Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

محمد عبدالحافظ يكتب.. عندما يصبح الشعب ظهيرا سياسيا للرئيس – تحقيقات وملفات

ما زلت أتذكر أول وعد قطعه الرئيس السيسى على نفسه فى بداية ولايته الأولى عام ٢٠١٤.. وهو عدم انضمامه إلى حزب أو تيار، وأن ظهيره السياسى سيكون الشعب باختلاف مذاهبه وعقائده ومعتقداته وانتماءاته السياسية، ولم يحنث الرئيس بوعده، ولم يجرؤ حزب أو تيار أن يقول إن الرئيس ينحاز له أو يدعمه على حساب حزب آخر، لأنه يقف على مسافة واحدة بين كافة الأحزاب، ويظل الرئيس ليس عليه فاتورة يدفعها لأحد سوى الشعب الذى اختاره رئيساً، وهذه تجربة سياسية متفردة فى أنظمة الحكم وبخاصة الجمهورية.

وظنى أن هذا التوجه هو الذى أفرز حالة الاستقرار السياسى التى تعيشها مصر، فالصراعات السياسية دائماً ما تكون على حساب الأوطان.

وظنى أيضاً أن «اتحاد القبائل العربية» قد خرج من رحم «الاستقرار السياسى»، لأن هذه الحالة هى التى شجعت القبائل على تشكيل اتحاد لها.

والقبائل العربية فى مصر -وبخاصة الموجودة فى سيناء- ليست كباقى القبائل المتعارف عليها والتى غالباً ما توصف بالفُرقة والتناحر والصراع فيما بينها، فقبائل سيناء وحدتهم الوطنية والارتباط بسيناء، التى كانت دائماً مطمعاً لكل من يستهدف مصر على مدار التاريخ القديم والحديث.. ودائماً ما كان أهل سيناء هم صمام الأمان وخط الدفاع الأول عنها، رغم اتساع رقعتها وقله عددهم.. وكان رجال القبائل العربية مشاركين لأبطال جيش مصر العظيم فى الكشف وإزالة «الألغام البشرية» -أقصد الإرهابيين- التى زرعتها جماعة الإخوان المسلمين على مدار الفترة من بعد ٢٥ يناير حتى جلائهم عن حكم مصر بعد ثورة ٣٠ يونيو، وذلك خلال حربنا على الإرهاب، حيث كان يخطط الإخوان بمساعدة تنظيم القاعدة وبتمويل أمريكى لتحويل سيناء لإمارة إسلامية.

لست هنا فى معرض سرد قصص وحكايات بطولات أهل سيناء من أبناء القبائل، وتضحياتهم، فلن يتسع المكان ولن يكفى الزمان لهذه القصص والملاحم، وبخاصة التى وقعت أحداثها وقت احتلال العدو الإسرائيلى لسيناء، من يونيو 1967 حتى أكتوبر ١٩٧٣، عندما شاركوا فى حرب الاستنزاف.

لم تكن القبائل العربية متفرقة واتحدت، فقد كانت دائماً على قلب رجل واحد، والاتحاد بشكله الحالى ليس كياناً سياسياً، وليس له أى مطالب، ولكنه شكل إطارى لتوحيد الجهود وتنفيذ الأهداف المشتركة لثلاثين قبيلة بشكل أكثر تنظيماً وتنسيقاً، لمساندة توجهات الدولة، وبخاصة فى هذه المرحلة الراهنة.

وكلنا يعرف أنه لا يوجد أمن بلا تنمية ولا تنمية بلا أمن، فإن هذا الاتحاد سيكون نقطة انطلاق للتنمية الشعبية والعمل الأهلى فى سيناء، بالتوازى مع جهود الدولة فى تنمية هذه البقعة الغالية على قلب كل مصرى، والتى ارتوت بالدماء الطاهرة لشهدائنا فى حرب أكتوبر عندما هزمنا العدو الإسرائيلى وطهرنا الأرض من دنسه، وفى حربنا على الإرهاب، وهذا الاتحاد -أظنها مبادرة مهمة- هو رد فعل طبيعى من أهل سيناء بعد ما لمسوه وعايشوه من اهتمام القيادة السياسية اللامحدود بتعمير سيناء، وعبروا عن امتنانهم بإطلاقهم اسم «السيسى» على إحدى المدن الجديدة فى سيناء والتى سيتم إنشاؤها فى منطقة كانت معقلاً للإرهابيين قبل تطهيرها.. لتصبح المرة الأولى التى يطلق فيها اسم الرئيس السيسى على مشروع يقيمه القطاع الخاص أو الدولة، فعلى مدار العشر سنوات الماضية على حكم الرئيس السيسى، والتى أقيم فيها مئات المشروعات فى كافة المجالات لم يفكر الرئيس فى إطلاق اسمه على أى منها رغم توجيهاته بإطلاق أسماء زعماء مصر ومفكريها وأبطالها وشهدائها على قواعد عسكرية (قاعدة محمد نجيب) وعلى قطع حربية «السادات» و«عبدالناصر» على حاملتى طائرات هليوكوبتر (الميسترال)، وعلى طرق وكبارى ومحاور ومناطق، ولكن رمزية أن يكون اسمه على مدينة فى قلب سيناء من إنشاء القطاع الخاص وبمبادرة شعبية لها دلالة خاصة.. وهكذا يكون رد فعل الشعب عندما يتخذه الرئيس ظهيراً سياسياً.

التشكيل المعلن للاتحاد برئاسة إبراهيم العرجانى بما يملكه من تاريخ وطنى مشرف، ينبئ بنجاح الاتحاد فى تحقيق أهدافه، وسيظل أهل سيناء أدرى بشعابها.


المصدر: اخبار الوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *