Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الخليج

طرفا الصراع في السودان يواصلان القتال

تجاهل طرفا الاقتتال في السودان الهدنة الثانية المعلنة لوقف إطلاق النار، واستمرت الاشتباكات ودوي الانفجارات لليوم السادس على التوالي عشية عيد الفطر، بينما يحاول المجتمع الدولي انتزاع وقف لإطلاق النار من قائدي الجيش وقوات الدعم السريع المتنازعين.

وتركز القتال بين الجانبين أمس حول القصر الرئاسي ومقر القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم مع انتشار كثيف للطيران الحربي التابع للقوات المسلحة، بينما واصلت العائلات في العاصمة ـ التي يبلغ عدد سكانها أكثر من خمسة ملايين نسمة ـ الفرار من الغارات الجوية والرشقات النارية والمعارك في الشوارع، فيما بدت رائحة الموت والجثامين تخيم على بعض أحياء وسط الخرطوم، وسط حديث شهود عيان عن أعمال نهب للممتلكات بما فيها مكتب الصليب الأحمر في نيالا.

وعلى بعد عشرات الكيلومترات من العاصمة، استمرت الحياة بشكل طبيعي حيث فتحت المنازل لاستقبال النازحين الذين يصلون في حالة صدمة بسياراتهم أو مشيا لساعات على الأقدام مع ارتفاع سعر البنزين إلى عشرة دولارات لليتر الواحد.

وللوصول إلى مكان آمن يخضع هؤلاء النازحون لأسئلة وتفتيش رجال متمركزين على نقاط مراقبة لقوات الدعم السريع والجيش.

وبات على سكان الخرطوم اختيار أحد شرين: إما البقاء في مدينة اختفت منها الكهرباء والمياه الجارية ويمكن في أي لحظة أن تخترق رصاصة طائشة جدارا أو نافذة، أو الرحيل وسط إطلاق النار، وتوقع أن يتم الاستيلاء على منازلهم وينهب كل ما لم يتمكنوا من حمله.

وأفادت نقابة أطباء السودان المركزي بارتفاع أعداد القتلى والجرحى وسط صعوبات كبيرة في انتشال جثامين الضحايا من الشوارع.

وأعلنت النقابة «توقف عن الخدمة 70% من 74 مستشفى في الخرطوم والمناطق المتضررة من القتال»، لأنها قصفت أو لنقص الإمدادات الطبية والكوادر أو بسبب سيطرة مقاتلين عليها وطردهم المسعفين والجرحى.

في هذه الأثناء دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مجددا، إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل فوري مع استمرار القتال، محذرة من ان المزيد من الضحايا بين المدنيين قد سقطوا في الوقت الذي شهدت بعض مناطق دارفور اضطرابات خطيرة في النظام العام.

بدورها، حثت منظمة الصحة العالمية طرفي الصراع في السودان على وقف القتال للسماح للمصابين بالحصول على الرعاية الطبية وفتح ممر إنساني للعاملين في مجال الصحة والمرضى وسيارات الإسعاف.

وقال أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت «ندعو جميع الأطراف إلى تطبيق توقف إنساني مستدام في أقرب وقت ممكن ليتسنى للمحاصرين بسبب القتال أن يحتموا».

وأشار المنظري إلى ان الاشتباكات الجارية في السودان أسفرت حتى الآن عن مقتل ما لا يقل عن 330 شخصا وإصابة أكثر من 3200.

من جانبه، حذر ريتشارد برينان المدير الإقليمي للطوارئ في المنظمة الدوائية، من ان الإجلاء الطبي للمصابين بإصابات بالغة في السودان «ليس خيارا واقعيا الآن» بسبب الموقف الأمني الخطير.

جاء ذلك في وقت تتواصل الجهود الدولية من اجل إقناع طرفي الصراع بوقف إطلاق النار وفتح ممرات انسانية، حيث يبحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الموقف في السودان مع رئيس الاتحاد الأفريقي والأمين العام للجامعة العربية ومنظمات أخرى معنية.

في هذه الغضون، نفت القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية (قوات شرق ليبيا) التي يقودها المشير خليفة حفتر تقديم الدعم لطرف ضد آخر من طرفي الصراع الدائر في السودان.

وقال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي أحمد المسماري في بيان امس «تنفي القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية نفيا قاطعا تقديم الدعم لطرف ضد الطرف الآخر في السودان».

وأضاف المسماري أن القوات المسلحة الليبية «تقوم حاليا بإجراء الاتصالات العاجلة مع الأطراف المعنية، ونحن مستعدون للقيام بدور الوساطة بين الأشقاء في السودان لوقف القتال».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *