Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

تحليل إخباري | الحرب على غزة: بين السباق نحو نقطة انكسار والوصول إلى طريق مسدود

السيناريو المتفائل إسرائيليا يعني أن انتصار إسرائيل في الحرب سيفضي إلى إعادة احتلال غزة وتوحيد الضفة الغربية وقطاع غزة، وهي التي عملت لسنوات على فصلهما، تحت سيطرتها، وإعادة القضية الفلسطينية التي كادت أن تنجح في تغييبها إلى واجهة العالم.

“غزة: المكان والمخيال في الحيز الإسرائيلي”، هو عنوان لكتاب صدر عشية هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وضم مجموعة مقالات لكتاب إسرائيليين، تناولت موضوعات متنوعة، تلتقي على قاعدة محاولة فهم واستيعاب غزة كـ”مكان إسرائيلي”.

تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في تلغرام

نوعام شيزاف، الذي عرض للكتاب في ملحق صحيفة “هآرتس”، في ظل المستجدات السياسية والحرب الراهنة على غزة، يرى أن الكتاب أراد من قرائه التفكير بغزة كشأن يخص الإسرائيليين ويعنيهم، إلا أن هذا الهدف الخفي والنقدي جرت ترجمته في تلك الأثناء بصورة “عنيفة وموجعة جدا”، في إشارة إلى السابع من أكتوبر والحرب على غزة.

“غزة قطاع مصطنع شكلته حرب 48 وهو ليس منطقة جغرافية طبيعية”، كما أنه يشكل قلب القضية الفلسطينية، كما يصفه الشاعر ورجل اليمين، إلحاي سلومون، الذي يكتب في مقاله الوارد في الكتاب، أن غالبية سكان القطاع لاجئين من مناطق 48، بعضهم من يافا ومن قرى ومدن النقب الغربي، يسكنون في أحياء تحمل أسماء القرى والمدن التي هجروا منها، وحول وجودهم في غزة إلى رمز للقضية الفلسطينية، كما أن لاجئي غزة هم من صنعوا عمليات الفدائيين في الخمسينيات، ومن جباليا انطلقت الانتفاضة الأولى التي مثلت نقطة الذروة الفلسطينية ومنها خرجت عائلة ياسر عرقات ومؤسسو حماس.

وفي السياق، يقول الباحث الأدبي أوري كوهين، إن الثقافة الإسرائيلية رأت في غزة نقيضها، المجتمع المفتوح والناجح أمام الغيتو المعادي والفاشل، قطاع صغير مغلق وجيران معادون، من هنا جاء تعبير “اذهب إلى غزة” الذي يقال لكل من لا يروق “لنا”، والرغبة التي كان بن غوريون أول من عبر عنها بأن تختفي غزة والقضية الفلسطينية كلها في البحر.

لكن غزة رفضت الاختفاء، فبعد أن انفصلت عن إسرائيل عام 1948 عادت الأخيرة واحتلتها عام 1956 وغادرت بضغط القوى العظمى بعد بضعة أشهر، ثم عاودت احتلالها عام 1967 وفرضت عليها حصارا لمدة سنتين، إلا أنها تراجعت وشجعت سكانها للعمل في إسرائيل ثم عادت تدريجيا لسياسة الإغلاق منذ عام 1991، فأخلت قواتها من مدنها عام 1994 ثم أخلت المستوطنات عام 2005، وها هي تعود، كما يقول شيزاف، لتكتب الفصل التالي، باحتلالها مجددا.

وفي ظل محاولات التهجير الراهنة، يستحضر الكاتب مخططات الترانسفير التي أعقبت احتلال 67 والتي ترد في مقال المؤرخ عمري شيفر رفيف، الوارد في الكتاب، مشيرا إلى أن إسرائيل أملت أن تنجح بتقليل عدد الفلسطينيين في غزة وضمها لإسرائيل، وشجعت هجرة الغزيين شرقا من خلال عدم تحسين الأوضاع المعيشية في القطاع، كما منحت هبات اقتصادية للراغبين في الهجرة إلى الضفة الغربية ومن هناك إلى الأردن.

إلا أن الأردن سرعان ما اكتشفت المخطط ومنعت هجرة الفلسطينيين إلى أراضيها، ثم جاء بعد ذلك الاتفاق مع بارغواي على استيعاب 50 ألف فلسطيني، والذي تعهدت إسرائيل بموجبه بتقديم منح مالية للمهاجرين ولحكومة بارغواي وفشل هو الآخر.

وعن التهجير الجاري اليوم في غزة، يقول الكاتب إن القضية الفلسطينية تولد اليوم من جديد في غزة وأمام أنظار العالم كله، حيث يفوق عدد لاجئي شمال غزة أعداد جميع لاجئي 48، ولا يوجد لغالبيتهم بيوتا يرجعون إليها، منوها إلى أن العالم ربما يقدم لهم مساعدات إنسانية لكن لا أحد سيأخذ على عاتقه المهمة الشرطية أو إدارة قضاياهم السياسية، كما أن فصل غزة عن الضفة قد انتهى، حيث تقوم إسرائيل بتوحيدهما من جديد تحت سيطرتها.

ويجب أن نستدرك أن هذا هو السيناريو المتفائل إسرائيليا، ربما، وهو مع ذلك يعني أن انتصار إسرائيل في الحرب سيفضي إلى إعادة احتلال غزة وتوحيد الضفة الغربية وقطاع غزة، وهي التي عملت لسنوات على فصلهما، تحت سيطرتها وإعادة القضية الفلسطينية التي كادت أن تنجح في تغييبها إلى واجهة العالم.

أما ما يجري في الميدان، فيبدو أقل تفاؤلا بالنسبة لإسرائيل وجيشها الذي ما زال يبحث عبثا عن صورة انتصار دون جدوى، وحتى صورة الرجال المدنيين الذين جرى تعريتهم وتقييدهم لتسويق مثل هذه الصورة، بادعاء أنهم من مقاتلي حماس، قد انقلبت ضده بعد أن تأكد أنهم مدنيون، وذكّرت صورهم العالم بالممارسات النازية ضد اليهود.

وبينما يبحث المحلل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، رون بن يشاي، عن نقطة انكسار في خانيونس المحاصرة، على شكل قتل السنوار والضيف أو إلقاء القبض عليهما، بين ضرورة عدم المس بالمخطوفين وبين منع كارثة إنسانية، فإن زميله، أمير أورن، يرى أن نتنياهو الذي وضع لنفسه سقفا عاليا لأهداف الحرب، سيفشل مثلما فشل في السابع من أكتوبر، ويقول إنه حتى حلول عيد الميلاد سيتضح الطريق المسدود الذي أخذ نتنياهو دولة إسرائيل إليه ومن هم شركاؤه.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *