بعد مأساة «تيتان».. عالم نفسي شهير يكشف سر إقدام الأثرياء على رحلات اللاعودة – أخبار العالم

ألقت مأساة الغواصة تيتان الضوء على الاتجاه المتزايد بين أثرياء العالم الذين ينفذون أنشطة سياحية غريبة وخطيرة، حيث لقى بعضهم مصرعه، لذلك يُطلق عليها «مغامرات اللاعودة»، حيث ظهرت صور المساحات الضيقة بشكل خانق داخل الغواصة المنكوبة، حيث لا تحتوي حتى على مراحيض، وصُدم العالم عندما علم أن الضحايا الخمسة دفع كل منهم 250 ألف دولار ثمنًا لتذكرة الرحلة، التي لن يعودوا منها مرة أخرى، وفقا لما نشرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.

مطاردة الإثارة الخطيرة

ووفقا لما ذكره موقع «العربية»، فإن دكتور سكوت ليونز عالم النفس الشهير الذي يتولى علاج بعض من أثرياء العالم، صرح بأن التقنيات الجديدة جعلت من الممكن للأثرياء مطاردة الإثارة الخطيرة بشكل متزايد. 

ومن أشكال هذه المطاردة السفر في رحلات إلى الفضاء واستكشاف أعماق المحيط والقفز بالمظلات من جبل إيفرست بأسعار باهظة لا يمكن أن يدفعها إلا أصحاب الدخول الأعلى، لافتًا إلى أنهم يحاولون الشعور بالحيوية، فبعد تحقيق أمان في أجزاء من حياتهم مثل الموارد المالية، فإنهم يميلون إلى السعي وراء الإثارة والمخاطرة في أماكن أخرى.

القدرة التنافسية

وأشار ليونز إلى وجود جانب من جوانب القدرة التنافسية، فعندما يكسب الشخص المزيد، فإن يحاول الانخراط مع الأشخاص الذين يملكون المزيد، ومن ثم، فإنه يفضل أن يخوض تجربة مقارنة مستمرة وتحديا.

وقال إنه غالبا ما يكون هناك «شعور بالرغبة في المزيد» بين دوائر المليارديرات والمليارات، ما يؤدي إلى «ضغوط اجتماعية للقيام بأشياء من هذا القبيل».

آلية فسيولوجية

أوضح دكتور ليونز أيضًا أن هناك آلية فسيولوجية قوية وراء البحث عن المغامرات الخطيرة التي قد تُفضي إلى الموت أحيان.

وشرح «ليونز» الآلية الفسيولوجية، موضحًا أنه يبدأ بجزء من الدماغ يسمى اللوزة الدماغية، والذي يُقيم النتائج السلبية، ويقوم بشكل أساسي بتشغيل سلسلة من الهرمونات، مثل الدوبامين والتستوستيرون والنورادرينالين والأدرينالين والسيروتونين.

وأفاد بوجود مزيج كامل من الهرمونات التي تُطلق وتوفر تخفيف الآلام أو الإندورفين، وتتسبب لحظات من هذا الشعور بالقوة إلى بلوغ مرحلة عتبة من شعور مشابه لما إذا كان شخص ما سيجري الجري لمسافة تزيد عن 3 أميال. 

القدرة الكبيرة على المجازفة

أشارت دراسة صادرة عن «Grand View Research»، إلى إمكانية التوسع في صناعة سياحة المغامرات العالمية من 322 مليار دولار في عام 2022 إلى ما يزيد عن تريليون دولار في عام 2023.

وتحاول شركات كثيرة أن توسع عروضها للسياح الباحثين عن المجازفة بجرأة، لافتًا إلى أن الإحساس بالملل سيدفع المزيد من الأثرياء إلى البحث عن الإثارة، بخاصة وأنه مع زيادة الإسراف في الحياة، تصبح الأمور أقل إثارة، ومن ثم، فإنهم يبحثون عن مستجدات الحياة بعدما صار الكثير من الأشياء متاحًا لهم.

دنيوية الحياة اليومية 

وذكر عالم النفس الشهير، أن المليارديرات معرضون بشكل أكبر للانخراط في مغامرات محفوفة بالمخاطر وباهظة الثمن نتيجة لما أسماه بـ«دنيوية الحياة اليومية».

وأفاد بأن السياحة المتطرفة تتضمن البحث عن أجزاء يكون الوصول إليها صعبا للغاية، سواء كان ذلك من العالم أو الفضاء الخارجي، وذكر، أن عنصر التفرد لمثل تلك المغامرات يتسبب في تفضيلها عند الأثرياء.