Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

صعود العمل عن بعد: هل يشكّل مستقبل التوظيف؟

بينما يوفّر العمل عن بعد العديد من الفوائد، إلّا أنّه يمثّل أيضًا تحدّيات كثيرة، مثل أن يؤدّي العمل عن بعد إلى الشعور بالانفصال عن الزملاء وثقافة تنظيميّة أوسع

أدّى ظهور الإنترنت والتقدّم في تكنولوجيا الاتّصالات إلى تحوّل كبير في طرق العمل والتوظيف، حيث ظهر العمل عن بعد، المعروف أيضًا باسم العمل عن بعد أو العمل عن بعد، باعتباره اتّجاهًا بارزًا يعيد تشكيل مستقبل التوظيف.

وشهد العمل عن بعد طفرة ملحوظة في السنوات الأخيرة مدفوعة بعدّة عوامل، حيث ساهم انتشار الإنترنت عالي السرعة، والتوافر المتزايد لأدوات التعاون الرقميّ، والرغبة المتزايدة في التوازن بين العمل والحياة في زيادة شعبيّتها، بالإضافة إلى ذلك، عمل جائحة COVID-19 كمحفّز، ممّا استلزم ترتيبات العمل عن بعد لعدد لا يحصى من المنظّمات والشركات والمؤسّسات في جميع أنحاء العالم.

وأظهرت دراسات أنّ العاملين عن بعد غالبًا ما يواجهون قدرًا أقلّ من “الانحرافات” ولديهم القدرة على إنشاء بيئة عمل مخصّصة تفضي إلى أدائهم الأمثل، وكذلك يمكّن العمل عن بعد المؤسّسات من الاستفادة من مجموعة المواهب العالميّة، حيث لم تعد القيود الجغرافيّة عاملًا مقيّدًا، ويمكن أن يؤدّي هذا الوصول الموسّع إلى المواهب إلى زيادة الابتكار والإبداع داخل الفرق.

ويوفّر العمل عن بعد مزايا عديدة لكلّ من الموظّفين وأصحاب العمل. مثل زيادة المرونة، حيث يستطيع الموظّفون عن بعد بحريّة تصميم بيئة عملهم وجدولهم الزمنيّ، ممّا يمكّنهم من تحسين الإنتاجيّة بناء على تفضيلاتهم الشخصيّة، ويمكن أن تؤدّي هذه المرونة أيضًا إلى تحسين التوازن بين العمل والحياة، مما يمكّن للموظّفين توفير الوقت في التنقّل وتخصيص المزيد من الوقت للمهامّ الشخصيّة أو المسؤوليّات العائليّة.

وبينما يوفّر العمل عن بعد العديد من الفوائد، إلّا أنّه يمثّل أيضًا تحدّيات كثيرة، مثل أن يؤدّي العمل عن بعد إلى الشعور بالانفصال عن الزملاء وثقافة تنظيميّة أوسع، ولمواجهة هذا، وبحسب خبراء، فإنّه يجب على المنظّمات التأكيد على التواصل وتعزيز التفاعلات الاجتماعيّة الافتراضيّة للحفاظ على الشعور بالاتّصال بين الموظّفين عن بعد.

والتحدّي الآخر هو احتمال عدم وضوح الحدود بين العمل والحياة الشخصيّة، وبدون الفصل الواضح بين الاثنين، قد يواجه العمّال عن بعد صعوبات في الانفصال عن العمل، ممّا يؤدّي إلى الإرهاق، ويحتاج أرباب العمل إلى وضع سياسات وتشجيع الموظّفين على وضع حدود للحفاظ على توازن صحّيّ بين العمل والحياة.

وأصبح ظهور العمل عن بعد ممكنًا بسبب انتشار الأدوات التكنولوجيّة والبنية التحتيّة، حيث أصبحت منصّات مؤتمرات الفيديو وبرامج إدارة المشاريع وحلول التخزين السحابيّ وأدوات التعاون الافتراضيّة لا غنى عنها في تسهيل الاتّصال والتعاون السلس بين الفرق البعيدة، وتتيح هذه التقنيّات التفاعل في الوقت الفعليّ ومشاركة الملفّات وإدارة المهامّ، ممّا يضمن قدرة العمّال عن بعد على التعاون بفعاليّة على الرغم من المسافات المادّيّة.

والتحوّل نحو العمل عن بعد له أيضًا آثار على التخطيط الحضريّ بحسب باحثين، ونظرًا لأنّ المزيد من الأفراد يختارون العمل عن بعد، فقد تقلّ الحاجة إلى المساحات المكتبيّة التقليديّة، ويمكن أن يؤدّي ذلك إلى تحوّل في تصميم ووظيفة المناطق الحضريّة، مع تقليل التركيز على المساحات المكتبيّة التجاريّة وزيادة التركيز على إنشاء مجتمعات متعدّدة الاستخدامات نابضة بالحياة، ويحتاج المخطّطون الحضريّون إلى النظر في الاحتياجات المتطوّرة للقوى العاملة عن بعد وتكييف استراتيجيّاتهم وفقًا لذلك.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *