Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

عصام هلال عفيفي يكتب: إلى أبواق الشر.. تلك هي مصر – كتاب الرأي

76 عاماً حملت فيها مصر القضية الفلسطينية على عاتقها بدون تهاون أو تكاسل أو شعارات رنانة لا تأخذ محمل الأفعال، لم تتوان مصر لحظة عن دعم القضية سياسياً أو مجتمعياً أو على مستوى الشارع المصري، فكانت فلسطين حاضرة دائماً في كل وقت أمام الدبلوماسية المصرية الحكيمة، خاصة منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مهام الحكم في 2014، فمنذ هذه الفترة واجهت مصر ادعاءات وأكاذيب بأنها بعيدة عن دورها المحوري في دعم القضية، ومنها ما يحاول التقليل من الدور المصري تجاه القضية كما ادعت شبكة CNN مؤخراً، ولكن كانت المواقف خير رد على كل هذه الأكاذيب التي روجها أهل الشر.

مع بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر الماضى، كان الموقف المصرى واضحاً كالشمس، وثابتاً لم يتغير لحظة برغم الضغوطات الخارجية ودعم الغرب لدولة الاحتلال، فكان الرد الأول من الرئيس عبدالفتاح السيسى معلنها صراحة من خلال 4 لاءات بينت للعالم أن القضية الفلسطينية ليست تخص أهل غزة وفلسطين فقط، بل هي قضية كل مصري، وفي قلب القاهرة، حيث أعلن بكل قوة وشجاعة أنه لا سبيل لتصفية القضية الفلسطينية أو التهجير القسري للفلسطينيين، وأنه لا مساس بالأمن القومى المصري والفلسطيني، كما كان الموقف المصرى بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي أول من كشف مخطط التهجير ومطامع الاحتلال في دخول الفلسطينيين سيناء من أجل هدف خبيث وهو تصفية القضية الفلسطينية.

اتخذت القيادة السياسية سياسة دبلوماسية حكيمة استطاعت التأثير على المجتمع الدولي، وتغيير نظرته تجاه القضية السياسية والأوضاع الكارثية في قطاع غزة، والانتهاكات والأفعال الإجرامية لدولة الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، وذلك من خلال الزيارات التى أجراها الرئيس السيسى إلى قادة دول العالم أو الذين استقبلهم في مصر لمناقشة التصعيد العسكرى من الاحتلال في غزة، وكذلك الدعوة إلى قمة القاهرة للسلام بحضور قادة العالم، ومشاركة مصر في القمم الدولية للتنديد بأفعال الاحتلال ودعم القضية الفلسطينية بأفعال جادة، آخرها دعم دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، ومشاركة الرئيس السيسى في القمة العربية الـ33 في البحرين.

نجحت مصر في أساليب الضغط على الاحتلال بأكثر من طريقة، سواء في دخول المساعدات من معبر رفح إلى الأشقاء في غزة، من خلال منع خروج الرعايا الأجانب إلا بعد دخول المساعدات الغذائية والإغاثية لأهالى القطاع، وكذلك جهودها في الوساطة والتوصل إلى هدنة من وقف إطلاق النار، وكذلك الإفراج عن المحتجزين.

الدبلوماسية المصرية كانت سبباً رئيسياً في تغيير مواقف بعض الدول منها الأوروبية التي كانت داعمة لدولة الاحتلال، لتبدأ النظر إلى الأوضاع المأساوية في قطاع غزة وإدانة انتهاكات إسرائيل في فلسطين، ولعل نتائج هذا كان آخرها حصول فلسطين على تصويت أغلبية أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهى 142 دولة من إجمالى 193 لانضمام دولة فلسطين للعضوية الكاملة في المنظمة الدولية، ما يعد اعترافاً دولياً بحقوق الشعب الفلسطينى، كل هذا يدحض تماماً أكاذيب وادعاءات أهل الشر ووسائل الإعلام الغربية المسيسة بما فيها CNN التى تخدم أغراضاً خبيثة تصب في صالح الاحتلال وسياساته الدموية.

وعلى صعيد المساعدات الإغاثية، كان الرد المصرى لطمة على وجه المدعين وأصحاب الأكاذيب، حينما قدمت وحدها 80% من إجمالى المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، لتكون صاحبة النصيب الأكبر من كل دول العالم مجتمعة في المساعدات التى دخلت إلى الأشقاء في غزة، ورأى العالم أجمع حجم الشاحنات المصرية التى انطلقت إلى القطاع منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر، وما زالت تواصل جهودها في هذا الجانب، إما من خلال شاحنات المساعدات الإغاثية بجهود منظمات المجتمع المدنى المصرية، أو من خلال الإسقاط الجوى للمساعدات، ولا يمكن إغفال دور التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى في هذا المشهد من خلال المساعدات التى يقدمها للقطاع منذ اندلاع الأزمة في أكتوبر الماضى، حيث يعد ركيزة أساسية في دعم القضية الوطنية المصرية لأمنها القومى، وهو جزء من الأهداف الاستراتيجية التى حددتها القيادة المصرية. الرئيس عبدالفتاح السيسى برهن على شجاعته وحكمته في إدارة هذه الأزمة، من خلال اتخاذ مواقف قوية ودبلوماسية حكيمة، ما أدى إلى إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام الدولي، ما كان رداً على الجميع أن مصر تتبنى القضية الفلسطينية، والتاريخ خير شاهد على ذلك، وتدعو دائماً لحل القضية من خلال حل الدولتين للوصول لحل جذري، كما نجحت في حشد رأى عام عالمى رافض للتهجير جملة وتفصيلاً لعدم تصفية القضية، وفى كل الخطابات تدعو الدولة المصرية لإعلاء لغة الحوار وإرساء قواعد السلام، وفي نفس الوقت تحذر من المساس بأمنها القومى وأن الأمن القومى المصرى خط أحمر ممنوع الاقتراب منه، وأن الجميع يقف على قلب رجل واحد لعدم المساس بالأمن القومي المصري قيادة وشعباً وجيشاً وشرطة، الجميع في خندق واحد للدفاع عن السيادة المصرية.

*وكيل اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس الشيوخ، الأمين العام المساعد لحزب مستقبل وطن


المصدر: اخبار الوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *