«نضوى» سيدة أقصرية تذهب إلى الكُتَّاب في عمر الـ65 عاما: سأحفظ القرآن – المحافظات

وسط مجموعة من الأطفال، تجلس سيدة مسنة في أحد كتاتيب تحفيظ القرآن الكريم بقرية العضايمة بإسنا؛ قابضة على مصحف ويجلس بجوارها طفل لم يتجاوز العاشرة من العمر، يتلوان القرآن، هذا هو المشهد الأول الذي تراه من بعيد فتعتقد أن تلك السيدة ربما تحفظ أحد أحفادها القرآن الكريم أو ربما تعمل هناك، لكن إذا اقتربت أكثر ستفاجأ بأن الطفل هو من يحفظ العجوز القرآن.. فما القصة؟

أتمت حفظ جزء من القرآن 

منذ سنتين قررت نصفة عباس مغازي، الشهيرة بنضوى البالغة من العمر 65 عاما، الذهاب للكتاب مع الأطفال بقريتها لحفظ القران الكريم، ورغم أنها لا تجيد القراءة والكتابة إلا أنها أتمت حفظ جزء من القرآن وبدأت في حفظ الجزء الثاني.

الكتاب هو أفضل مكان تتعلم في القرآن

تقول نضوى إنها بعد وفاة زوجها منذ أكثر من 10 سنوات، وزواج أبنائها، وجدت أن الفرصة قد حانت لتحقيق حلمها في حفظ كتاب الله، فوجدت أن الكتاب هو أفضل مكان تتعلم في القرآن، لكن كيف وهى سيدة عجوز والكتاب كله أطفال وصغار، لكن رغبتها في تحقيق حلمها، دفعها للكتاب دون الالتفات لكلام الناس.

أنا بحفظ القرآن بصدق ونية

وتضيف السيدة العجوز في حديثها لـ«الوطن»: «جيت الكتاب، اللي يقولي بعد ما شاب راح الكتاب، واللي يقولي ياك رايحة الكلية، فبقولهم أنا بحفظ القرآن بصدق ونية، واللي راح الكلية ورقة تحت الدرج مرمية»، وتتابع: واجهت صعوبة في قراءة القرآن وحفظه، فأنا لم أتعلم القراءة والكتابة قط، لكن بمساعدة الشيخ هشام، محفظة القرآن في الكتاب وبعض الأطفال استطعت حفظ جزء “عم”، وبدأت في حفظ الجزء الثاني.

حماها من الجلوس في الشوارع والطرقات والخوض في سيرة الناس

وتشير نضوى إلى أنها اشترت سماعة وفلاشة محمل عليها المصحف المعلم، حتى تتمكن بعد العودة من الكتاب إلى المنزل، أن تستمع إليها وتعيد قراءة ما تعلمته هناك وتحفظه جيدا، مؤكدة أن الذهاب إلى الكتاب حماها من الجلوس في الشوارع والطرقات والخوض في سيرة الناس، خصوصاً وأنها تعاني من الوحدة، بعد زواج أبنائها وبناتها، لافته إلى أنها أدمنت الذهاب إلى الكتاب وحفظ القرآن الكريم، فأصبحت تقرأه آناء الليل وأطراف النهار، قياما وقعود وقبل النوم، فلا شئ في يدها سوى المصحف، وتتمنى نضوى أن تتم حفظ القرآن الكريم، والذهاب لحج بيت الله الحرام.