قال شهود عيان إن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خاضا قتالا عنيفا أمس حول مجمع صناعي عسكري يعتقد أنه يحتوي على مخزونات كبيرة من الأسلحة والذخيرة في جنوب العاصمة، بالقرب من مستودعات للوقود والغاز معرضة لخطر الانفجار، في حين تواصلت عمليات السلب والنهب في أم درمان قرب الخرطوم.
وقال شهود عيان إن قوات الدعم السريع هاجمت المنطقة التي تضم مجمع اليرموك في ساعة متأخرة من مساء أمس الاول قبل أن تنسحب بعد قتال عنيف، حيث استمرت الاشتباكات بين الجانبين لساعات حتى أمس.
واضاف الشهود ان الاشتباكات امتدت إلى «مستودع الشجرة» المجاور والذي يعد ثاني أكبر مستودع بالعاصمة للغاز والمواد البترولية.
ودارت مواجهات بالأسلحة الثقيلة بين الطرفين قرب معسكر طيبة بأقصى جنوب الخرطوم والذي تسيطر عليه لقوات الدعم السريع.
وقال نادر يوسف، الذي يسكن بالقرب من اليرموك، لوكالة رويترز عبر الهاتف «اندلعت معركة عنيفة شهدت استخدام الطائرات والمدفعية واشتباكات على الأرض وتصاعد أعمدة الدخان».
وأوضح أنه نظرا لقرب مستودعات الوقود والغاز «فإن أي انفجار كان يهدد بتدمير السكان والمنطقة بأكملها».
من جهة اخرى، قال سكان بمدينة أم درمان التي يفصلها نهر النيل عن الخرطوم، إن أصداء المدافع انطلقت من معسكرات الجيش بشمال المدينة باتجاه نقاط تمركز قوات الدعم السريع بمدينتي الخرطوم وبحري، وانها استمرت لساعات.
وفي السياق، ذكر قال نشطاء في منطقة بحري إن كثيرين نزحوا عن ديارهم نتيجة انقطاع المياه المتكرر لأكثر من 50 يوما، ليجدوا انفسهم في مواجهة نيران الحرب أثناء بحثهم عن المياه.
ونزح أكثر من 1.428 مليون شخص من ديارهم داخل السودان، بينما فر 476800 آخرون إلى بلدان مجاورة يعاني معظمها بالفعل من الفقر والصراعات الداخلية، وفقا لتقديرات نشرتها المنظمة الدولية للهجرة مؤخرا.
وسجلت وزارة الصحة السودانية مقتل ما لا يقل عن 780 مدنيا نتيجة الصراع، وقتل مئات آخرون في مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور. ويقول المسؤولون الطبيون إن هناك عددا كبيرا من الجثث لم يتم جمعها بعد أو تسجيلها.
الى ذلك، أدانت الخارجية السودانية، بأشد العبارات، قيام قوات الدعم السريع باقتحام سفارة الصين، ومنزل ومقر سفارة دولة فلسطين، ومنزل سفير سلطنة عمان وذلك في انتهاك صارخ للقانون الدولي والأعراف الخاصة بحرمة وحماية مقرات وممتلكات البعثات الديبلوماسية.
وقالت الوزراة في بيان أورته وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) أمس «إن قوات الدعم السريع قامت بسرقة عدد من السيارات الديبلوماسية من مقر السفارة الصينية والعبث بالمستندات وتخريب الأثاث، كما قامت باقتحام منزل السفير ومقر سفارة دولة فلسطين للمرة الرابعة، وقامت بتكسير الأبواب وتخريب الأثاث وسرقة المقتنيات وأموال نقدية خاصة بتسيير السفارة، وذلك بعد ضرب وتعذيب العمالة المحلية المتواجدة بمنزل السفير ومقر السفارة».
وأضافت: «كما قامت هذه القوات أيضا باقتحام منزل سفير سلطنة عمان وسرقة السجاد والأثاث والمقتنيات الثمينة والأجهزة الكهربائية والإلكترونية».
وجددت الخارجية السودانية إدانتها لهذا السلوك، داعية المجتمع الدولي إلى إدانته بأشد العبارات واعتبارها منظمة إرهابية وتحميلها المسؤولية القانونية والأخلاقية.
