Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

«الجمالية».. قلعة طباعة كتاب الله ومعقل شيوخ المهنة – تحقيقات وملفات

مصاحف متعدّدة الأشكال والأحجام، متراصة فوق بعضها، بين جدران ورشة صغيرة داخل حى الجمالية، أشهر أماكن طباعة وبيع المصاحف، يهل الزبائن عليها، يخطون خطواتهم، قاصدين هذا المكان الذى يشع نوراً وروحانيات تتسلل داخل القلوب دون استئذان، يتلو العاملون آيات من كتاب الله، وآخرون ينصتون إلى كبار المشايخ داخل إذاعة القرآن الكريم، ويردّدون وراءهم فى خشوع تام، ويقف الشاب الثلاثينى أحمد مدبولى إبراهيم، الذى يعمل فى مهنة طباعة المصاحف منذ 14 عاماً، بعدما ورث المهنة أباً عن جد.

يتابع صاحب دار تجليد المصحف، بحى الجمالية، حركة العمال الذين يهمون كل يوم لطباعة المصاحف، مع توخّى الحذر الشديد، لمنع حدوث خطأ بنسبة 1%، ثم يبدأ فى توزيع المهام عليهم، لطباعة المصحف من البداية حتى ينتهى من مراحله، وصولاً إلى تسليمه للزبائن والمتردّدين عليه.

وقال «مدبولى» لـ«الوطن» إن المهمة الكبرى تبدأ بعد التأكد من حصول الزبون على تصريح من الأزهر الشريف بعد مراجعة النسخة المقدّمة من قِبل اللجنة المخصّصة، ثم يتم إدخاله على ماكينة الخياطة وعمل ما يُسمى بالإسطمبات، حتى تبدأ عملية الطباعة.

3 أنواع من الورق تستخدم في المطابع.. وموسم الإقبال يبدأ من رجب

وتابع: «التوضيب والثنى على ماكينتى القص والخياطة، مراحل تالية لعملية طباعة المصحف، ويتم ثنيه على أرقام الصفحات، كونه يأتى مطبوعاً على فرخ كبير، ويتم أخذه من النصف، للحفاظ على الأرقام وتسلسلها، لتأتى مرحلة الخياطة من الخلف، للحفاظ على تماسك الورق، مع طلائه بالغراء، وفى الحال يتم وضع الجلد والغلاف الخارجى من الكارتون، وتحديد الحجم المطلوب وقصه بالماكينة ثم بصمها ولصقها وتجليده، ويتم استخدام 3 أنواع مختلفة من الورق للطباعة، الأول هو الورق الأبيض، والثانى الكريمى، أى الذى يميل إلى الأصفر، ويُعرف بين العمال باسم المريح للعين، والآخر هو الجورنال.

وأضاف: «تستغرق فترة تجليد المصحف نحو نصف الساعة، وتختلف حسب الأحجام المطلوبة، فهناك نصف جيب، وجيب وثمن ومحير، أى مقاس بين المقاسين، وربع ونصف محير وجوامعى، والتهجد الذى يُعتبر الحجم الأكبر، والأسعار متفاوتة، كل يوم بسعر مختلف، وهناك أشخاص يأخذون كميات كبيرة».

أشكال المصحف يختلف غلافها الخارجى من واحد إلى آخر، لكن يظل محتفظاً بالتسلسل للآيات والصور والتنقيط والأشكال والحركات داخله، ويتغير الشكل الخارجى تبعاً للأزهر الشريف.

التغيير تبعا للأشخاص الراغبين في طباعة المصحف

وقال «مدبولى»: «يتم التغيير تبعاً للأشخاص الراغبين فى طباعة المصحف، كل شخص يقوم بوضع اسمه عليه والمنشأة والمطبعة، وهذا يتم بعد موافقة الأزهر والحصول على التصريح، فليس من حق أى أحد طباعة مصحف دون الرجوع إلى الأزهر». الإقبال على شراء وطباعة المصاحف عادة دائمة للمسلمين طوال أيام العام، لكن ربما يزيد الإقبال على أصحاب المطابع، بداية من شهر رجب، وصولاً إلى شهر رمضان، ويزيد أيضاً فى عيد الأم، حيث يحرص الأصدقاء والأهل على مهاداة ذويهم به، للتبارك به، فليس هناك أفضل من كتاب الله، لتقديمه هدية للأحبة.

وأمام ماكينة تنبعث منها حرارة عالية، يجلس الرجل الخمسينى عبدالحليم محمد، داخل إحدى المطابع فى حى الجمالية لطباعة المصاحف الشريفة وتجليدها، فهو متخصّص فى صناعة بصمة الذهب، التى توجد على الغلاف الخارجى للمصحف، وتحدّث عن كواليس المهنة الشاقة التى يمارسها وهو فى عمر الـ14 عاماً، حتى أصبح من أهم صانعى هذه الحرفة، فهو لا يكل ولا يمل منها: «مهمتى هى صُنع بصمة الذهب، ذلك الجزء الأساسى الذى يوجد فى غلاف المصحف، ثم تبدأ خطوة التغليف واللصق بمادة الغراء، حتى يظهر المصحف بشكله النهائى».

فى منطقة الحسين والأزهر، تجد بائعى المصاحف بمختلف أشكالها وأحجامها، على الأرصفة وفى الطرقات، ويعتبر الحاج محمود على واحداً من أشهر بائعى المصاحف، والذى قال: «عندى مصاحف جيب مقاس 7 فى 10 سنتيمترات، والسعر يبدأ من 15 جنيهاً، ونصف أبيض مقاس 16 فى 24 سنتيمتراً وتبدأ من 70 جنيهاً، وأكثر الزبائن من الأشخاص الذين يُخرجون الصدقات على ذويهم المتوفين، بتوزيعها على المارة فى الشوارع أو وضعها بالمساجد». 


المصدر: اخبار الوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *