«الإعاقة ليست في الجسد، بل إعاقة الروح».. حكمة شهيرة جسدتها فتاة شاء القدر لها أن تولد فاقدة للسمع والكلام، وتصاب بضمور في الأطراف، لتصبح من ذوي الإعاقة المزدوجة، إلا أنها بالإرادة والعزيمة استطاعت أن توظف قدراتها في تحدي الصعاب والعقبات، من خلال تنمية موهبتها في الرسم بـواسطة «فمها».
قصة نورا الفتاة المعجزة مع الرسم
الفتاة المزعجة نورا، ابنة الـ27 عاما، هكذا لقبت بين أسرتها وجيرانها، كانت جالسة في منزلها تراقب من نافذتها الطبيعة المختلفة، وتعبر عن ما تراه ويعجبها بقلم تضعه في فمها برسمة على ورقة بيضاء، وتبدأ في تلوينها بألوان خلابة تحاكي جمال الطبيعة.
ولم تكتف بذلك، بل تشاهد إحدى المجلات، وترى صور الفنانين، وكانت حريصة على وضع صورة الفنان الراحل سمير غانم أمام عينها، لأنه الفنان المقرب لها، وتبدأ في رسم ملامحه، بالإضافة إلى رسم شخصيات كرنوينة مثل بكار، وقد تتدخل والدتها أو نجل عمها في مساعدتها في جلب الأدوات إلى نورا، بحسب تصريحات محمود رمضان، مترجم لغة إشارة الصم والبكم لـ«الوطن».
موهبة وظروف خاصة أطلق عليها الفتاة المعجزة
لم تلحتق نورا ابنة محافظة الدقهلية بأي مدرسة، بل منحها الله موهبة الرسم دون تدخل من أحد، وتستطيع تقليد الصور طبق الأصل ورسم الشخصيات والحروف والكلمات، بالرغم أنها غير متعلمة مستخدمة فمها فقط، لذا أطلقوا عليها لقب الفتاة المعجزة، لدرجة أن الكثير لم يصدق بأن اللوحات نورا هي من قامت برسمها بالفعل، وتحديدا أنها تعاني إعاقة مزدوجة لتصبح فنانة فريدة من نوعها ومميزة.
تعيش نورا مع والدتها في منزل واحد، والتحقت بإحدى الجمعيات الخاصة للصم والبكم في مدينة المنصورة حتى تتفاعل مع المجتمع لأن والدتها لها ظروف خاصة وعجوز لا تستطيع التعامل مع حالة نورا، وليس لديها الإمكانيات بسبب حالتهم المادية صعبة، ووالدها مغترب باحثا عن رزقه.
يعاني نجل عمها أيضا من ضعف السمع، لكنه يتولى تعليم نورا لغة الإشارة بجانب الجمعية، ويساعدها في تقضية احتياجاتها وتنقلاتها وجلب أدوات الرسم لها ودعمها لأنه يعد في مثابة أخيها.
نورا تحلم بالمشاركة في مبادرة «قادرون باختلاف»
تحلم نورا بالمشاركة في المعارض لتعرض لوحاتها مع الفنانين والرسامين، وأن يدعمها ويشجعها الجميع، تلتحق بمبادرة الرئيس السيسي قادرون باختلاف، للقاء الرئيس لمشاهدة لوحاتها.
المصدر: اخبار الوطن
