Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

خلافات داخل كابينيت الحرب الإسرائيلي تؤخر تبادل أسرى وهدنة

الخلافات حول صفقة أسرى بالشروط التي وضعتها حماس بين غانتس وآيزنكوت وبين غالانت وقيادة الجيش، ونتنياهو يماطل بالحسم، ليس بسبب ضغوط بن غفير وسموتريتش فقط وإنما تحسبا من ضغوط أميركية متزايدة إثر تفكك كابينيت الحرب

نازحون من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، أمس (Getty Images)

لا تزال صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس، التي سيرافقها وقف إطلاق نار، تتأخر من دون اتفاق حولها، وبسبب خلافات بشأنها داخل كابينيت الحرب الإسرائيلي. كذلك يتواصل السجال في إسرائيل حول إدخال وقود السولار إلى قطاع غزة لمنع تدهور الوضع الإنساني في القطاع، رغم أن هذا الوضع كارثي للغاية حاليا.

وأشار المحلل العسكري في صحيفة “معاريف”، طال ليف رام، اليوم الأحد، إلى أن الجيش الإسرائيلي يسعى إلى أن تتقدم قواته باتجاه أطراف أخرى في مدينة غزة، في الوقت الذي فيه “قيادة الجيش مطالبة بإدارة التوتر بين الرغبة باستمرار التقدم، إلى جنوب مدينة غزة، وبين تقدم في المفاوضات حول تحرير المخطوفين”.

وأضاف أن “الوقت الذي يمر ليس في صالح إسرائيل ولا يتلاءم مع الإنجازات العسكرية (التي تريد إسرائيل تحقيقها) مقابل حماس في شمالي القطاع، وبشكل خاص في مدينة غزة”. ويعتبر الجيش الإسرائيلي، بحسب ليف رام ومحللين آخرين، أنه سيتمكن من استئناف الحرب بعد وقف إطلاق يستمر عدة أيام لصالح تنفيذ صفقة تبادل أسرى في حال تم الاتفاق حولها.

دبابات إسرائيلية في غزة، الأسبوع الماضي (أ.ب.)

من جانبه، تبنى المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، يوسي يهوشواع، موقف وزير الأمن، يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هليفي، الذي يدعي أنه من أجل تحسين شروط صفقة تبادل أسرى وزيادة عدد الأسرى الإسرائيلي إلى حوالي 80، بدلا من 50 الذي تطرحه حماس، ينبغي تشديد هجوم إسرائيل في القطاع وممارسة الضغط بشكل أكبر على رئيس حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار. إلا أن يهوشواع اعترف بأن “السنوار هو الذي يقرر في هذه المفاوضات”.

وأضاف يهوشواع أن “إسرائيل كان تفضل أن تتوسط مصر” في صفقة التبادل، وليس قطر، “لكن الوضع ليس كذلك والجمود مستمر”. ونقل عن مسؤولين إسرائيليين ضالعين في المفاوضات قولهم إن “إسرائيل ستوافق على وقف إطلاق نار لعدة أيام”، وأنهم تمكنوا من إقناع الجيش الإسرائيلي بالموافقة على ذلك، ولكن من خلال صفقة أكبر يتم من خلالها الإفراج عن 100 أسير إسرائيلي.

واستدرك يهوشواع أنه “ليس واضحا ما هي مصلحة السنوار بالموافقة على صفقة كبيرة. فهو يلعب بالبطاقات التي بحوزته بشكل ممتاز”. ولفت إلى أنه “قياسا بمعارك سابقة، يبدو واضحا أن الجنود الإسرائيليين يواجهون مخربين لا يتراجعون سريعا”، وأفاد بأن قيادة المنطقة الجنوبية للجيش الإسرائيلي “لم تتلق حتى الآن أمرا بالاستعداد للقتال في منطقة خانيونس”.

وفي ما يتعلق بالسجال في إسرائيل حول إدخال صهريجي من وقود السولار يوميا إلى القطاع، أشار يهوشواع إلى أن المسؤولين الإسرائيلين، “من رئيس الحكومة مرورا بوزير الأمن وحتى الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، وبضمنهم وزراء آخرون، صعدوا إلى شجرة عالية ثم تراجعوا، مثلما هو متوقع”، إذ صرحوا بأن إسرائيل لن تسمح بإدخال وقود إلى القطاع. ويعني عدم إدخال الوقود، توقف عمل مضخات المياه، ومنشآت تطهير الصرف الصحي، وتوقف عمل المستشفيات بالكامل.

خلافات داخل كابينيت الحرب

واعتبر المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، إلى “إنجازات (إسرائيل في) الحرب لا تزال متعلقة بثلاثة مجالات أخرى، هي تحرير المخطوفين، استهداف الأنفاق واغتيال قيادة حماس. وهنا، لا تزال الصورة مختلطة بالرغم من التقدم الإسرائيلي. ويصعب حاليا التحدث عن حسم عسكري للمواجهة، رغم أن قدرات حماس العسكرية في شمال القطاع تضررت بشكل كبير”.

وأضاف أن خلافات تسود كابينيت الحرب الإسرائيلي حول صفقة تبادل أسرى، تتمثل بأن عضويه من كتلة “المعسكر الوطني”، بيني غانتس وغادي آيزنكوت، يقولان إن “إسرائيل ملزمة باستغلال الفرصة من أجل إنقاذ من يمكن إنقاذهم بين الأسرى، وبشكل فوري، لأنه بخلاف ذلك سيكون هناك خطرا واضحا على حياتهم”.

في المقابل، يدعي غالانت وهليفي وقياديون في الجيش الإسرائيلي والشاباك أنه “يحظر التوقف الآن لهدنة ويجب تشديد الضغط العسكري على حماس، لأنه بهذه الطريقة فقط سيكون بالإمكان جعل السنوار يقدم تنازلات أخرى. ويتعالى أيضا الادعاء أنه يجب الإصرار الآن على تحرير 70 امرأة وقاصرا في القائمة الأولية كشرط للصفقة”.

وتابع هرئيل أنه “واضح لكلا الجانبين في هذا الخلاف أن حماس ستبذل كل ما بوسعها كي تكسب الوقت، حتى لو تم الاتفاق على الصفقة. ويبدو أن السنوار يعتمد على وقف إطلاق نار شامل في القتال، ويقدر أن بإمكانه كسب الوقت بإطلاق وعود وذرائع حول صفقات لاحقة”.

ولفت هرئيل إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، “لم يبلور موقفا نهائيا في هذا الخلاف. فهو منشغل باعتبارات سياسية داخلية ويخشى تطويقه من جانب الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش”.

مظاهرة في مدينة طولوز الفرنسية، أمس، تطالب بوقف الحرب على غزة (Getty Images)

وأضاف أن “نتنياهو يماطل، كعادته. والضغوط من اليمين واضحة. لكن بالنسبة له، توجد ضغوط مضادة من اليسار أيضا. ورفض متواصل للتوصل إلى صفقة من شأنه أن يكون القشة التي تقسم ظهر الائتلاف المتهلهل الذي حققه مع غانتس وآيزنكوت. وإقدامهما على الانسحاب من الحكومة قد يسرع جدا مسار تصادمه مع إدارة بايدن. ومن الجائز أنه على هذه الخلفية سيوافق نتنياهو على تليين موقفه في النهاية، ويتوصل إلى صفقة”.

وفي ما يتعلق بإدخال وقود إلى القطاع، اعتبر رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، غيورا آيلاند، بمقاله الأسبوعي في “يديعوت أحرونوت”، اليوم، أن “إسرائيل لا تحارب ضد منظمة إرهابية وإنما ضد دولة غزة. وحماس نجحت في الحصول على كافة موارد دولتها، وعلى تأييد معظم سكانها وعلى ولاء مطلق من جانب جهاز الإدارة المدني لقيادة السنوار، ومن خلال تأييد كامل لأيديولوجيته. وبهذا المفهوم، غزة شبيهة جدا بألمانيا النازية”، علما أن ألمانيا النازية كانت دولة قوية وغنية وتحتل أراضي دول أخرى في أوروبا، بينما قطاع غزة يحاصره الاحتلال الإسرائيلي ويعاني من فقر شديد وكارثة إنسانية ربما غير مسبوقة.

وتابع أنه “يحظر على إسرائيل إذًا أن تمدّ الجانب الثاني أي قدرة تطيل نفَسَه”. وأضاف آيلاند، أن “النساء الغزيات ’المسكينات’ هن جميعهن أمهات، شقيقات أو نساء القتلة من حماس. ومن جهة، هن جزء من الشبكة الداعمة للحركة، ومن الجهة الأخرى سيشهدن كارثة إنسانية، فإنه يجب الافتراض أن قسما من مقاتلي حماس والقياديين بمستويات متدنية سيبدؤون بإدراك أن الحرب لا فائدة منها، وأنه يجدر منع أضرار غير قابلة للإصلاح بحق أبناء وبنات عائلتهم”.

وبحسب آيلاند، فإن “الطريق إلى انتصار أسرع في الحرب وبثمن أصغر بالنسبة لنا يستوجب أن تنهار منظومات في الجانب الثاني وليس مقتل المزيد من مقاتلي حماس. ويحظر أن نرتدع من تحذيرات المجتمع الدولي من كارثة إنسانية في غزة ومن أوبئة صعبة. فأوبئة صعبة في جنوبي القطاع ستقرب النصر وتخفض عدد القتلى والجرحى في صفوف الجنود الإسرائيليين. والسنوار لن يستسلم، لكن لا يوجد سبب ألا يستسلم قادة كتائب حماس في جنوبي القطاع عندما لا يكون لديهم وقود ولا ماء، وعندما تصل الأوبئة إليهم، وعندما يزداد الخطر عليهم وعلى بنات عائلتهم”.

واعتبر أن “الكابينيت الإسرائيلي مطالب بإظهار تشدد أكبر بكثير مقابل الأميركيين، وأن تكون لديه على الأقل القدرة على قول ما يلي: طالما لا تتم إعادة جميع المخطوفين إلى إسرائيل، لا تتحدثوا معنا عن جوانب إنسانية”.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *