Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

هل لا يزال طعامًا صحيًّا كما كان في الماضي؟

تمتصّ الأسماك ميثيل الزئبق من نظامها الغذائيّ، ويتراكم في أنسجة عضلاتها بمرور الوقت. وهذا يعني أنّ الأسماك الأكبر والأقدم، مثل التونة وسمك أبو سيف وسمك القرش، تحتوي على مستويات أعلى من الزئبق مقارنة بالأسماك الصغيرة

يناقش باحثون مدى خطورة تناول المأكولات البحريّة خلال السنوات الأخيرة، خاصّة بعد التلوّث الهائل في البحار والمحيطات بفعل النشاط الإنسانيّ، حيث قامت دراسة أجرتها وكالة البيئة الفيدراليّة الألمانيّة بالتحقيق في مستويات الديوكسينات ومركبات ثنائيّ الفينيل متعدّد الكلور في أنواع الأسماك المختلفة الّتي تباع في ألمانيا، ووجد الباحثون أنّ مستويات الديوكسينات ومركّبات ثنائيّ الفينيل متعدّد الكلور تتفاوت بشكل كبير بين الأنواع وبين الأسماك الفرديّة داخل الأنواع، كما وجدوا أنّ بعض أنواع الأسماك مثل ثعبان السمك البرّيّ، والرنجة الأوروبّيّة الّتي يتمّ اصطيادها في البرّيّة، والسلمون الأطلسيّ المستزرع، تحتوي على مستويات عالية من الديوكسينات ومركّبات ثنائيّ الفينيل متعدّد الكلور. وخلّصت الدراسة إلى أنّ تناول هذه الأسماك بانتظام يمكن أن يؤدّي إلى التعرّض الشديد لهذه الموادّ الكيميائيّة السامّة، ويزيد من مخاطر الآثار الصحّيّة الضارّة.

ويعتبر الزئبق معدنًا ثقيلًا سامًّا يتمّ إطلاقه في البيئة من خلال الأنشطة الصناعيّة، مثل محطّات الطاقة الّتي تعمل بالفحم والتعدين. ثمّ يدخل إلى المسطّحات المائيّة، حيث يتمّ تحويله إلى ميثيل الزئبق بواسطة البكتيريا. تمتصّ الأسماك ميثيل الزئبق من نظامها الغذائيّ، ويتراكم في أنسجة عضلاتها بمرور الوقت. وهذا يعني أنّ الأسماك الأكبر والأقدم، مثل التونة وسمك أبو سيف وسمك القرش، تحتوي على مستويات أعلى من الزئبق مقارنة بالأسماك الصغيرة، ويمكن أن يسبّب الزئبق مشاكل عصبيّة ونمائيّة، خاصّة عند الأجنّة والأطفال الصغار، حيث توصي وكالة حماية البيئة الأمريكيّة (EPA) النساء الحوامل والنساء اللّاتي قد يصبحن حوامل والأمّهات المرضعات والأطفال الصغار بتجنّب تناول الأسماك عالية الزئبق.

وبحثت دراسة أجرتها مدرسة Harvard TH Chan للصحّة العامّة في العلاقة بين التعرّض للزئبق من استهلاك الأسماك وخطر الإصابة بـ ALS (التصلّب الجانبيّ الضموريّ)، وهو مرض تنكّسيّ عصبيّ قاتل، حيث تتبّعت الدراسة 518000 رجل وامرأة في الولايات المتّحدة لمدّة تصل إلى 16 عامًا، ووجد الباحثون أنّ المشاركين الّذين تناولوا المزيد من الأسماك ذات المستويات العالية من الزئبق كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض التصلّب الجانبيّ الضموريّ. على وجه التحديد، كان أولئك الّذين تناولوا أسماكًا تحتوي على مستويات من الزئبق في أعلى 25% لديهم خطرًا أعلى بنسبة 60% للإصابة بمرض التصلّب الجانبيّ الضموريّ مقارنة بأولئك الّذين تناولوا أسماكًا تحتوي على مستويات منخفضة من الزئبق. وخلّصت الدراسة إلى أنّ زيادة التعرّض للزئبق من استهلاك الأسماك يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض التصلّب الجانبيّ الضموريّ.

مركّبات ثنائيّ الفينيل متعدّد الكلور (PCBs) هي موادّ كيميائيّة اصطناعيّة كانت تستخدم في المعدّات الكهربائيّة، مثل المحوّلات والمكثّفات، حتّى تمّ حظرها في السبعينيّات. ومع ذلك، فإنّها لا تزال موجودة في البيئة، وتتراكم في الأسماك. تصنّف مركبات ثنائيّ الفينيل متعدّد الكلور على أنّها ملوّثات عضويّة ثابتة (POPs) ومن المعروف أنّها تسبّب السرطان ومشاكل الإنجاب واضطرابات النموّ.

وكانت إدارة الغذاء والدواء الأمريكيّة (FDA) قد أوصت النساء الحوامل والأمّهات المرضعات والأطفال الصغار بتجنّب تناول الأسماك الّتي تحتوي على مستويات عالية من ثنائيّ الفينيل متعدّد الكلور.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *