Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

اعتقال المحاضرة نادرة شلهوب كيفوركيان بادعاء “التحريض”

الشرطة الإسرائيلية تعتقل المحاضرة في الجامعة العبرية في القدس، بروفيسور نادرة شلهوب – كيفوركيان، من منزلها في البلدة القديمة بالقدس، وتقرر تمديد اعتقالها إلى صباح الجمعة، إلى حين عرضها على المحكمة، وتوجه لها مزاعم بـ”التحريض”.

اعتلقت الشرطة الإسرائيلية، اليوم الخميس، المحاضرة في الجامعة العبرية في القدس، بروفيسور نادرة شلهوب – كيفوركيان، وذلك بادعاء “التحريض على العنصرية والإرهاب”.

تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”

يأتي ذلك في ظل حملة التحريض التي تعرضت لها شلهوب – كيفوركيان على خلفية موقفها من حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

وكانت الشرطة الإسرائيلية قد اعتقلت شلهوب – كيفوركيان من منزلها الواقع في البلدة القديمة في القدس، ونقلت للتحقيق في مركز “مفسيرت تصيون”.

وقررت الشرطة تمديد اعتقال شلهوب – كفوركيان، حتى يوم غد، الجمعة، لعرضها أمام محكمة الصلح في القدس، بحسب ما أكد محاميها، علاء محاجنة.

وأوضح محاجنة أن التهم الموجه إلى شلهوب – كفوركيان بعد انتهاء التحقيق هي التحريض ونشر آراء محرضة، مشددا على أن الاعتقال “غير قانوني، وهو نابع من سياسة الشرطة التي تنتهجها ضد المواطنين العرب بهدف تخويفهم”.

وأضاف “واضح أن من يقف وراء قرار الشرطي هو وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، الذي يطبق سياساته العنصرية من خلال الشرطة، والتي أصبحت ذراع لتنفيذ وتطبيق سياساته”.

واستهجن محاجنة “قرار النائب العام في النيابة الإسرائيلية الذي صادق على مثل هذا التحقيق والاعتقال المشين”، علما بأن الشرطة كانت قد أوصت النيابة العامة بالسماح لها بفتح تحقيق ضد شلهوب – كيفوركيان بشبهة “التحريض” على خلفية مواقفها المعارضة للحرب.

وكان المحامي الموكل بتمثيل البروفيسورة شلهوب – كيفوركيان، محاجنة، قد عقب على توصية الشرطة في تصريحات سابقة لـ”عرب 48” بالقول إن “توجه الشرطة يأتي ضمن سياسة الملاحقات السياسية للمجتمع العربي من قبل سلطات إنفاذ القانون”.

وأشار إلى أن “الشرطة تحاول استغلال هذه القضية من أجل وضع حدود جديدة لحرية التعبير للمجتمع العربي من خلال ملاحقتها محاضرة في الجامعة. الشرطة تعي جيدا أنه يوجد إشكال قانوني وأيضا إشكال من حيث الرأي العام العالمي للتحقيق مع كيفوركيان”.

واعتبر أن ذلك يفسر توجه الشرطة للنيابة لأخذ إذن للقيام بالتحقيق رغم أنه “وفقا للقانون لا توجد حاجة لأخذ إذن مسبق للتحقيق مع محاضر بالجامعة”، وقال إن “مجرد القيام بذلك يشير إلى مدى الإشكال باتخاذ مثل هذه الخطوة”.

وسبق ذلك أن علّقت الجامعة العبرية، يوم 12 آذار/ مارس الماضي، عمل المُحاضرة شلهوب – كيفوركيان. وفي 27 آذار/ مارس تراجعت الجامعة عن قرارها الذي كانت قد اتخذته في أعقاب الحملة التحريضية التي تعرضت لها شلهوب – كيفوركيان.

“عدالة”: اعتقال غير قانوني بغية الترهيب

وأوضح مركز “عدالة – المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل” أنه “سيتم تقديم البروفيسورة شلهوب – كيفوركيان من قبل الشرطة غدًا (الجمعة) لتمديد الاعتقال لدى محكمة الصلح في القدس وسيمثلها المحامي علاء محاجنة والمدير العام لمركز عدالة د. حسن جبارين”.

وأكد أن “اعتقال البروفيسورة شلهوب كيفوركيان غير قانوني ويهدف إلى التحريض، الاضطهاد والقمع السياسيين. ليس هناك أدنى شك بأن آراء وتصريحات البروفيسورة شلهوب – كيفوركيان تندرج تحت حرية التعبير والحرية الأكاديمية. إن تصريح النيابة العامة بفتح تحقيق ضدها يخالف سيادة القانون في ظلّ الخضوع لضغوطات التحريض من قبل عناصر يمينية”.

وأضاف أنه “منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، تمارس الشرطة الإسرائيلية سياسة عنصرية تجاه المواطنين الفلسطينيين في كل ما يتعلق بحرية التعبير، وتنفذ اعتقالات واسعة النطاق وتعسفية بحق مواطنين عرب بسبب تصريحاتهم وإبداء آرائهم التي تندرج تحت حرية التعبير، والتي لا تبرر فتح تحقيق أو اعتقال أو ملاحقة قضائية. وتتجلى هذه السياسة العنصرية والتحريضية في امتناع الشرطة عن التحقيق في الحالات الكثيرة التي تحوي تحريضًا صريحًا ومباشرًا على العنف والإرهاب والعنصرية تجاه العرب وتحريضًا واضحًا على الإبادة الجماعية في غزة”.

مؤسسات الأسرى تطالب بـ”الإفراج العاجل والفوري عن شلهوب”

بدورها، قالت مؤسسات الأسرى (هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان)، الخميس، إن “منظومة الاحتلال الإسرائيلي وفي كافة الجغرافيات الفلسطينية تواصل التّصعيد من عمليات الاعتقال وملاحقة لكل الأصوات المدافعة عن الحقّ الفلسطيني، والمناهضة لممارسة الاحتلال وجرائمه، والتي تصاعدت بشكل غير مسبوق مع استمرار الإبادة الجماعية بحقّ شعبنا في غزة”.

وأضافت “لطالما شكّلت سياسة الاعتقال الممنهجة أبرز أدواتها لتقويض أي دور طليعي على المستوى السياسي والاجتماعي والمعرفي، فقد أقدمت أجهزة الاحتلال اليوم على اعتقال الأكاديمية البروفيسور نادرة شلهوب من منزلها في القدس، وإخضاعها للتحقيق، ليشكّل هذا الاعتقال حلقة جديدة في مسار سياسة استهداف وجود الفلسطينيين في القدس وفي الأراضي المحتلة عام 1948 عبر عمليات الاعتقال على خلفية ما يدعيه الاحتلال ‘بالتحريض‘، والذي طاول المئات، ورافقه اعتداءات وتهديدات غير مسبوقة”.

وشددت على أن “ملاحقة وتهديد الأكاديميين في أنحاء فلسطين كافة، ليست بالسياسة الجديدة، فلقد انتهج الاحتلال وعمل على مدار عقود على استهداف كل من له أثر معرفي تحرري، ومنذ بدء الإبادة الجماعية المستمرة، صعّد الاحتلال من عمليات استهدافهم عبر الاعتقال الإداري تحت ذريعة وجود ‘ملف سري‘ أو من خلال توجيه ‘تهم‘ تتعلق بما يدعيه ‘بالتحريض‘، هذا عدا عن اغتيال العديد من الأكاديميين وعائلاتهم في إطار حرب الإبادة في غزة”.

وأكدت المؤسسات أنّ “اعتقال شلهوب وهي واحد من أهم الباحثين والأكاديميين الفلسطينيين على المستوى الدولي، هو محاولة بائسة لطمس الرواية الفلسطينية، وصوتنا كفلسطينيين وحقنا في التعبير عن موقفنا تجاه قضايا شعبنا مع استمرار المظلومية التاريخية أمام مرأى العالم وبدعم من قوى دولية”.

وطالبت المؤسسات الحقوقية الفلسطينية والمدنية، بـ”الإفراج العاجل والفوري عن شلهوب، ووقف اعتقالها التعسفي فورًا، والعمل بشكل جاد وحقيقي، للضغط على الاحتلال لوقف عمليات الاعتقال الإنتقامية والتعسفية في إطار جريمة (العقاب الجماعي)، والتي طالت الآلاف من الفلسطينيين بعد السابع من أكتوبر”.

وطالبت المؤسسات “المنظومة الحقوقية الدولية بمستوياتها كافة، باستعادة دورها اللازم والمطلوب أمام التحديات التي فرضتها جرائم الاحتلال المتصاعدة ضد الإنسانية جمعاء، والتي بدورها تستهدف جوهر المنظومة الحقوقية الإنسانية، كما تستهدف الوجود الفلسطيني”.

بن غفير “يبارك” الاعتقال ويؤكد أنه ضمن سياسته للملاحقة وكم الأفواه

بدوره، سارع وزير الأمن القومي، إيتمار بن غير، إلى التعليق على اعتقال المحاضرة شلهوب – كيفوركيان، وهنأ الشرطة على قيامها باعتقال المحاضرة التي زعم أنها “تحرض ضد دولة إسرائيل”.وقال بن غفير إن “الاعتقال يوجه رسالة مفادها أن أولئك الذين يحرضون ضد دولة إسرائيل لن يتمكنوا من الاختباء تحت منصب أو وظيفة”، وتابع أن “فريق مكافحة التحريض على الإرهاب في الشبكة الذي أترأسه، يواصل العمل وتحديد السياسة – كل محرض سيحل دوره”.

التجمّع الطلابيّ يستنكر اعتقال بروفيسور شلهوب

وفي بيان صدر عنه، استنكر التجمع الطلابي الديمقراطي اعتقال الشرطة الإسرائيلية للبروفيسور نادرة شلهوب – كيفوركيان، ووصفه بـ”التصرف الميلشياوي”، وأكد أنه “جزء من العقلية الانتقامية والدموية التي تنتهجها القيادة السياسية في إسرائيل تجاه كل صوت يعارض الحرب ويطرح موقفًا أخلاقيًا وإنسانيًا ضد الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة”.

وقال التجمع الطلابي إن “اعتقال بروفيسور نادرة يؤكد زيف ديمقراطية إسرائيل التي تغنت بها عبر السنين، وكونها دولة فصل عنصري تلاحق كل ما هو عربي وفلسطيني على مواقفه التي تعتبر في أساس الحريات الأساسية في أي مكان طبيعي في العالم، وتستشرس في ملاحقة الأكاديميين والطلاب الفلسطينيين في الجامعات لما يحمله هؤلاء من قيم أخلاقية ووطنية ويعبرون عن رأيهم الوطني والأخلاقي والإنساني تجاه شعبهم وقضيتهم”.

وعبّر التجمع الطلابي في بيانه عن “اعتزازه الكبير بدور بروفيسور نادرة شلهوب – كيفوركيان وإنتاجها العلمي والأكاديمي الواسع والهام، حيث تعتبر واحد من أهم الباحثين على المستوى الدولي ولها صولات وجولات في جامعات ومعاهد عالمية مرموقة، كما يعتز بموقفها الوطني والأخلاقي الصلب الذي تتخذه ضد الحرب والعدوان على أهلنا في قطاع غزة ومع حقوق شعبنا الفلسطيني رغم كل محاولات التضييق والملاحقة المستمرة عليها منذ فترة”.

ودعا “كافة مؤسسات حقوق الإنسان والجامعات والمنظمات الأكاديمية في العالم لاتخاذ موقف واضح تجاه كل هذه السياسات الموجهة ضد الأكاديميين الفلسطينيين في إسرائيل”، كما دعا إلى “تفعيل كافة الجهود المحلية والعالمية من أجل تحرير بروفيسور شلهوب ووضع حد لهذه التصرفات الميلشاتية التي تقوم عليها إسرائيل وشرطتها بدون أي حسيب ولا رقيب”.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *