم بأمور هامة، مثل قرارات الحاكم وإعلان الحرب، وقد انتقل هذا الأسلوب إلى الكنائس خلال العصور الوسطى لتجميع الناس في أوقات الأعياد والمناسبات الرسمية الكبرى.

بداية ظهور الخطابات

لم تفِ أساليب الحشد الشعبي مثل إشعال النيران والدق على الدفوف، بالاحتياجات المتزايدة إلى توصيل كافة المعلومات التي يرغب الناس في إيصالها، لذلك ومع تطور أساليب الكتابة بدأ الناس يستخدمون الخطابات لنقل الأنباء من منطقة إلى أخرى، معتمدين على عدائين أقوياء في حملها، وبالتالي اكتسب هؤلاء العدائون أهمية كبرى لدى الحكام حتى توصل الرومان إلى أسلوب يضمن توصيل رسائلهم بصورة أسرع وأكثر سهولة، ألا وهي تدريب الحمام الزاجل على حمل الرسائل التي كانت تكتب على لفائف صغيرة تربط بإحدى رجلي الطائر، الذي تم اختياره لهذه المهمة تحديداً لما يتصف به من ذكاء في حفظ الأماكن وسرعة في التحليق مع سهولة تدريبه.

شفرة موريس

وبطريقة مشابهة لآلية العمل التي يقوم عليها الدخان وصوت الطبول لنقل الإشارات والتواصل الاجتماعي في العصور القديمة، ابتكر العالم الأمريكي صامويل موريس في مطلع القرن التاسع عشر طريقة لإنقاذ السفن في حال تعرضها للخطر، عن طريق تحويل الحروف إلى نقاط ورموز أخرى، يمكن تسميتها بالشفرة، والتي يرصدها جهاز استقبال معين يعمل على ترجمتها، ثم تطورت هذه التقنية وتوسع استخدامها خارج نطاق الملاحة البحرية، حتى اخترع موريس جهاز اتصالات سلكي يسمى التليغراف، يعمل على إرسال البرقيات والنصوص معتمداً على ترميز الحروف بنبضات كهربائية ثم إرسالها عبر الأسلاك.

الراديو كأول وسيلة اتصال جماهيري

واجهت تقنية التليغراف إشكالية كبيرة راجعة إلى تكلفتها الباهظة وقصر المسافات التي يمكن تغطيتها، حتى اتجه التفكير نحو ابتكار أسلوب جديد للتواصل الجماهيري بناءً على تقنية التليغراف، ويمكن من خلاله ربط مجموعة كبيرة من الناس مع بعضهم في وقت واحد، وبعشرينيات القرن الماضي تمكن مجموعة من الهواة بأمريكا من بث أولى الإشارات الإذاعية على نطاق محدود بين بضعة بيوت، ثم جرى تطوير التقنية أكثر من مرة حتى عام  1938 الذي شهد الولادة الحقيقية للراديو كأول وسيلة اتصال جماهيري.

نقل الصورة عبر التليفزيون 

لم يكتف الناس بنقل الصوت عبر الراديو إلى مسافات بعيدة، وبدأ العلماء يتطلعون إلى ربط العالم بصرياً عبر جهاز جديد يكون قادراً على نقل صورة حية لبقعة معينة من الأرض إلى كل مناطق العالم، ويدعونا الحديث عن التلفزيون إلى الأقمار الصناعية التي تعد نواة الثورة الحقيقية للتواصل الاجتماعي على أوسع نطاق عرفته البشرية. 

ثورة الهواتف المحمولة

استفاد أول هاتف في العالم من شيفرة مورس، مثله كمثل الراديو، لكنه شهد تطوراً ملحوظاً من أربعينيات القرن الماضي وحتى عام 1973 الذي تؤرخ الانطلاقة الحقيقية للهاتف به، عندما أجرى المهندس مارتن كوبر أول مكالمة بهاتف لا سلكي في ذلك العام، ومن بعدها تطورت صناعة الهواتف حتى وصلت إلى شكل الهواتف الخلوية ذات البطارية.

الإنترنت على قمة وسائل التواصل الاجتماعي

يخطأ البعض بالظن أن الانترنت اختراع حديث للغاية، إذ قُدم للعالم في سنة 1969، عن طريق ربط مجموعة صغيرة من الحواسيب مع بعضها.

ويمكن أن يكون هذا الخطأ ناشئاً عن كون انطلاق موقع التواصل الأشهر، فيسبوك تم في مطلع القرن الحالي، بالتحديد في عام 2004، بهدف مساعدة الطلاب الجامعيين في التواصل لأغراض تعليمية فيما بينهم، حتى تطور إلى شكله الحالي في 2007 وسار على نهجه عدة مواقع أخرى أبرزها تويتر ويوتيوب، والذين تمكنوا جميعاً من خلق مجتمع وهمي أصبح قادراً على ربط الشرق بالغرب ومواجهة الحدود الجغرافية.

الهواتف الذكية

قدم ستيف جوبز في عام 2007، أول هاتف لشركة آبل التي يعمل بها، وصار يعرف لاحقاً باسم آيفون، واختير كأفضل اختراع في ذلك العام وفقاً لمجلة التايم الأميركية، ومن بعدها شهد العالم توسعاً في صناعة وتطوير الهواتف الذكية المزودة بكاميرات عالية الدقة تمكن حاملها من نقل الأحداث أولاً بأول، ومشاركتها باستخدام شبكة الإنترنت العالمية مع ملايين المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي.


المصدر: اخبار الوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *