Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

المقاومة في غزة تقاتل بقوة ومدة الحرب تقصر

“في ميدان القتال يُذهلون في الجيش باستمرار كل يوم من حجم تزايد قوة حماس في قطاع غزة، والمخاطر في بيت حانون لا تنتهي، والجيش تجاوز ألوية حماس في دير البلح والبريج والنصيرات من دون دخول معارك معها”

قوات إسرائيلية عند حدود قطاع غزة، اليوم (Getty Images)

بات جهاز الأمن الإسرائيلي يعترف بأنه لن يتمكن من تحقيق “أهداف الحرب” على غزة، وأن قوات المقاومة في قطاع غزة تحارب بقوة القوات الإسرائيلية المتوغلة بريا، وذلك في الوقت المتبقي للحرب الذي قد تحدد الولايات المتحدة نهايته، وفقا لمحللين في الصحف الإسرائيلية اليوم، الأحد.

وأشار مراسل صحيفة “يديعوت أحرونوت” العسكري، يوآف زيتون، الذي ينضم إلى القوات البرية في القطاع من حين إلى آخر، إلى أن قوات المدرعات والمشاة في الفرقة العسكرية 98، الذين توغلوا باتجاه خانيونس، في بداية الأسبوع الماضي، تكتشف أن الوضع الميداني يختلف عن خطابات المسؤولين العسكريين حول “حماس يتفكك”.

وأضاف أن قوات المقاومة “تشن هجمات في الأماكن التي يقاتل الجيش الإسرائيلي منذ شهر ونصف الشهر. كما أن الجيش تجاوز ألوية حماس في دير البلح والبريج والنصيرات” من دون دخول معارك معها، وأنه يتواجد في دير البلح لواء لحماس ويستمر في إطلاق قذائف صاروخية نحو وسط إسرائيل ومنطقة بئر السبع.

ونقل زيتون عن مصادر في الجيش الإسرائيلي قولها إن “ثمة مؤشرات على انهيار حماس، لكن ثمة حاجة إلى مزيد من الوقت”، وعن وزير الأمن، يوآف غالانت، قوله إن “حماس تبدو أنها تتفكك”.

جثمان طفل شهيد خارج مستشفى حانيونس، اليوم (Getty Images)

وأشار إلى أن هذه الأقوال هي “مصطلحات عامة، ضبابية، وتأتي في إطار التمهيد للمعركة على السردية العامة في إسرائيل، لليوم الشتوي الذي فيه آلاف جنود الجيش الإسرائيلي من القطاع، ويعودون لاحقا إلى غزوات محدودة طوال العام 2024، الذي سيكون كله بطابع حربي. وبالطبع، هذا كله إذا لم يتم قبل ذلك التوصل إلى اتفاق سياسي، يسمح بنقل زمام الأمور إلى جهة ليست حماس”.

ولفت زيتون إلى أنه في ميدان القتال، “يُذهلون في الجيش باستمرار كل يوم من حجم تزايد قوة حماس في قطاع غزة”، وأصبحت جيشا حقيقيا “أقيم في مسافة تبعد 50 كيلومتر عن تل أبيب في الـ14 سنة الأخيرة، وبحوزته مئات آلاف الأسلحة، بدءا من قذائف مضادة للمدرعات من أنواع مختلفة والتي تشكل السلاح الأساسي لاستهداف الجنود، مرورا بمنصات متطورة لإطلاق قذائف صاروخية، طائرات مسيرة مفخخة وطائرات بدون طيار هجومية والتي صُنعت كنسخة من طائرات بدون طيار من طراز راكب السماء في الجيش الإسرائيلي، التي سقطت في القطاع في العقد الأخير”.

وتابع أن بحوزة حماس أيضا “كلاشنيكوف، بنادق قناصة من طراز دراغونوف، أجهزة اتصال ومنظومة هاتفية عسكرية، عبوات ناسفة ذات مواصفات رسمية بأحجام متنوعة، وهذه أسلحة توقف الجيش الإسرائيلي عن احتسابها منذ وقت طويل. وكميات لا نهاية لها من الوسائل القتالية والقدرات العسكرية”.

وفيما يدعي الجيش الإسرائيلي أنه يسيطر على شمال قطاع غزة، أفاد زيتون بأن “المخاطر في بيت حانون لا تنتهي”، حيث يستمر القتال بشراسة مع “خلايا محلية، وبيت حانون وحدها يمكن أن تدل على أن تطهيرها من العدو سيستغرق أشهرا، وهذا مكان لا تتواجد فيه القوات الأقوى في حماس”.

ونقل زيتون عن ضابط كبير في لواء “غولاني”، قوله إن حماس نشرت في حي الشجاعية “أقوى كتائبها”، وأن المقاتلين “الذين ولدوا في هذا الحي متعلقين به ولن يهربوا مثلما حدث في أماكن أخرى. وفعليا سنحتاج إلى نصف سنة كي نطهر الشجاعية بالكامل” من مقاتلي المقاومة والأسلحة”.

وبحسبه، فإن العملية البرية الإسرائيلية في خانيونس “في بدايتها وحسب. وهذه مدينة كبيرة جدا وسكنها مليون شخص قبل الحرب، إضافة إلى مليون مهجر من الشمال الذي يتكدسون في الضواحي. وفيما خطابات (الإسرائيليين) ’القضاء على حماس’، فككنا جيش الإرهاب’ و’انتصرنا على السنوار’ تتعالى في الأفق، يجدر أن نتذكر أن حماس تُبقي عن قصد معظم مقاتليها في الأنفاق أو تقول لهم أن يهربوا؛ وأنه ألوية بكاملها في حماس، كما في دير البلح وفي مخيمي وسط القطاع البريج والنصيرات، لم يصل التوغل البري إليها”.

مهجرون ينزحون من خانيونس باتجاه رفح، اليوم (Getty Images)

من جانبه، اعتبر المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، أنه “ربما سيكون بالإمكان إطالة حدود الصبر الأميركي عدة أسابيع أخرى، بعد مطلع كانون الثاني/يناير المقبل، لكن يبدو حاليا أنه لم يمتد أكثر من ذلك”.

وأضاف أن “الفترة التي بدأت تقصر تُحول هجوم الجيش الإسرائيلي الحالي إلى هجوم مصيري أكثر بالنسبة لمستقبل الحرب. والفرق العسكرية تخوض الآن ثلاث معارك بالتوازي، وتواجه في جميعها مقاومة أشد من الماضي، وعلى ما يبدو لأن حماس تولي أهمية كبيرة للدفاع عن مواردها المتبقية، بعد أن تمت مهاجمة أو احتلال الكثير منها”.

وتابع أنه “نشأ هنا توتر بين أهداف الحرب وبين الوقت الذي تم تحديده لتحقيقها، إذا بات الأميركيون يقفون فعلا مع ساعة توقيت. ويأمل الجيش الإسرائيلي بإنهاء معظم العمليات في شمال القطاع خلال أسبوع، لكن هذا يجعل المعركة في خانيونس مصيرية أكثر. وهذه التطورات تجعل القتال في الأسابيع المقبلة أكثر تعقيدا”.

ولفت هرئيل إلى أن “إسرائيل لا يمكنها السيطرة على شدة الأزمة (الإنسانية في القطاع). فقد اكتُشف من فحوصات دم لقسم من المخطوفين الذي حرروا لدى عودتها إلى البلاد، مؤشرات لوجود فيروسات خطيرة، يبدو أنها نتيجة مياه الشرب في القطاع. وإلى جانب النقص في الغذاء والدواء، والاكتظاظ الهائل في المستشفيات، توجد مؤشرات تحذيرية أولية حيال انتشار أمراض خطيرة في القطاع”.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *