Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

الاستقطاب في العالم الرقميّ: ما هي الغرف الصدويّة؟

ساهمت وسائل التواصل الاجتماعيّ بحسب دراسات عديدة، في صناعة عالم أكثر استقطابًا، كما أدّت ظاهرة الغرف الصدوية، جنبًا إلى جنب مع انتشار المعلومات المضلّلة والارتباط العاطفيّ لدى الناس بمعتقداتهم السياسيّة

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعيّ جزءًا لا يتجزّأ من الحياة العصريّة، حيث يستخدم مليارات الأشخاص في جميع أنحاء العالم منصّات مثل فيسبوك وتويتر وإنستغرام وغيرها بشكل يوميّ، وفي حين أنّ وسائل التواصل الاجتماعيّ قد جلبت بلا شكّ العديد من الفوائد، بما في ذلك زيادة التواصل والوصول إلى المعلومات والقدرة على التواصل مع الناس من جميع أنحاء العالم، فقد تمّ إلقاء اللوم عليها أيضًا للمساهمة في استقطاب المجتمع.

وساهمت وسائل التواصل الاجتماعيّ بحسب دراسات عديدة، في صناعة عالم أكثر استقطابًا، كما أدّت ظاهرة الغرف الصدوية، جنبًا إلى جنب مع انتشار المعلومات المضلّلة والارتباط العاطفيّ لدى الناس بمعتقداتهم السياسيّة، إلى وضع ينقسم فيه الناس بشكل متزايد وأقلّ استعدادًا للتعامل مع أولئك الّذين لديهم آراء مختلفة، ولا تقتصر آثار هذا الاستقطاب على عالم الإنترنت فقط، لأنّه يمكن أن يؤدّي إلى انخفاض التعاطف وزيادة العدوانيّة تجاه أولئك الّذين لديهم آراء متعارضة.

ومن أهمّ الطرق الّتي تساهم بها وسائل التواصل الاجتماعيّ في الاستقطاب السياسيّ من خلال ظاهرة الغرف الصدويّة، وهي حالة لا يتعرّض فيها الأشخاص إلّا للآراء ووجهات النظر الّتي يتّفقون معها بالفعل، بينما يتمّ حمايتهم من أيّ معلومات تتعارض مع معتقداتهم، ومنصّات وسائل التواصل الاجتماعيّ؛ وذلك بسبب أنّها تستخدم خوارزميّات تعرض محتوى للمستخدمين بناء على سلوكهم السابق، مثل المنشورات الّتي أعجبتهم أو شاركوها أو علّقوا عليها، وهذا يعني أنّه إذا كان شخص ما يميل بالفعل إلى اليمين أو اليسار، فمن المحتمل أن يظهر له محتوى أكثر يعزّز تلك الآراء، بدلًا من التعرّض لوجهات نظر متنوّعة.

ووجدت دراسة أجراها مركز بيو للأبحاث أنّ حوالي ثلثي مستخدمي فيسبوك يحصلون على أخبارهم من المنصّة، وأنّ الأخبار الّتي يرونها تتأثّر بالأشخاص والصفحات الّتي يتابعونها، ووجدت الدراسة أيضًا أنّ الغالبيّة العظمى من مستخدمي المنصّة يتابعون الصفحات والأشخاص الّذين يشاركونهم وجهات نظرهم السياسيّة فقط، ممّا يعني أنّه من غير المحتمل أن يتعرّضوا لوجهات نظر بديلة، كما أكّدت الدراسة على أنّ الأشخاص الّذين استخدموا منصّة فيسبوك كمصدر رئيسيّ للأخبار كانوا أكثر ميلًا إلى تبنّي وجهات نظر سياسيّة متطرّفة من أولئك الّذين اعتمدوا على مصادر الأخبار التقليديّة مثل الصحف والتلفزيون.

ووجدت دراسة أخرى، نشرت في مجلّة “بلس ون”، أنّ التعرّض للمحتوى السياسيّ على وسائل التواصل الاجتماعيّ يمكن أن يكون له تأثير كبير على معتقدات الناس ومواقفهم، حيث تضمّنت الدراسة تجربة تمّ فيها تعيين المشاركين بشكل عشوائيّ لعرض إمّا مجموعة متوازنة من المحتوى السياسيّ، أو مجموعة مختارة من المحتوى المنحاز لوجهة نظر سياسيّة واحدة، ووجدت الدراسة أنّ التعرّض للمحتوى المتحيّز أدّى إلى استقطاب أكبر في المواقف، حيث أصبح المشاركون أكثر تطرّفًا في وجهات نظرهم.

والغرف الصدوية ليست مجرّد مشكلة على فيسبوك، فقد اتّهم موقع تويتر كذلك بالمساهمة في الاستقطاب السياسيّ، حيث وجدت دراسة أجرتها مؤسّسة “نايت” أنّ مستخدمي تويتر الّذين يتفاعلون مع المحتوى السياسيّ يميلون إلى متابعة الأشخاص الّذين يشاركونهم معتقداتهم السياسيّة، وأنّه من غير المرجّح أن يتفاعلوا مع المحتوى الّذي يتعارض مع تلك المعتقدات، ووجدت الدراسة أيضًا أنّ مستخدمي تويتر الّذين يتابعون المحتوى السياسيّ من المرجّح أن يكون لديهم آراء سياسيّة متطرّفة أكثر من أولئك الّذين لا يفعلون ذلك.

ولا تقتصر تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعيّ على الاستقطاب السياسيّ على عالم الإنترنت فقط، حيث وجدت دراسة أجراها مركز “بيو” للأبحاث أنّ الأشخاص الّذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعيّ هم أكثر عرضة لرؤية آرائهم السياسيّة كجزء من هويّتهم، وأنّهم أكثر عرضة لرؤية أولئك الّذين يحملون وجهات نظر معارضة كتهديد، ويمكن أن يؤدّي هذا إلى مزيد من القبليّة والمزيد من الاستقطاب في المجتمع، حيث يصبح الناس أكثر رسوخًا في وجهات نظرهم وأقلّ استعدادًا للانخراط مع أولئك الّذين لديهم آراء مختلفة.

وليس فقط مستخدم وسائل التواصل الاجتماعيّ هو من يتأثّر بالاستقطاب السياسيّ، حيث وجدت دراسة أجرتها “جمعيّة علم النفس الأميركيّة” أنّ التعرّض للاستقطاب السياسيّ على وسائل التواصل الاجتماعيّ يمكن أن يؤدّي إلى انخفاض التعاطف وزيادة العدوان تجاه أولئك الّذين لديهم آراء سياسيّة معارضة، حيث وجدت الدراسة أنّ الأشخاص الّذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعيّ لمناقشة القضايا السياسيّة هم أكثر عرضة للنظر إلى أولئك الّذين يختلفون معهم على أنّهم أقلّ ذكاء وأقلّ معرفة، وأنّهم أكثر عرضة للانخراط في سلوك عدائيّ تجاه هؤلاء الأشخاص، مثل الشتائم. والشتائم.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *