Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

يغادرون منازلهم ويتنقلون وصولا لملاجئ الأمم المتحدة

السكان في غزة يقولون إنه لا يوجد مهرب حقيقي في قطاع غزة، والغارات الإسرائيلية تستهدف المدنيين، وبعدما اقترحت إسرائيل أن يغادر المدنيون إلى مصر، حذرت الأخيرة من قصف إسرائيلي لمعبر رفح.. غزة بلا ملاذ

مدينة غزة بعد القصف الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء (أ.ب.)

يتجمع أكثر من 180 ألف فلسطيني في قطاع غزة داخل ملاجئ تابعة للأمم المتحدة، للاحتماء من القصف الجوي الإسرائيلي المكثف على القطاع، الذي يسكنه 2.3 مليون نسمة باكتظاظ شديد.

وفي خلفية احتماء الغزيين في هذه الملاجئ، أقوال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، اليوم الثلاثاء، استنادا إلى معلومات جمعها مكتبه، إن الغارات الإسرائيلية استهدفت مبان سكنية من بينها أبراج كبيرة بالإضافة إلى مدارس ومبان تابعة للأمم المتحدة، وهو ما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين.

وأضاف تورك في بيان أن “القانون الإنساني الدولي واضح: الالتزام بتوخي الحذر دوما لتجنب (سقوط) مدنيين وأهداف مدنية يتعين تطبيقه طوال الهجمات”. وأضاف ردا على إعلان وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، تشديد الحصار على قطاع غزة، أن القانون الدولي يحظر “الحصار” الذي يعرض حياة المدنيين للخطر.

وأفاد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، اليوم، بأن نحو 200 ألف شخص، أو قرابة عشرة بالمئة من السكان، فروا من ديارهم في غزة منذ بدء الهجمات، وهم معرضون لنقص مياه الشرب والكهرباء بسبب الحصار.

مدرسة للأونروا في غزة بعد تعرضها لقصف إسرائيلي، أمس (Getty Images)

وقال المتحدث باسم المكتب، ينس لايركه، في مؤتمر صحفي في جنيف إنه “تصاعدت وتيرة النزوح بشكل كبير في عموم قطاع غزة، حيث تجاوز العدد 187500 شخص منذ يوم السبت الماضي. ويحتمي معظمهم في المدارس”. وأضاف أن من المتوقع حدوث المزيد من النزوح مع استمرار الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.

وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية أن المنظمة سجلت 13 هجوما على مرافق صحية في غزة منذ بدء الحرب الإسرائيلية، مطلع الأسبوع الحالي، مضيفا أن الإمدادات الطبية التي كانت مخزنة في القطاع نفدت بالفعل.

ويقول السكان في غزة إنه لا يوجد مهرب حقيقي في قطاع غزة، الذي يعاني من حصار خانق منذ 16 عاما تفرضه إسرائيل ومصر. وعندما تندلع الحرب، كما حدث أربع مرات منذ نهاية العام 2008، لا تسلم منشآت الأمم المتحدة – التي من المفترض أن تكون مناطق آمنة – من القصف الإسرائيلي الشديد.

وقالت الأمم المتحدة إن غارة جوية إسرائيلية أصابت أحد ملاجئها بشكل مباشر، يوم الأحد الماضي، وألحقت أضرارا بخمس مدارس أخرى تحولت إلى ملاجئ، أمس.

وأعرب سكان عن أملهم بأن يكون حي الرمال التجاري المكتظ بالسكان في مدينة غزة، والذي يضم بنايات شاهقة بها مكاتب وسائل إعلام دولية ومنظمات إغاثية، مكانا آمنا، إذ لم يكن هذا الحي هدفا إسرائيليا مباشرا، على عكس البلدات الحدودية أو مخيمات اللاجئين المكتظة بالسكان.

غزة بعد غارات إسرائيلية، أول من أمس (Getty Images)

لكن بينما كان الجيش الإسرائيلي يتنقل من حي إلى حي بغارات جوية سريعة ومكثفة، وصل القصف العنيف إلى قلب مدينة غزة، وتحول حي الرمال الغني إلى صحراء مليئة بالحفر وغير صالحة للسكن.

والقصف الذي استهدف حي الرمال والمخاطر المحتملة للاحتماء في مدارس الأمم المتحدة، سلط الضوء على عملية البحث اليائسة التي يقوم به المدنيون في غزة عن ملجأ مع تقلص المساحات الآمنة في القطاع بوتيرة سريعة.

وقبل تحذير الجيش الإسرائيلي للمدنيين، أمس، من تعرض حي الرمال للقصف، نزلت عائلات إلى الشوارع حاملة كل ما يمكنها حمله من ممتلكات دون معرفة أين سيذهبون.

وخلال مؤتمر صحفي، اليوم، اقترح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لوسائل الإعلام الأجنبية، ريتشارد هيشت، أن يحاول الفلسطينيون المغادرة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.

إلا أن السلطات المصرية طالبت سلطات غزة بإخلاء المعبر لأنه يتوقع استهدافه بغارات إسرائيلية، في حين قال مسؤولون محليون إن سكان غزة الذين سجلوا مقدما يمكنهم العبور إلى مصر، إلا أن عدد المسموح لهم بالسفر كان صغيرا. وأدى ذلك لتراكم قوائم وأوقات الانتظار لأيام وأسابيع، حتى في الأوقات الهادئة.

وتدعي إسرائيل أنها تتجنب سقوط ضحايا من المدنيين أثناء استهدافها لمواقع لحماس في غزة. لكن الجيش الإسرائيلي ينفذ غارات جوية على أحياء سكنية مزدحمة منذ فترة طويلة، ما أدى حتما لإلحاق لاستشهاد مدنيين وإصابات في صفوفهم وإلى أضرار ببنى تحتية مدنية.

ووصف سكان فلسطينيون معاناتهم بسبب القصف الإسرائيلي العنيف. تبدأ المعاناة بالفرار من المنازل، ثم اللجوء لشقق الأقارب، ثم الفرار مرة أخرى إلى مدارس الأمم المتحدة، ثم البدء من جديد في محاولة العثور على بعض الشعور بالأمان.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *