على عتبة محكمة الأسرة، جلست «نادية» ترثي حالها وتتمتم بكلمات قاسية، تستند برأسها المثقل بالهموم على الجدار، تترقب لحظة مثولها أمام القاضي لتحكي له عن جحود زوجها وأولادها الـ4، وتهديده لها بطلاقها وحرمانها من حقوقها.
تحكي «نادية» لـ«الوطن»، أنها اكتشفت قساوة أولادها الـ3 على شقيقتهم الصغرى، بعد أنّ تخلوا عنها في أهم فترات حياتها: «تعرفت على زوجي قبل 36 عامًا، وأتم ووالدي الخطبة، وبعد 5 سنوات انتهى من تجهيز الشقة بمنزل والده، وتزوجنا وسط أجواء عائلية، وبعد الزواج، وجدت نفسي خادمة لعائلته وأشقائه الـ5».
وقالت إنها بعد عام من الزواج، أنجبت طفلها الأول، وكانت مشاعرها مختلطة بين السعادة والتعب بعد عناء طوال فترة الحمل، بسبب معاملة أهله الذين لم يراعوا تعبها، واعتقدت أنّ الحياة ستتغير بعد مجيء حفيد العائلة الأول، ولكن لم يحدث جديد، وفي أول 10 سنوات كانت قد أنجبت منه 3 أولاد وفتاة، جميعهم تخرجوا وعملوا في وظائف مرموقة، وتزوجوا وأنجبوا لها 6 أحفاد، وكانت تصبر نفسها على زوجها كلما رأتهم سعداء في حياتهم، وعزائها أنها كرست حياتها لخدمته وأولادها الـ4.
تهديد الزوج بطلاقها
وبصوت يتخلله الندم على ما جنته «نادية» من أولادها ووالدهم، قالت: «تقدم لابنتي عريس، وتفاجئت أنّ والدها بعد كل هذا العمر يستنكر أنه أنجب بنتًا، وتبرأ من تجهيزها والإنفاق عليها، ومن يريد زواجها عليه تجهيزها هو وتحمل مصروفاتها، وعندما تحايلت عليه أنّ يجلس مع العريس، رفض وهدد بطردي من البيت، ولم يقف أحد من أولادي في صفي، ثم اكتشفت أنه كان يريد الطلاق، وعندما سألته لم يجب، فطلبت من أولادي مساعدة شقيقتهم في الزواج، رفضوا جميعهًا».
المحكمة أجبرت الأب على تجهيز ابنته وفقًا ليسار حاله
وأنهت «نادية» حديثها بأنها تشعر بقلة الحيلة وهي ترى كسرة قلب ابنتها الوحيدة، بعد تخلي والدها وأشقائها عنها، فقررت أنّ تلجأ لمحكمة الأسرة بالجيزة لتطلب دعوى نفقة حملت رقم 945، ودعوى طلاق حملت رقم 100، وأرفقت بها مستندات تفيد بيُسر حاله وأملاكه التي ساعدته للحصول على نفقتها.
وبعد جلسة المحكمة، أجبر القاضي، الزوج على تكفله بتجهيز ابنته وفقًا ليسار حاله، وجرى الصلح بين الزوجين بعد خلاف دام لفترة طويلة.
المصدر: اخبار الوطن
