لم تشفع دور العبادة لقاصديها لحمايتهم من بطش الغارات الإسرائيلية المكثفة والمستمرة منذ ما يقارب أسبوعين على قطاع غزة، فبعد مرور نحو يومين على مجزرة مستشفى الأهلي المعمداني جنوب القطاع، والتي أودت بحياة نحو 1000 فلسطيني، عاود جيش الاحتلال الكره بقصف كنيسة الروم الأرثوذكس وسط غزة ما أدى إلى وقوع شهداء ومصابين.
الكنيسة كانت تضم عائلات مسلمة
وقال معاذ عوينات، أحد المسعفين بمستشفى الشفاء، الذي هرع إلى المكان رفقة طاقمه إن الأوضاع في المنطقة كانت مأساوية للغاية، إذ تهدم الجدار وسقط بأكمله على عشرات العائلات النازحة من منازلهم واحتموا في الكنيسة من القصف.
وتابع «عوينات» في تصريحاته لـ«الوطن»: «الكنيسة كانت تضم عائلات مسلمة ومسيحية لجأوا إليها بعد قصف بيوتهم والمساجد، إلا أن الاحتلال لا يفرق بين دور العبادة والمنازل والمستشفيات وكلها أهداف للغارات ولا يوجد في غزة مكان واحد آمن ورائحة الموت في كل مكان».
وقال «عوينات» إن طواقم الإسعاف استطاعت إخراج طفلة تبلغ من العمر ثلاثة أعوام على قيد الحياة من تحت الأنقاض بينما استشهد والديها، مضيفًا: «سحبناها إلى الخارج بصعوبة بالغة لأن والدها كان يحتضنها بين ذراعيه بينما كان الجدار سقط فوقهم، وصوت أنينها الضعيف هو الذي دلنا على مكانها».
ولفت المسعف إلى أنه من الممكن أن يكون هناك أحياء تحت الأنقاض كما أنهم لم يستطيعوا حتى الآن سوى انتشال جثمان شهيدين فقط بسبب نقص الآلات المستخدمة لرفع الركام، مشددًا: «كل جهودنا في استخراج الشهداء أو المصابين من المنازل التي تعرضت للقصف ذاتية وبدائية تمامًا، ما يتسبب في استشهاد بعض المصابين دون التمكن من إخراجهم».
المصدر: اخبار الوطن
